وزير يمني: معاقبة منتهكي حقوق الإنسان واجبة

وزير يمني: معاقبة منتهكي حقوق الإنسان واجبة
TT

وزير يمني: معاقبة منتهكي حقوق الإنسان واجبة

وزير يمني: معاقبة منتهكي حقوق الإنسان واجبة

قال وزير حقوق الإنسان الدكتور محمد عسكر، إن ما يتعرض له المدنيون في بلاده على يد ميليشيات الحوثي وصالح يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، ولا بد أن ينال مرتكبوها العقاب الرادع. وأضاف عسكر، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على تقرير انتهاكات حقوق الإنسان، أن «هذا ليس بجديد، ويأتي استمرارا لمسلسل الانتهاكات من ميليشيا الحوثي وصالح الذي لا ينتهي منذ بدء الانقلاب». وأكد عسكر انخفاض أعداد الانتهاكات في المناطق الخاضعة لسلطة الدولة. قائلا إنه «لا بديل عن الدولة، فالبديل هو الفوضى والقتل، وهذا ما لمسناه في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات أو تحاصرها وتقتل أهلها المدنيين».
في السياق ذاته، قال الناشط الحقوقي أسعد عمر، إن الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات «تتجاوز بكثير ما هو معلن من قبل منظمات حقوق الإنسان ووزارة حقوق الإنسان باليمن، فحالة الانتهاك شاملة وتمتد إلى معظم الحقوق، تقريبا، وفقا للتصنيفات المعتمدة وفقا للقانون الدولي والإنساني، وبات أغلب اليمنيين عرضة لمختلف الانتهاكات تلك، ما يعني أن وضع حقوق الإنسان في اليمن يمر بمرحلة خطيرة بسبب الانقلاب»، مؤكدا أن حالة حقوق الإنسان في اليمن «تستدعي من الجهات المعنية بحماية حقوق الإنسان وفي المقدمة منها الأمم المتحدة، انتهاج الآليات الناجعة من أجل وقف الانتهاكات وحماية اليمنيين، خصوصا في ظل حالة التمادي من قبل التحالف الانقلابي لتحالف الحوثي وصالح، واستهتاره بكل نظم ومؤسسات القانون الدولي والإنساني».
وأشار عمر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «عدم امتثال الانقلابيين سيظل سببا في فتح الباب لاستمرار تلك الانتهاكات وتزايدها، لذا فإننا نكرر المناشدة لكل الجهات المعنية على المستوى الدولي والإقليمي وبالذات منها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والدول الراعية؛ اتخاذ الإجراءات الحازمة والحاسمة والوقوف بجدية أمام هذا الواقع الصعب الذي يعيشه اليمنيون، خصوصا في ظل استمرار هيمنة الانقلابيين وسيطرتهم على مراكز إدارة الدولة ومؤسساتها والمدن الرئيسيّة فيها، والضغط على الجهات الدولية الراعية للانقلابيين والداعمة لهم، سواء تمثل هذا الدعم بجانبه المادي أو السياسي، وفتح المجال لإيجاد آليات مناسبة على الأقل لتدارك حدوث مزيد من الانتهاكات والتجاوزات والأخطاء التي تطال حقوق الإنسان في اليمن وسلامة حياة المدنيين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».