المطبخ الصوفي أساس الطعام التركي الحديث

الرومي استخدم رأيه في الطبخ تعبيراً عن أهم فلسفاته في الحياة

المطبخ الصوفي أساس الطعام التركي الحديث
TT

المطبخ الصوفي أساس الطعام التركي الحديث

المطبخ الصوفي أساس الطعام التركي الحديث

هناك الكثير من المطابخ العريقة والمهمة والتاريخية والتي تعيش في الظل ولا تسلط عليها الأضواء كما تسلط على بعض المطابخ المعروفة والحديثة هذه الأيام. والكثير من هذه المطابخ ترتبط بالمطابخ العالمية المهمة مثل المطابخ المغولية والعوضية والبنجابية وعلاقتها المتينة والطويلة بالمطبخ الهندي والمطابخ الماليزية والإندونيسية والتأثر بالمطابخ الهندية والصينية والمطبخ الحلبي وعلاقاته القوية بالمطبخين التركي والفارسي. ويعتبر المطبخ الصوفي الأكثر ارتباطا بالمطبخ التركي من المطابخ العربية واليونانية، من هذه المطابخ المهمة والفريدة إلى درجة أن بعض الخبراء يعتبرون أساس هذا المطبخ التركي الحديث، إذ كان أرقى بكثير من المطبخ الحالي.
ورغم قلة المعلومات المتوفرة عنه وقلة المطاعم التي تقدم أطباقه التراثية القديمة، لا يزال هذا المطبخ العريق والمهم حيا يرزق في مدينة قونية التركية المعروفة التي كانت عاصمة السلاجقة ومركز الصوفيين الرئيسي في منتصف القرن الثالث. ومن أكثر المعلومات القيمة والثمينة والموسوعية التي نشرت عن المطبخ في السنوات الماضية كتاب «المطبخ الصوفي» الذي نشرته دار الساقي في لندن للكاتبة والخبيرة المعروفة في المطبخ التركي نيفين خاليجي.
يفتح كتاب «المطبخ الصوفي» علي عالما جديدا لم أكن أعرف وجوده، عالم الإسلام الصوفي في القرن الثالث عشر وعالم الشاعر جلال الدين الرومي مؤسس الطريقة المولوية الصوفية للدراويش. ففي الكتاب نكتشف التفاصيل الدقيقة والحميمية للتعاليم الصوفية - رموزها - بداية طقوسها - حياتها اليومية - والتي تدور جميعها حول المطبخ وطاولة الطعام. أشعار رومي مشبعة بالاستعارات والصور المتصلة بالمطبخ. هكذا عبرت كلوديا رودن في مقدمة كتاب نيفين خاليجي عن إعجابها بعمل وكتاب خاليجي الرائع عن المطبخ الصوفي. وقد جمعت خاليجي أشعار رومي التي تتحدث عن الطعام وتذكره والتي تتعرض للطبخ والأكل بشكل عام ووصفات الطعام والأطباق التي وصفها.
وبالحديث عن كتاب الوصفات الصوفية التي وضعها الدرويش إسراف ديدي في القرن التاسع عشر «معظم هذه الوصفات تكشف الجودة الحسية، مذاقات وروائح ومشاعر القرن الثالث عشر، عندما كانت المدينة عاصمة سلطنة السلاجقة الذين كانوا يسطرون على معظم الأناضول» فقد كانت المدينة مركزا ثقافيا مهما وراقيا جذب العلماء والشعراء والفنانين والصوفيين من جميع مناطق العالم الإسلامي. ففن الطهو الراقي للغاية الذي تطور هناك كان متأثرا بالمطبخ الفارسي لأن السلاجقة كانوا يحكمون أصفهان أيضا. إذ تم امتصاص المطبخ العثماني للمطبخ الفارسي لاحقا لأن طباخي القصور في القسطنطينية وفيالق الانكشارية كانوا يتبعون الطريقة الصوفية. وتضيف رودن في تعليقها على أهميتها الكتاب، أن بعض مناحي المطبخ التركي التي نعرفها هذه الأيام هي ميراث من الفترة السلجوقية... المطبخ الصوفي يسلط الضوء على تطور المطابخ التركية ومطابخ الشرق الأوسط.
وتقول خاليجي، إن الرومي استخدم الكثير من الرموز في كتاباته ومنها الطعام وعندما يقول إن «حياتي يمكن أن تختصر بهذه الكلمات: (كنت فجا... فنضجت فاحترقت)»، فإنه يستخدم تعابير الطعام والطبخ للتعبير عن أهم فلسفاته في الحياة وتفسير أو بكلام آخر استخدم الطعام لشرح بعض أفكاره المعقدة. فقد كان مصدرا لا نهائيا من المعلومات عن الخاصة بكل نواحي الطعام، مثل الزراعة والطب والجماليات والمذاق وسبل تحضير الطاولة والترفيه والعمل الجماعي وعمليات الطبخ ذاتها. وبالإضافة إلى ذلك ترك جلال الدين الرومي وراءه كثيرا من وصفات الطعام وسبل تحضير بعض الأطباق وكشف عن كثير من أسرار تلك المرحلة التاريخية في العصر السلجوقي. ومن هذه الأسرار في الدرجة الأولى القواعد المدونة أو المكتوبة لترتيب عمل المطبخ في تلك الحقبة، وفي الدرجة الثانية ضريح خاص لطباخ الرومي اتيش - بازي وفي الدرجة الثالثة في كون تدريب الدراوشة كان يبدأ فعليا في المطبخ. وتضيف خاليجي أن ما دفعها لكتابة كتابها الرائع والشامل هو بقاء بعض الأطباق التي كانت تنتشر أيام جلال الدين الرومي في مدينة قونية التركية حتى يومنا هذا. وتذكر خاليجي بعض الأطباق التي ذكرها الرومي ولا تزال موجودة حتى الآن، مثل طبق توتماج الذي يتألف من رقائق العجين المربعة والمطبوخة مع اللحم واللبن وطبق بولاماج الذي هو عبارة عن حساء حلو المذاق وطبق سيركينكوبين الذي يتألف من العسل وطبق مصنوع من السفرجل والدبس العنب.
