الدوريات الأوروبية الكبرى... من السهل التنبؤ بالفائز فلماذا نتابعها؟

هيمنة عدد قليل من الأندية على المشهد الكروي يفقد «الساحرة المستديرة» عنصر المتعة والتشويق والإثارة

من اليمين إلى الشمال لاعبو موناكو الفرنسي وريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي يحتفلون بحصد لقب الدوري في بلادهم
من اليمين إلى الشمال لاعبو موناكو الفرنسي وريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي يحتفلون بحصد لقب الدوري في بلادهم
TT

الدوريات الأوروبية الكبرى... من السهل التنبؤ بالفائز فلماذا نتابعها؟

من اليمين إلى الشمال لاعبو موناكو الفرنسي وريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي يحتفلون بحصد لقب الدوري في بلادهم
من اليمين إلى الشمال لاعبو موناكو الفرنسي وريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي يحتفلون بحصد لقب الدوري في بلادهم

كان مشهد رفع حارس مرمى نادي يوفنتوس الإيطالي جيانلويجي بوفون درع الدوري الإيطالي بعد نهاية مباراة فريقه أمام كروتوني في نهاية مايو (أيار) الماضي مألوفا للغاية؛ فقد رأيناه من قبل في أعوام 2016 و2015 و2014 و2013 و2012. فاز يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي الممتاز ست مرات متتالية، وحصد خلال تلك المواسم الست نحو 200 نقطة أكثر من نادي إنتر ميلان، وبات من الواضح أن يوفنتوس يهيمن على كرة القدم الإيطالية. وينطبق الأمر نفسه على ألمانيا، حيث فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني خمس مرات متتالية، منذ حصول بروسيا دورتموند على الثنائية المحلية (الدوري والكأس) عام 2012. وفي فرنسا، حصل باريس سان جيرمان على أربعة ألقاب من آخر خمس مسابقات للدوري. فهل ما زال عنصر المتعة والتشويق والإثارة موجودا في تلك الدوريات؟ صحيح أن المنافسة في إنجلترا وإسبانيا موزعة على عدد أكبر من الفرق التي فازت بلقب الدوري والكأس (ست فرق مختلفة خلال الست سنوات الماضية في إنجلترا وثلاثة في إسبانيا)، لكن هيمنة عدد قليل من الأندية على المشهد الكروي، ولا سيما في إيطاليا وألمانيا، بات يعني أننا نعرف منذ انطلاق الموسم في أغسطس (آب) من سيفوز باللقب في نهاية الموسم. لذا؛ فإن السؤال المطروح هو: لماذا لا نزال نهتم بمتابعة ومشاهدة تلك البطولات؟ صحيفة «الغارديان» سألت بعض نقادها عن رأيهم في هيمنة عدد قليل من الفرق على تلك البطولات وما تداعيات ذلك، وما إذا كانت هناك إشارات على تناقص المشاهدة التلفزيونية للمباريات أو انخفاض الحضور الجماهيري في الملاعب.
* إيطاليا
بعدما حقق يوفنتوس رقما قياسيا وفاز بلقب الدوري الإيطالي ست مرات متتالية، أصبح من الإنصاف أن نقول إن الأمور باتت مكررة وتعيد نفسها في الدوري الإيطالي الممتاز. وتكمن المشكلة في أن الفارق بين يوفنتوس وبقية الفرق الإيطالية بات كبيرا للغاية. في موسم 2011-2012 حصل يوفنتوس على أول لقب ضمن هذه السلسلة المتتالية من الفوز بالدوري الإيطالي بعدما حصد 84 نقطة. وتجاوز روما ونابولي هذا العدد من النقاط خلال الموسم الحالي، لكن لم ينجح أي منهما في الدخول في منافسة حقيقية على اللقب مع «السيدة العجوز».
لقد أعاد يوفنتوس بناء نفسه ليصبح أحد أقوى الفرق في العالم، وبالتالي أجبر عددا من الأندية الأخرى على تطوير مستواها، فنابولي، على سبيل المثال، أصبح أحد أكثر الفرق التي تلعب كرة ممتعة في أوروبا، وقدم أداء قويا أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، وهو الأداء الذي لا تعكسه النتيجة النهائية لمباراتي الذهاب والعودة والتي انتهت بفوز ريال مدريد بستة أهداف مقابل هدفين. وعلاوة على ذلك، تحسن أداء روما أيضا.
