سليماني على الحدود السورية ـ العراقية بغياب طيران التحالف

تسارع العملية الروسية ـ الإيرانية في البادية و50 كلم تفصل خط طهران ـ بغداد ـ دمشق

قائد {فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني بين عناصر «الفاطميون» في موقع حدودي بين العراق وسوريا
قائد {فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني بين عناصر «الفاطميون» في موقع حدودي بين العراق وسوريا
TT

سليماني على الحدود السورية ـ العراقية بغياب طيران التحالف

قائد {فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني بين عناصر «الفاطميون» في موقع حدودي بين العراق وسوريا
قائد {فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني بين عناصر «الفاطميون» في موقع حدودي بين العراق وسوريا

تتسارع التطورات على الحدود العراقية - السورية بشكل غير مسبوق لمصلحة طهران التي تقترب من تحقيق هدفها الاستراتيجي بفتح طريق بغداد - دمشق. وتفصل قوات الحشد الشعبي التي تتقدم داخل الأراضي العراقية 50 كلم عن أول نقطة التقاء على الحدود السورية مع القوات التابعة لإيران والتي وصلت يوم الجمعة الماضي إلى منطقة شمال شرقي التنف بعيد عملية التفافية على معسكر للتحالف الدولي الذي لم يحرك ساكناً للتصدي لهذا التقدم.
ويوم أمس، نشرت وكالة «تسنيم» الإيرانية صورا لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وهو يصلي على الحدود العراقية السورية السبت الماضي بين مقاتلي ميلشيا «فاطميون» وهي من الميليشيات الأفغانية التي تحارب تحت لواء فيلق «القدس» الإيراني في سوريا منذ ست سنوات. وكانت الوكالة التي تعد المنبر الإعلامي لمخابرات الحرس الثوري، تم تداولت صور مماثلة لسليماني، مطلع الشهر الحالي، خلال تفقده عملية انتشار قوات «الحشد الشعبي» عند المناطق الحدودية مع سوريا من جهة العراق.
وأفادت الوكالة بالأمس أن قوات «فاطميون» كثفت تحركها باتجاه الحدود العراقية السورية استمراراً لعملياتها التي بدأتها الشهر الماضي لمؤازرة قوات النظام وتلك الرديفة التي تقاتل إلى جانبه.
ونقلت وسائل إعلام أردنية عن مصادر وصفتها بـ«الموثوقة»، أن قوات النظام السوري نقلت ثقلها العسكري في البادية السورية باتجاه خربة رأس الوعر على الحدود العراقية القريبة من معسكر الزكف الذي يسيطر عليه فصيل «جيش مغاوير الثورة» المعارض والمدعوم من واشنطن.
وتمكنت قوات النظام والميليشيات الإيرانية يوم الجمعة الماضي من الوصول إلى الحدود العراقية مع بادية تدمر الشرقية، من خلال ما قال المرصد السوري، إنها «عملية التفافية على معسكر يتبع للفصائل المدعومة من قبل التحالف الدولي، في محور يبعد نحو 20 كلم عن المعسكر الواقع على بعد نحو 50 كلم إلى الشرق من معبر التنف الحدودي الذي تسيطر عليه هذه الفصائل».
وأوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات المحسوبة على طهران والتي وصلت قبل أيام إلى الحدود السورية - العراقية، تحاول حالياً التوسع شمال المنطقة التي سيطرت عليها، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مسافة صغيرة تبلغ نحو 50 كلم تفصل قوات الحشد الشعبي عن أول نقطة التقاء حدودية مع القوات المتقدمة من الجهة السورية. وأكد عبد الرحمن أن طائرات التحالف لم تحاول التصدي لهذا التقدم أو ضرب الميليشيات الإيرانية المتمركزة على الحدود بين سوريا والعراق، مما يرجح برأيه وجود اتفاق روسي - أميركي على تسليم البادية الغنية بحقول النفط لموسكو، فتتحول منطقة نفوذ روسية على أن يقتصر الوجود الأميركي في المنطقة هناك على حماية الحدود الأردنية لتنحصر منطقة النفوذ الأميركي في الشمال السوري، وبالتحديد في منطقة سيطرة الوحدات الكردية، وهي منطقة ليست بصغيرة على الإطلاق، على حد تعبير عبد الرحمن.
وما يعزز قراءة مدير المرصد هو الغزل الأميركي لموسكو بعد سلسلة من الانتقادات الشديدة التي كانت توجهها واشنطن إلى تحركات روسيا في المنطقة. واعتبرت واشنطن الجمعة، أن تدخلات روسيا في سوريا كانت «مفيدة جدا» لخفض التوتر في جنوب سوريا، في حين وصف مسؤول عسكري روسي كبير الإنذارات التي يوجهها الجيش الأميركي إلى قوات النظام وحلفائه الذين يتقدمون باتجاه التنف بـ«التبريرات السخيفة». وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس، إن «روسيا كانت مفيدة جداً في سوريا»، معتبراً أن «الهدوء الذي نشهده اليوم يعود بشكل كبير إلى تدخلاتها». وأضاف ديفيس: «إنهم (الروس) يحاولون الاتصال بالأطراف الآخرين الموالين للنظام، الميليشيات الموالية لإيران، ويحاولون القيام بالمطلوب ومنع هؤلاء الأطراف من القيام بأعمال تزعزع الاستقرار».
ويشير مصدر قيادي في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها على (سرية الوعر) عند الحدود مع العراق والتي تبعد 100 كلم عن البوكمال و20 كلم عن منطقة التنف والمعسكر الأميركي، لافتاً إلى أن المنطقة هناك عبارة عن مساحات صحراوية واسعة، ولا معبر فيها، مما يصعّب الحديث عن سيطرة على طريق بري، خاصة في ظل غياب السيطرة العسكرية الكاملة من تدمر حتى الحدود العراقية. ويضيف المصدر: «ما حصل تطور سياسي كبير يؤكد أن الروس يضغطون باتجاه قطع طريق المعارضة باتجاه دير الزور لتوكيل المهمة لقوات النظام وقسد»، معتبراً أن كل ذلك يحصل في ظل «قرار أميركي متردد وبطيء مقابل تسارع العملية الروسية - الإيرانية في البادية».
وواصلت قوات النظام والميليشيات التابعة لها، يوم أمس، تقدمها في البادية وبالتحديد في مناطق سيطرة «داعش». وتحدث «الإعلام الحربي» التابع لحزب الله عن «تقدم وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء على عدة محاور في البادية باتجاه حقل آرك شمال شرقي مدينة تدمر وعلى الاتجاه الشمالي الغربي للمحطة الرابعة بريف حمص الشرقي»، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ«اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم (داعش) من جهة أخرى، في محور حقل آرك بريف تدمر الشمالي الشرقي، ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين، وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على نقاط جديدة في المنطقة».
وأكد مسؤول المكتب الإعلامي لـ«جيش الأسود الشرقية» سعد الحاج أن كل المناطق التي يتقدم فيها النظام في البادية هي مناطق خاضعة لسيطرة «داعش» لا لفصائل المعارضة، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «قوات النظام تركز معاركها حالياً بوجه التنظيم بعد فشلها بتحقيق أي تقدم يُذكر في مناطق سيطرتنا وبالتحديد في محور منطقة ظاظا السبع بيار وطريق أتوستراد دمشق - بغداد الدولي، كما في محور ريف السويداء الشرقي وبالتحديد منطقة الزلف حيث تم التصدي له». وأضاف الحاج: «حالياً هناك اشتباكات متقطعة بيننا وبين النظام في منطقة دكوة، حيث يحاول الثوار استرجاع هذه التلة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.