الحريري: أولويتنا الاقتصاد وقطاع الكهرباء

سعد الحريري
سعد الحريري
TT

الحريري: أولويتنا الاقتصاد وقطاع الكهرباء

سعد الحريري
سعد الحريري

أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أن «أولوية الحكومة بعد إقرار قانون الانتخابات، الاهتمام بالوضع الاقتصادي، والنهوض بقطاع الكهرباء»، معتبراً أن «الخصخصة في بعض القطاعات، هي الملاذ الوحيد لحصول المواطنين على خدمات أفضل».
الحريري وقبل مغادرته بيروت متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، التقى تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، وشدد على دعم الحكومة لمبادرات ودينامية التجمّع، من أجل بناء اقتصاد أفضل. وقال إن «هدفنا تفعيل عمل القطاع الخاص في لبنان، بعدما انتهينا من مفهوم أن الدولة هي الموظف الأكبر، باعتبار أن هذا المفهوم ليس صحيحاً ولا يخدم المبادرة الفردية التي يتميز بها القطاع الخاص».
وأضاف: «أولوياتنا في الحكومة النهوض بقطاع الكهرباء في لبنان، الذي يكلف الدولة اللبنانية خسائر فادحة، علماً بأن المواطنين لا يحصلون على خدمة الكهرباء إلا ساعات عدة في اليوم، إذ يدفعون فاتورة الدولة إضافة إلى فاتورة المولدات التي تكبد المواطنين خسائر جمة»، مشيراً إلى أن الحكومة «ستعيد تأهيل معامل الكهرباء، وبناء البنى التحتية للمناطق اللبنانية من مياه وإنارة وتعبيد طرق واتصالات وصرف صحي وغيرها».
ورداً على سؤال اعتبر الحريري، أنه «من غير الجائز أن يتدخل لبنان في الخلافات المستجدة بين دول الخليج ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى، إذ إن لبنان يلتزم الحياد الإيجابي بين كل الدول العربية». وتابع أن «مهمتنا العربية أن نقيم أفضل علاقات تعاون مع كل الدول العربية»، مشيراً إلى فريق عمله الاقتصادي الذي يستمع إلى المطالب الاقتصادية والاجتماعية التي يطرحها رجال الأعمال اللبنانيين في العالم، وسائر الاقتصاديين والمهتمين في الشؤون الاقتصادية.
وشدد الحريري عن ضرورة «الانتهاء من قانون الانتخابات ومن ثم إقرار الموازنة العامة كي نلتفت إلى عملية البناء والنهوض الاقتصادي بلبنان من بنى تحتية وكهرباء وغيرها، والتركيز على الشراكة والخصخصة لأنها الملاذ الوحيد للحصول على خدمات أفضل حيال المواطنين».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.