لكن هناك فجوة كبيرة للغاية بين هذه الفرق الثلاثة وبين بقية الأندية. فقد قدم لاتسيو وأتالانتا – وبخاصة أتلانتا الذي قدم مستويات قوية في ظل اعتماده على المواهب الشابة الصاعدة من قطاع الناشئين بالنادي – أداء قويا، لكن لم ينجح أي منهما في أن يكون ندا قويا يهدد الفرق الثلاثة الأولى في جدول الترتيب. ويبدو أن ميلان وإنتر ميلان يعانيان حالة فوضى دائمة – رغم أنه من المتوقع أن ينفق الناديان مبالغ مالية أكبر على تدعيم صفوفهما الموسم المقبل في ظل الاستحواذ عليهما من قبل ملاك صينيين. ولا يزال فيورينتينا يمر بحالة من الإحباط.
وعندما ننظر إلى النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإيطالي نجد أن المستويات تنخفض بشدة. في الحقيقة، لا يعد هذا شيئا مثيرا للدهشة إذا علمنا أن آخر 13 ناديا في جدول الترتيب حققت مجتمعة عائدات أقل من 68 مليون يوريو في موسم 2015-2016. وبصفة عامة، نجح يوفنتوس في إعادة بعض الكبرياء للدوري الإيطالي الممتاز بفضل نتائجه الأوروبية القوية ووصوله للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، لكن ذلك يعكس أيضا الفجوة الهائلة بين يوفنتوس وبقية الفرق الإيطالية. وتتعالى الأصوات بتقليل عدد فرق البطولة إلى 18 فريقا كما كان في السابق، لكن رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم كارلو تافيكيو يعارض ذلك.
وتصل عائدات البث التلفزيوني لمباريات الدوري الإيطالي إلى نحو 1.13 مليار يورو سنويا. ربما ألقى ضعف المنافسة بظلاله على تسويق البطولة، لكن أداء يوفنتوس القوي في أوروبا قد أحدث نوعا من التوازن. وثمة عوامل أخرى قد تؤثر على التسويق، مثل ضعف الحضور الجماهيري في المباريات والأداء المتواضع لناديي ميلان وإنتر ميلان والصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الإيطالي.
* إسبانيا
حصل أتلتيكو مدريد على لقب الدوري الإسباني قبل ثلاث سنوات ووصل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا مرتين في آخر أربعة مواسم. ويعكس هذا حقيقة أنه رغم أن ريال مدريد وبرشلونة يهيمنان على كرة القدم الإسبانية – فاز الناديان بتسعة ألقاب من آخر عشرة ألقاب للدوري الإسباني – فإن هذا لم يكن بسبب ضعف باقي الأندية ولكن بسبب قوة ريال مدريد وبرشلونة، ويكفي أن نعرف أن أندية إشبيلية وأتلتيك بلباو وسلتا فيغو وفياريال قد وصلت خلال السنوات الأخيرة إلى الدور نصف النهائي، أو ما هو أبعد من ذلك في البطولات الأوروبية، التي تسيطر عليها الأندية الإسبانية أيضا. وحتى سلتا فيغو، الذي يحتل المركز الثالث عشر في جدول ترتيب الدوري الإسباني، كان على وشك الإطاحة بمانشستر يونايتد من الدور قبل النهائي للدوري الأوروبي والوصول للمباراة النهائية.
وفي الوقت نفسه، لم تخل مباريات الدوري الإسباني من الإثارة والنتائج غير المتوقعة، فقد فقد ريال مدريد نقاطا أمام إيبار ولاس بالماس، كما خسر برشلونة الدوري بسبب نتائجه أمام ديبورتيفو وسلتا فيغو ومالقا. وخلال معظم فترات الموسم، كان إشبيلية يبدو وكأنه قادر على المنافسة على اللقب، وقدمت الفرق الأخرى أداء قويا للغاية أمام ريال مدريد، لدرجة أن النادي الملكي كان في حاجة إلى إحراز أهداف في آخر 10 دقائق في نحو 25 في المائة من مبارياته بالمسابقة.
وحتى لو زعم البعض أن ريال مدريد كان يفوز بـ«الفريق الاحتياطي» في الأسابيع الأخيرة من المسابقة، فيتعين عليه أن ينظر إلى قوة اللاعبين الذين كانوا يجلسون على مقاعد البدلاء. صحيح أنه من الصعب للغاية أن نرى فريقا آخر غير ريال مدريد وبرشلونة يفوز بلقب الدوري الإسباني، لكن يجب أن نشير أيضا إلى أن هذين الناديين يسيطران على البطولات الأوروبية.
ورغم أن إشبيلية كان بعيدا تماما عن المنافسة، فقد خرج من دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا أمام حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز ليستر سيتي. وتنحصر المنافسة في نهاية كل موسم محلي بين ناديي برشلونة وريال مدريد، ولا تشهد البطولة تغييرات تذكر، فنفس فرق المقدمة كما هي، وأخر ثلاثة فرق في جدول الترتيب ظلت في قاع الجدول منذ الأسبوع الأول وحتى اليوم الأخير من المسابقة، ولم تكن قادرة على منافسة باقي الفرق (رغم أن ريال مدريد فاز بشق الأنفس في الدقيقة الأخيرة على سبورتينج خيخون، على سبيل المثال).
