مقتل جندي مصري وإصابة آخر في اشتباكات مع متشددين في سيناء

القبض على 25 «إرهابيا».. والعثور على ضابط بعد ساعات من اختطافه

مقتل جندي مصري وإصابة آخر في اشتباكات مع متشددين في سيناء
TT

مقتل جندي مصري وإصابة آخر في اشتباكات مع متشددين في سيناء

مقتل جندي مصري وإصابة آخر في اشتباكات مع متشددين في سيناء

قتل مجند في الجيش المصري أمس وأصيب آخر في اشتباكات مع عناصر إسلامية متشددة في شمال سيناء، خلال عمليات مداهمة لـ«بؤر إرهابية»، أسفرت أيضا عن إلقاء القبض على 25 من العناصر التكفيرية، بينما عثر على ضابط شرطة بعد ساعات من اختطافه على يد مسلحين مجهولين في محافظة الشرقية (شرق القاهرة)، ولا يزال من غير المعروف إن كان الحادث جنائيا أم سياسيا، لكن اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، رجح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون جنائيا.
وقال التلفزيون الرسمي المصري إن مجندا قتل أمس (الأحد)، وأصيب آخر، في اشتباكات مع مسلحين خلال مداهمات أمنية في منطقة الشيخ زويد بشمال شبه جزيرة سيناء. وأوضح مصدر أمني أنه خلال تنفيذ عملية لمداهمة البؤر المتشددة على طريق الشيخ زويد الجورة، فاجأ مسلحون قوات الجيش وأطلقوا النار باتجاههم وفروا هاربين، مشيرا إلى أن الجندي المصاب نقل إلى المستشفى للعلاج.
ومنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، الصيف الماضي، عقب مظاهرات حاشدة ضد حكمه، قتل مئات من رجال الشرطة والجيش في هجمات نفذها متشددون إسلاميون في سيناء، وامتد نطاقها إلى العاصمة المصرية ودلتا النيل.
وقال شهود عيان إن المسلحين اعتلوا خزان مياه وأطلقوا نيرانهم على قوة أمنية أثناء تحركها على الطريق، وبدورها ردت القوات بكثافة على مصدر إطلاق النيران، فيما بدا كمينا لقوات الجيش، على حد وصفهم. وأعقب العملية الإرهابية استنفار أمني، وأغلقت قوات الأمن مناطق جنوب الشيخ زويد، وقامت بعمليات تمشيط واسعة، وتسيير فرق أمنية في قرى جنوب الشيخ زويد بحثا عن المهاجمين.
وقال العقيد أحمد محمد علي، المتحدث الرسمي للجيش، في بيان له أمس، إن عناصر من القوات المسلحة «ألقت القبض على 25 فردا من العناصر التكفيرية، بينهم فلسطيني الجنسية، وضبطت فردا آخر بحوزته جهاز كومبيوتر يحتوي على صور ومعلومات ومخططات لعمليات إرهابية»، بحسب البيان. وتابع العقيد علي قائلا إن قوات الجيش ألقت القبض أيضا على «حسين غانم حسين سليمان، وهو من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة، بعد مطاردة عنيفة وتبادل كثيف لإطلاق النار مع القوات».
وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أن كلا من المدعو سلام سويلم السلات، وسليمان سويلم السلات «من العناصر التكفيرية المطلوبة، والمسجلة بالأمن الوطني، قاما بتسليم نفسيهما إلى القوات المتمركزة بساحة الشيخ زويد»؛ في ظاهرة هي الأولى من نوعها، نتيجة ما سماه بـ«الأسلوب الجديد المتبع في القضاء على العناصر التكفيرية»، مضيفا أن قوات الجيش تمكنت من تدمير عدد أربع عربات، و16 دراجة نارية من دون لوحات معدنية، وحرق 31 عشة، وتدمير ستة منازل وضبط جهاز لاسلكي.
وتبنت جماعة «أنصار بيت المقدس» التي تتمركز في شمال سيناء، وتستلهم فكر تنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن استهداف مواقع تابعة للجيش والشرطة، من أبرزها تفجيرا مديرية أمن القاهرة ومديرية أمن الدقهلية (شمال القاهرة)، واغتيال ضباط تابعين لجهاز الأمن الوطني، ومحاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية.
وأحالت السلطات القضائية قبل يومين 200 من عناصر جماعة أنصار بيت المقدس إلى محكمة الجنايات. وقالت النيابة إن «المتهمين ارتكبوا 51 جريمة إرهابية»، أسفرت عن مقتل 40 من رجال الشرطة و15 مدنيا وإصابة 348 شخصا. وتقول الحكومة المؤقتة والسلطات الأمنية في البلاد إن العناصر المتشددة في سيناء مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، لكن الجماعة تنفي هذه الاتهامات وتشدد على تبنيها النهج السلمي.
ويتظاهر أنصار جماعة الإخوان المسلمين بشكل شبه يومي منذ عزل مرسي في يوليو (تموز) الماضي. وقال شهود عيان إن طلابا ينتمون إلى جماعة الإخوان رفعوا أعلام «القاعدة» في جامعة المنيا خلال مسيرة طلابية أمس، ورددوا هتافات مناهضة للجيش والشرطة. وقطع طلاب من أنصار جماعة الإخوان طريق شرق القاهرة أمس خلال مظاهراتهم المنددة بترشح المشير عبد الفتاح السيسي القائد السابق للجيش في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها أواخر الشهر الحالي. وتمثل أعمال العنف التهديد الأكبر على مسار الاستحقاق الرئاسي المقبل.
وفي غضون ذلك، اختطف مسلحون مجهولون، صباح أمس الأحد، ضابط شرطة، بعد إطلاق النار على سيارته أثناء توجهه لزيارة عائلته بمحافظة الشرقية. وقال اللواء هاني عبد اللطيف، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الأمن عثرت على الضابط بالقرب من موقع الحادث، مشيرا إلى أنه مصاب ببعض الكدمات. وأوضح عبد اللطيف أن «مسلحين ملثمين قطعوا الطريق على النقيب محمد هارون ضابط بقسم شرطة ثان العاشر من رمضان، خلال قيادته سيارته على طريق العاشر من رمضان - بلبيس، وأطلقوا عدة أعيرة نارية تجاهه، واختطفوه وتركوا السيارة».
ولم يتضح بعد ما إذا كان الحادث جنائيا أم سياسيا، لكن اللواء عبد اللطيف رجح أن يكون الحادث جنائيا، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للوقوف على حقيقة الواقعة. وأعلنت حالة الطوارئ بين قوات الشرطة عقب الحادث، وأغلقت بعض طرق ومداخل المحافظة التي شهدت عمليات استهداف ضباط خلال الشهور الماضية، وشنت القوات حملة أمنية موسعة في المناطق الصحراوية المتاخمة لموقع الحادث، في محاولة لتضييق الخناق على الجناة وضبطهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».