وفي مجال الحديث عن المعلومات المتوفرة عن المطبخ الصوفي في اللغة التركية حديثا، تؤكد خاليجي أن الكتاب الوحيد الذي يتناول المطبخ الصوفي في تركيا هو كتاب علي إسراف ديدي الذي صدر عام 1992. وفي هذا الكتاب فصول خاصة بأنواع الحساء الغنية والسلطات وأنواع المخللات وأنواع الكباب وأنواع المحاشي والحلويات والعوامة المقلية وشرائح اللانغا المقلية والفطائر وخصوصا فطائر البوريك باليقطين أو القرع و«الكراعين» والكفتة وأطباق الباذنجان مع الحم والبصل ويخنات الخضراوات وسبل تحضير يخنات لحم الغنم المطبوخة برب البندورة والبصل وأطباق أرز البيلاف ونخاع العظم بالإضافة إلى كيفية تحضير الثلج من الماء.
وتؤكد خاليجي أن للطريقة الصوفية الكثير من القواعد والقوانين الصارمة التي لا بد من اتباعها وتطبيقها حرفيا، وأن المطبخ هو المكان المقدس الأول الذي يفترض أن تطبق فيه هذه القوانين والقواعد. كما يبدأ تدريب الدراويش على الطريقة الصوفية في المطبخ عادة أو بكلام آخر من خلال العمل في المطبخ لمدة مائة يوم كفترة تجريبية.
وكما هو معروف تاريخيا في عالم الصوفيين، لا يدخل المطبخ أي من الناس إلا في حالات الضرورة القصوى، وعندما يحصل ذلك لا بد للفرد من أن يدخل الباب صامتا وتحريك رأسه برقة لإلقاء التحية. ولا يدخل الفرد عادة إلى المطبخ إلا عندما يكون مدعوا أو بإذن عادة على الدرويش المسؤول السماح للأشخاص. وعندما ينتهي الداخل إلى المطبخ من إنهاء مهمته يمشي إلى الوراء أو يتراجع للخروج من الباب رافعا التحية بتحريك رأسه من جديد.
وحسب الوظائف المطبخية الصوفية الثماني عشرة التي تذكرها خاليجي فإن في المطبخ غسالا مسؤولا عن ملاحقة أمور غسيل أقمشة المطبخ، كما هناك شخص مسؤول عن أمور نظافة المراحيض والمغاسل. وهناك شخص مسؤول عن تحضير العصير والمثلجات وتقديم للزوار. كما هناك شخص مسؤول عن تنظيم عمليات غسل الصحون والقدور وهناك من هو مسؤول عن تنظيف الخزائن والسمكرة والأواني. أضف إلى ذلك وجود شخص مسؤول عن شراء الخضراوات واللحوم والمواد من السوق صباحا وشخص آخر مسؤول عن تحضير طاولة الطعام وترتيبها وتنظيفها ومسؤول عن متابعة الفوانيس والشمعدانات ومسؤول آخر عن تحضير القهوة وطحنها وآخر يتابع أمور الحديقة والمزروعات والمحاصيل وقطافها وجلبها إلى الطباخ إلخ.
* من أقوال جلال الدين الرومي التي يستخدم فيها تعابير الطعام والمطبخ:
- الحب يحلي المرارة، لأن مبدأ الحب هو وضعنا على الطريق الصحيحة.
- من هذا النبع شربت الحلوى، الماء الكريستال، الماء أنعشت رؤيتي، أنعشت روحي.
- اعتبرنا البدر رغيفا من الخبز فرفعنا أيدينا إلى السماء.
- «إذا كان فرع الشجرة محملا بالثمار، فإن تلك الثمار ستحنيه. أما الفرع الذي لا ثمر عليه، فيظل رأسه مرفوعا. كان الرسول عظيم التواضع، لأن ثمار الدنيا والآخرة وفواكههما كانت متجمعة عليه».
- الحقيقة أن الجاذب واحدٌ، لكنه يتراءى متعدداً. ألا ترى أن الإنسان تستبد به مائة من الرغائب المختلفة؟ - يقول: «أريد تتماج، أريد بورك، أريد حلوى، أريد فطائر مقلية، أريد فاكهة، أريد رطباً». يعدّد هذه الأشياء ويسمّيها واحداً واحداً، لكن أصلها جميعاً شيء واحد، أصلها الجوعُ؛ وذلك شيء واحد. ألا ترى كيف أنه عندما يشبع من واحد منها، يقول: «لا ضرورة لشيء من هذه الأشياء؟».
- إن تكن تبحث عن مسكن الروح فأنت روح، وإن تكن تفتش عن قطعة خبز فأنت الخبز وإن كنت قادرا على إدراك هذه الفكرة الدقيقة فسوف تفهم أن كل ما تبحث عنه هو أنت».
- «دليلك الحقيقي يشرب من جدول غير مسدود».
- «غذاء الروح يبقى سريا. غذاء الجسد يقدم في العراء».
- «كمثلنا. أولئك الذين يعملون في المخبز لا يعرفون طعم الخبز مثل المتسولين الجياع».
- «تركض الغزالة في كل ناحية وترفض أن تتغذى على القش الذي يفرغه الصياد كل ليلة، في حين أن الأبقار والحمير تحبانه كأنه السكر».


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».