دعم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس، الإجراءات التي اتخذتها دول عربية وإسلامية في حق قطر، ملمحا بأن هذه الدولة «تمول التطرف»، مشيرا إلى أن تلك الخطوات «قد تكون بداية نهاية الرعب».
وانضمت موريتانيا أمس الى مجموعة الدول المقاطعة لقطر فيما اعلن الاردن تخفيض تمثيله الدبلوماسي وألغى تراخيص مكاتب {الجزيرة}.
وقال ترمب، في تغريدة صباح أمس: «جيد أن نرى أن زيارة السعودية والملك بحضور خمسين دولة تأتي بثمارها»، متابعا في تغريدة أخرى: «لقد قالوا إنهم يريدون اعتماد نهج حازم حيال تمويل التطرف، وكل الإشارات تشير إلى قطر. قد يكون ذلك بداية نهاية رعب الإرهاب». وقبل ذلك بساعات، كتب ترمب: «خلال زيارتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط قلت إنه يجب وقف تمويل الآيديولوجية المتطرفة. والقادة أشاروا إلى قطر - انظروا!».
وتأتي هذه التغريدات عقب إعلان السعودية والبحرين والإمارات العربية ومصر واليمن قطع علاقاتها مع قطر لاتهامها بدعم الإرهاب، واتخاذ سلسلة إجراءات ضدها. من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، دول الخليج إلى البقاء «متحدة»، وإلى أن تجري حوارا لبحث «هذه الخلافات». وأشارت متحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، خلال المؤتمر الصحافي أول من أمس، إلى أن «الرئيس ترمب ملتزم بمتابعة المحادثات مع جميع القادة المعنيين وكل الدول، وبالعمل مع كل الأطراف والشركاء». وأوضحت: «شراكاتنا في الخليج مهمة وتعول على الطرفين لإيجاد وسيلة لحل خلافاتهم عاجلا وليس آجلا». بدوره، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه «ليست لدينا خطط لتغيير وضعنا في قطر»، بينما أكد وزير القوات الجوية الأميركية أنه «لا يوجد تهديد بإغلاق القاعدة الجوية الأميركية في قطر وأن العمليات مستمرة دون انقطاع»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز». وتضم قطر أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة، حيث مقر القيادة الأميركية الوسطى المكلفة منطقة الشرق الأوسط.
من جهته، قال مسؤول فرنسي إن الرئيس إيمانويل ماكرون أبلغ أمير قطر بأن من المهم الحفاظ على الاستقرار في الخليج، وأنه يؤيد كل المبادرات التي تدعو إلى تهدئة التوتر الذي نشب بين قطر وجيرانها. وقال مسؤول بمكتب ماكرون إن الرئيس قال في اتصال هاتفي مع الشيخ تميم بن حمد، إن فرنسا منفتحة على الحوار مع كل الأطراف المعنية. وأضاف المسؤول أن ماكرون أجرى اتصالا منفصلا بالرئيس التركي طيب إردوغان بشأن الأزمة نفسها.
وفي اتصال هاتفي مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قال ماكرون إنه منزعج بشدة بشأن التوتر المتزايد في الخليج، وإن فرنسا «لن تتهاون» في محاربة الإرهاب.
وفي اجراءات تصعيدية أخرى, أعلنت الخارجية الموريتانية أمس، قطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر، بحسب الوكالة الموريتانية للأنباء.
من جانبه أعلن الأردن، مساء أمس، خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وإلغاء تراخيص مكاتب قناة «الجزيرة». وقال الناطق باسم الحكومة محمد المومني: «بعد دراسة أسباب الأزمة التي تشهدها العلاقات بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وبين دولة قطر، قررت الحكومة تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر، وإلغاء تراخيص مكتب قناة الجزيرة في المملكة». وأكد أن عمّان «تأمل بتجاوز هذه المرحلة المؤسفة، وحل الأزمة على أرضية صلبة تضمن تعاون جميع الدول العربية على بناء المستقبل الأفضل لشعوبنا». من جهتها، أعلنت مانيلا أمس أنها منعت مؤقتا مواطنيها من السفر إلى قطر للعمل بسبب «التداعيات» المحتملة لقطع عدة دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، و«الشائعات المقلقة» بشأن ما يحدث هناك. وقال وزير العمل سيلفستر بيلو إن الحظر سيظل ساريا حتى تنتهي الحكومة من تقييمها. وقال بيلو في بيان أمس: «أمنع مؤقتا العمال الفلبينيين في الخارج من الذهاب إلى قطر. هذا لكي نتمكن من تقييم الوضع، لأن هناك كثيرا من الشائعات المقلقة تقول إن الأمور لا تسير على ما يرام هناك»، مع العلم بأن قطر يعمل فيها أكثر من 250 ألف فلبيني، فيما أشار المتحدث باسم الرئيس رودريغو دوتيرتي إلى أن الحكومة قلقة بشأن «التداعيات» المحتملة للخلاف العربي - القطري، على عمالها في الخارج. وقال إرنستو أبيلا، المتحدث الرئاسي، في إفادة: «الوكالات الحكومية المعنية تبحث الأمر وستقدم المساعدة وأشكال الدعم الأخرى للعمال الفلبينيين في الخارج الذين ربما تأثروا بتحرك من هذا القبيل».
