معرض ياباني في القاهرة يوثق أثر القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي

يضم صوراً ولوحات وأفلاماً تسجيلية تتضمن لقاءات مع الناجين

أكثر من 30 لوحة وصورة تبين تركيب القنابل الذرية، وكيفية سقوطها
أكثر من 30 لوحة وصورة تبين تركيب القنابل الذرية، وكيفية سقوطها
TT

معرض ياباني في القاهرة يوثق أثر القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي

أكثر من 30 لوحة وصورة تبين تركيب القنابل الذرية، وكيفية سقوطها
أكثر من 30 لوحة وصورة تبين تركيب القنابل الذرية، وكيفية سقوطها

بمناسبة قرب حلول الذكرى الثانية والسبعين لسقوط القنبلة الذرية على اليابان، يحتضن مقر «مؤسسة اليابان» على نيل القاهرة، حالياً، معرض «أثر القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي»، وهو معرض صور ولوحات لانفجار القنبلة الذرية على المدينتين اليابانيتين في أواخر الحرب العالمية الثانية، وذلك بغرض إيضاح ما حدث وتأثير انفجار القنابل الذرية على المدينتين وعلى اليابان، والوضع الحالي للأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم.
يضم المعرض، الذي افتتح بداية شهر رمضان ويستمر طوال أيام الشهر، عرضاً لأفلام تسجيلية تتضمن لقاءات مع الناجين من الانفجار حول التجربة القاسية التي مروا بها في شهر أغسطس (آب) من عام 1945، وتفاعلاً مع هؤلاء الناجين يشمل المعرض محاضرة تتضمن حواراً مباشراً عبر تطبيق «سكايب skype» مع بعض منهم، للحكي عن الانفجار وكيف عاصروه حينها، ونظرة المجتمع نحوهم.
كما يشمل المعرض، الذي افتتحه مدير مؤسسة اليابان ماساكازو تاكاهاشي، ومدير المركز الثقافي الياباني بالقاهرة كوجي كانيكو، أكثر من 30 لوحة وصورة تبين تركيب القنابل الذرية، وكيفية سقوطها، وكيف تركت آثاراً مدمرة للغاية من خلال بيان شكل المدينتين هيروشيما وناغازاكي قبل وبعد التدمير، والتدابير التي اتخذتها الحكومة اليابانية آنذاك لمواجهة تلك الكارثة، وحتى الآن.
كذلك يتضمن عرض كتب وروايات عن كارثة هي الأولى من نوعها في تاريخ الإنسانية، الذي يبذل فيه المجتمع الياباني والمنظمات الأهلية جهوداً كبيرة لتوعية العالم من أجل الحيلولة دون تكراره مرة أخرى، تشمل الكتب القصة المصورة الشهيرة «جن الحافي – Barefoot Gen» التي ترجمت لأكثر من 22 لغة عالمية آخرها اللغة العربية.
جدير بالذكر أن عدد قتلى القنبلة في هيروشيما بلغ ما يفوق مائة وأربعين ألف شخص، وفي ناغازاكي بلغ نحو 80 ألف شخص، وفي أواخر ذلك العام الذي وقعت به الكارثة ماتت أعداد كبيرة أخرى تأثراً بالجراح، وبسبب آثار الحروق والصدمات والحروق الإشعاعية وغيرها.
يذكر أن مؤسسة اليابان هي هيئة مستقلة متخصصة تم تأسيسها عام 1972 تحت رعاية وزارة الخارجية اليابانية لتعزيز التفاهم الدولي من خلال التبادل الثقافي ودعم وتطوير العلاقات مع الدول الأخرى، في مجالات الثقافة والفنون، واللغة اليابانية، والدراسات اليابانية والتبادل الفكري.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».