ولا تحصل الأندية على الأموال التي تحصل عليها الأندية في الدوريات الأخرى، وإن كان الوضع قد شهد بعض التحسن. ولا تستطيع الأندية الإسبانية «الأخرى» المنافسة من الناحية الاقتصادية وتتخلف كثيرا عن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في هذا الصدد. في الحقيقة، يسيطر ريال مدريد وبرشلونة على كرة القدم الإسبانية ويسبقان باقي الفرق بفارق كبير للغاية، وهو ما قد يسبب نوعا من الإحباط لباقي الأندية.
ومن المستحيل أن نتوقع انتهاء هذه السيطرة الثنائية على كرة القدم الإسبانية، رغم أننا جميعا لا نزال نتذكر ذلك الموسم الاستثنائي الذي فاز فيه أتلتيكو مدريد باللقب.
* إنجلترا
بعدما كسر ليستر سيتي كل القواعد وخالف كل التوقعات وحقق إعجازا كرويا بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، عادت الأندية الستة الكبرى لتحصر المنافسة بينها مرة أخرى. بالتأكيد، لم يتوقع كثيرون في بداية الموسم أن يتنافس هذا العدد الكبير من الأندية على البطولة، للدرجة التي جعلت آرسنال ومانشستر يونايتد يفشلان في إنهاء المسابقة ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، أو أن يخرج مانشستر سيتي ومديره الفني جوسيب غوارديولا خاليا الوفاض في نهاية الموسم.
وسوف تستمر المنافسة بين الأندية الستة على المراكز الأربعة الأولى خلال الموسم المقبل أيضا، ويجب على أي شخص يدعي أن كرة القدم الإنجليزية لم تتغير عن الماضي أن يتنبأ مع انطلاق الموسم في شهر أغسطس بالأندية التي ستحتل المراكز الأربعة الأولى في موسم 2018، ثم ينتظر إلى نهاية الموسم ليرى هل كانت توقعاته صحيحة أم لا. ولا بد أن إنجلترا تسير في الاتجاه الصحيح إذا كان ناد بحجم مانشستر يونايتد يجد صعوبة في المنافسة على اللقب في الوقت الذي تتصارع فيه ستة أندية كاملة على الحصول على درع الدوري، وهو ما يعني أن الأمر بات أفضل كثيرا من الوقت الذي كان يمكننا خلاله أن نتنبأ بكل سهولة بالأندية صاحبة المراكز الأربعة الأولى، بينما كان آرسنال أو تشيلسي يتقدمان من وقت لآخر لمزاحمة مانشستر يونايتد الذي كان يهيمن بمفرده على كرة القدم الإنجليزية. ولا تقتصر المنافسة الشديدة على الفرق الستة الموجودة في المقدمة؛ فخلف هذه الأندية يوجد نادي إيفرتون الذي يبدو أنه اعتاد على أن يكون هو الحد الفاصل بين أندية المقدمة والأندية التي تصارع من أجل تجنب الهبوط، ثم يأتي خلفه ساوثهامبتون في المركز الثامن بـ46 نقطة.
ولكي نرى الصورة كاملة، فإن الـ46 نقطة التي جمعها ساوثهامبتون أقل من نصف عدد النقاط التي حصل عليها تشيلسي، وأكثر بخمس نقاط فقط عما جمعه سوانزي سيتي وكريستال بالاس بعد موسم مليء بالخوف من الهبوط لدوري الدرجة الأولى. ورغم أن هناك قدرا كبيرا من المتعة والإثارة في مقدمة جدول الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن الشيء السلبي يكمن في أن نحو ثلثي فرق المسابقة ليس لديها هدف حقيقي سوى تجنب الهبوط.
* ألمانيا
حصل بايرن ميونيخ على لقب الدوري الألماني للموسم الخامس على التوالي وبفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه، رغم أنه لم يقدم مستويات قوية في معظم مباريات البطولة. وهذه هي المرة الثانية التي يحقق فيها بايرن ميونيخ هذا العدد المتتالي من مرات الفوز بالدوري الألماني الممتاز. وفي الحقيقة، فإن سيطرة بايرن ميونيخ على كرة القدم الألمانية تنبع من المنافسة القوية، بمعنى أن فوز بروسيا دورتموند باللقب عامي 2011 و2012 هو ما حث بايرن ميونيخ على أن يدعم صفوفه ويعود أقوى من السابق. ويتمثل الجزء الآخر من المعادلة في أن بايرن ميونيخ غير استراتيجيته في التعاقد مع اللاعبين، فبدلا من الصورة المعروفة عنه بأنه يخطف أفضل لاعبي الفرق المنافسة في الدوري المحلي، مثل روبرت ليفاندوفسكي وماتس هوملز، أصبح النادي يتسم بجرأة أكبر في سوق انتقالات اللاعبين خلال السنوات الأخيرة، مدفوعا بالعائدات الكبيرة التي يحصل عليها الفريق نتيجة مشاركاته في دوري أبطال أوروبا.
