الصيام السابع للسوريين في غازي عنتاب

325 ألف لاجئ يتمتعون بخدمات المطاعم والمقاهي المهاجرة

حلويات بنكهة حلبية ودمشقية في المدينة التركية الجنوبية
حلويات بنكهة حلبية ودمشقية في المدينة التركية الجنوبية
TT

الصيام السابع للسوريين في غازي عنتاب

حلويات بنكهة حلبية ودمشقية في المدينة التركية الجنوبية
حلويات بنكهة حلبية ودمشقية في المدينة التركية الجنوبية

عندما تسير في شوارع ولاية غازي عنتاب (جنوب تركيا قرب الحدود السورية) الرئيسية، أو أحد أحيائها الشعبية، كثيراً ما تصادفك مطاعم ومقاه أو محلات، أصحابها سوريون انتقلوا إلى المدينة هربا من المعارك والعنف في بلادهم. تعرف تلك المحلات من واجهاتها المزينة بمختلف أصناف الحلويات والأطعمة الشرقية، أو على الأغلب تجذبك رائحة الطعام التي تدلك على أن هناك طبقاً حلبياً أو شامياً ينتظرك.
وبحسب إحصاءات مديرية الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية، يعيش في ولاية غازي عنتاب نحو 325 ألف نازح سوري، يتابعون حياتهم بشكل طبيعي، للعام السابع على التوالي، البعض من ميسوري الحال افتتح محلّات وشركات تجاريّة، فيما فضّل بعضهم الآخر مجال المطاعم والأفران السورية الصغيرة والتي باتت تنتشر بكثرة، مترافقة مع روائح حلوياتها الطيبة، وزحمة زبائنها، ومن إيجابيّاتها أنّ الجميع يتحدّث باللغة العربيّة، مما سهّل أمر التواصل مع باقي السوريين والعرب في المدينة.
وانتقلت عائلة العلبي صاحبة علامة «بن العلبي» المشهورة في حلب إلى مدينة غازي عنتاب التركية قبل 6 سنوات، لتفتتح فرعاً فيها، وذكر بدر عبد الله العلبي (23 سنة) أن عائلته تمتهن صناعة القهوة منذ قرابة مائة سنة، وقد ورثتها من جدها عبد الله العلبي الكبير.
يقول العلبي الصغير: «مكونات قهوتنا من البن الهندي نصنعها بنكهات متعددة، مثل البرازيلية والتركية بالإضافة للنكهة السورية المشهورة لدينا، حيث نبيع نحو طن ونصف الطن من القهوة شهرياً».
ويمتلك حمزة شحرور (36 سنة) المنحدر من مدينة حلب - حي الفردوس، مطعم «شهبا سنتر» هو واحد من المطاعم السورية الكثيرة المنتشرة في مدينة عنتاب، يقدم أصنافاً من الحلويات السورية والمعجنات بالإضافة إلى الطبخ السوري، وقد اضطر للخروج من مدينته بعد دخول عناصر تنظيم داعش إلى الحي (طرده الجيش الحر لاحقا)، أواخر عام 2013، واختار النزوح إلى مدينة غازي عنتاب التي يعيش فيها منذ 4 سنوات.
يتحدث حمزة عن تجربته بافتتاح مطعم سوري في مدينة تركية، بقوله: «سابقاً لم تكن توجد هنا مطاعم ومحلات سورية أو عربية، قررت فتح المطعم في الأول من شهر رمضان عام 2014. وهو عبارة عن قسمين، مطبخ شرقي، وقسم لبيع الحلويات العربية». يتابع: «أغلب السوريين هنا يفتقدون لمة الأهل والإفطار على موائد العائلة، لذلك نسعى إلى إضفاء أجواء رمضانية على المطعم في الشهر الفضيل، كتقديم التمر الهندي والمعروك وكل ما كان يوضع على مائدة الإفطار في سوريا يجده الصائم عندنا».
أما علاء السنكري (50 سنة) والذي ينتمي أيضا لمدينة حلب وكان يمتلك ورشة ألبسة ومعملا لصناعة الخيوط، وقرر اللجوء إلى تركيا قبل 6 سنوات وبقي قريباً من الحدود على أمل أن تنتهي الحرب ليعود إلى منزله وعمله.
افتتح علاء محل سوبر ماركت «بينرجي»، وتعني بالعربية «الجبان» أو من يبيع منتجات الألبان عموما. يقول: «في بداية وصولي لتركيا قبل 6 سنوات، كنت أبحث كثيرا عن منتجات سورية، مثل الشاي والجبنة أو صابون الغار الحلبي، من هنا جاءتني فكرة لفتح محل لبيع المواد الغذائية والأجبان والألبان السورية».
وفي شهر رمضان، يعرض محل «بينرجي» التمر الهندي، والعرقسوس والمعروك السوري، والتمر السعودي، ويضيف السنكري: «العائلة السورية تشتري من عندي 90 في المائة من حاجاتها وكل صنف من أجود الأنواع».
وعلى مستوى أنشطة أخرى في رمضان، تنشط الكثير من المبادرات الخيرية في الشهر الفضيل والتي تهدف لإعالة بعض العوائل السورية المحتاجة. من تلك المبادرات واحدة أطلقتها منظمة (سند لذوي الاحتياجات الخاصة) ومبادرة (الخير للأسر السورية العفيفة)، اللتان تعملان في غازي عنتاب، وساهمتا في إطلاق «مشروع مطبخ زنوبيا» لتقديم وجبات سورية جاهزة.
تدير المشروع المهندسة أحلام ميلاجي (45 سنة) التي تتحدث عن تجربتها بقولها: «نهدف إلى دعم السيدات العاملات بالمطبخ وإعالة أسرهن عن طريق طبخ وجبات رمضانية بنكهة سورية خالصة، ثم نقوم ببيع الوجبات لتعود بالنفع عليهنّ».
وتقول أم مهدي (36 سنة) وهي إحدى المساهمات في مشروع المطبخ: «فريقنا مؤلف من نحو 10 سيدات طاهيات، كل منا خبيرة بتخصص ما، أنا مثلاً أطبخ الكبب الحلبية، والمحشي بالبرغل والحراق بأصبعه».
أما زميلتها محمد (42 سنة)، فتقول: إنها وزميلاتها حضرن قائمة بالحلويات السورية المطلوبة في فترة العيد، كالمعمول والكعك ليتم إنتاجها بأيدهنّ وبيعها للمستهلكين.
وفي ختام حديثها تشدد أحلام ميلاجي على أهمية المبادرة التي تخرج المرأة من حالة وضع اللجوء إلى حالة الإنتاج والعمل ودعم نفسها وأسرتها، وتقول إنه «بالإضافة لنكهة العمل الجماعي التي جاءت من ثمرات هذا المشروع، أصبحت هؤلاء النسوة فخورات بما أنجزنّ، طامحات لإنتاج أطباق سورية أكثر، متحليّات بروح العمل والأمل رغم قصصهنّ الموجعة».



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.