إن هيمنة بايرن ميونيخ على الدوري الألماني تجذب الاهتمام الدولي بالمسابقة، حتى لو كانت المنافسة محسومة منذ البداية خلال العام الحالي، فقد كان هناك قدر كبير من الإثارة والتشويق في بقية جدول المسابقة، من حيث المراكز المؤهلة للمشاركة في المسابقات الأوروبية وصراع الهرب من الهبوط. وحتى اليوم الأخير من المسابقة، كان نحو 50 في المائة من الفرق لديها هدف تلعب من أجله. إن نجاح نادي مثل فرايبورغ ومعاناة ناد آخر عملاق مثل هامبورغ يعني أن المال لا يضمن دائما تحقيق النجاح.
لا يزال الحضور الجماهيري ثابتا ولم يتغير، وحتى الانخفاض البسيط في أعداد الجماهير هذا الموسم من المرجح ألا يحدث خلال موسم 2017-2018 في ظل هبوط ناديي دارمشتات وإنغولشتات المتواضعين من الناحية الجماهيرية وصعود ناديي شتوتغارت وهانوفر الذي يملكان قاعدة جماهيرية عريضة.
* فرنسا
في أغسطس الماضي، كان يبدو أن الدوري الفرنسي الممتاز قد عاد مرة أخرى لما كان عليه في السابق، حيث كان يتوقع الجميع أن يحصل نادي باريس سان جيرمان - رغم تغيير المدير الفني ورحيل المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش – على لقب الدوري الفرنسي للمرة الخامسة على التوالي، وربما الحصول على الثلاثية المحلية للعام الثالث على التوالي أيضا.
وقبل أسابيع قليلة من ذلك الوقت، كان هذا الفريق الرائع لباريس سان جيرمان قد حصل على لقب الدوري الفرنسي بعدد قياسي من النقاط بلغ 96 نقطة، وبفارق 31 نقطة عن أقرب منافسيه ليون. وبدا أن باريس سان جيرمان سيسيطر بالكامل على كرة القدم الفرنسية، تماما كما كان الحال مع مارسيليا في تسعينات القرن الماضي، وليون في بداية الألفية الجديدة. ورغم ذلك، قدم موناكو موسما استثنائيا وكسر كل التوقعات، واستحق بجدارة أن يحصل على أول لقب للدوري الفرنسي منذ 17 عاما. وكان نيس يزاحم باريس سان جيرمان على المركز الثاني، ولأول مرة أنهت الفرق الثلاثة الأولى المسابقة بـ78 نقطة (بالنسبة لنيس)، أو أكثر (87 نقطة لباريس سان جيرمان و95 نقطة لموناكو).
وبدأ نادي مارسيليا «ثورته الأميركية» بعد الاستحواذ عليه من قبل رجل الأعمال الأميركي فرانك مكورت، وسوف ينفق النادي نحو 200 مليون جنيه إسترليني لتدعيم صفوفه في الصيف الحالي حتى يكون قادرا على المنافسة على اللقب. وسوف يكون ليون، بفضل الاستثمارات الصينية، قادرا هو الآخر على إنفاق الأموال اللازمة للعودة إلى المنافسة، خاصة لو باع أفضل لاعبين لديه وهما ألكسندر لاكازيت وكورينتين توليسو، وهو ما يبدو مرجحا.
ويسير بوردو في الطريق الصحيح بقيادة مديره الفني القدير جوسلين غورفنيك. وسيكون من الرائع أن نرى ليل يقدم مستويات أكثر قوة بقيادة مديره الفني الأرجنتيني مارسيلو بيلسا الموسم المقبل، وقد قام سيرجيو كونسيساو بعمل رائع مع نانت منذ توليه المسؤولية في ديسمبر (كانون الأول).
وبصفة عامة، يعد باريس سان جيرمان هو النادي الأبرز في الدوري الفرنسي الممتاز في الوقت الذي تحاول فيه الأندية الأخرى اللحاق به. وما زال باريس سان جيرمان هو النادي الأغنى والأكثر قوة في فرنسا، لكن موناكو أثبت خلال الموسم الحالي أنه ليس من الصعب الفوز بالدوري الفرنسي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».