في هذا السياق، انتقد عدد كبير من المسؤولين الأميركيين وأعضاء الكونغرس تصرفات قطر ورعايتها للجماعات الراديكالية والإرهابية، واستضافتها لجماعة الإخوان المسلمين.
وأقامت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومعهد هدسون ومركز جامعة جورج واشنطن للأمن الوطني والسيبراني ندوة الأسبوع الماضي بعنوان «قطر والمنظمات التابعة للإخوان المسلمين والسياسات الجديدة للإدارة الأميركية»، وانتقد المشاركون فيها قيام قطر بتمويل جماعات إرهابية، وطالبوا بوقف دعمها لجماعة الإخوان المسلمين.
وطالب روبرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي الأسبق، إدارة الرئيس ترمب، بالضغط على قطر لوقف سياساتها المستمرة منذ عدة سنوات بمساندة بعض الجماعات الإرهابية بما قوض في بعض الأحيان مصالح الولايات المتحدة.
وانتقد غيتس الدور الذي تقوم به قناة «الجزيرة» من تبرير لقتل الجنود الأميركيين ومحاولة القيام بدور على المسرح العالمي والإقليمي من خلال إقامة علاقات مع الجميع، مثل إيران من جانب ومع دول الخليج من جانب ومع نظام الأسد في سوريا ومع الولايات المتحدة من جانب آخر، حتى تقوم بالمناورة وفرض وجودها على المسرح الدولي.
وقال غيتس: «لدينا علاقة عسكرية جيدة بين الولايات المتحدة وقطر، ولدينا قاعدة عيديد، وعندما نطلب من قطر ملاحقة والقبض على بعض المشتبه بهم، فإنها تستجيب لكنها لا تقوم بالمبادرة، وعلى إدارة الرئيس ترمب إرسال مبعوث إلى قطر لقائمة من التوقعات التي تنتظرها واشنطن من الدوحة في مجال مكافحة الإرهاب ووقف تمويل المنظمات الإرهابية، وأن تختار قطر ما إذا كانت ستستمر في مساندة الإخوان المسلمين وحماس فإنها ستواجه تغييرا في العلاقة مع واشنطن». وشدد وزير الدفاع الأسبق على أهمية التزام الدوحة بتنفيذ التزاماتها في قمة الرياض الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن تنفيذ هذه الالتزامات ستعني تقوية الشراكة الأميركية القطرية.
وأشار النائب الجمهوري إد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إلى أن عددا كبيرا من المنظمات الإرهابية تأثرت بأفكار جماعة الإخوان المسلمين، وما تطرحه من آيديولوجية تتخذ من العنف أسلوبا. وقال رويس: «نقوم في مجلسي النواب والشيوخ بمناقشة الدور التدميري الذي تقوم به حماس واستهدافهم النساء والأطفال، وهو أسلوب تستخدمه (القاعدة) و(داعش)، ولا بد من كشف حقيقة هؤلاء الذين يستخدمون هذه التكتيكات، وتوصيف قطر بأنها دولة لديها ملاذات آمنة لجماعة الإخوان وحماس».
وأيد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إدراج جماعة الإخوان المسلمين على لائحة المنظمات الإرهابية وتوضيح الجماعات المنتمية للإخوان والمتورطة في أنشطة إرهابية، مشيرا إلى أن التعقيدات المرتبطة بالإدراج مثل وجود أحزاب سياسية في بعض الدول العربية مثل الأردن والمغرب لديها أعضاء منتمون للإخوان يمكن حلها بالعمل على إدماج أعضاء تلك الأحزاب في ائتلافات سياسية وفصلهم عن جماعة الإخوان المسلمين. وأشاد رويس بما قام به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من استعادة مصر من سيطرة الإخوان وإعلانه مبادرة لتجديد الخطاب الديني ومطالبته بتحديد الدول التي تساند الإرهاب بصورة مباشرة وغير مباشرة.
من جهته، قال محلل سياسي سعودي، إن تغريدات ترمب بشأن الإجراءات ضد قطر ودورها في دعم وتمويل الإرهاب، دلالات واضحة على إدراك الإدارة الأميركية الدور الذي تقوم به الدوحة. وقال المحلل السياسي السعودي، الدكتور علي التواتي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «الرئيس ترمب وإدارته يملكون أدلة دامغة لتورط قطر في الإرهاب... وإلا لما أرسل موفدا رفيعا إلى الدوحة للمطالبة بوقف تمويل الإرهاب». وأضاف التوتي: «لا يمكن لرئيس دولة عظمى أن يرسل مسؤولا كبيرا لقطر في هذا الشأن إلا إذا كانت لديه من المعلومات الاستخباراتية ومعلومات من الـ(إف بي آي) ومن الأجهزة الأميركية ذات الذراع الطويلة لمعرفة حقيقة موقف قطر ما هو كفاية وتؤكد أن قطر فعلا تمول الإرهاب».
ترمب يؤيد عزل قطر... وموريتانيا تنضم إلى المقاطعين
الأردن يخفض التمثيل ويلغي تراخيص مكاتب «الجزيرة»... ماكرون يبلغ تميم بأهمية الحفاظ على استقرار الخليج... والفلبين قلقة على مواطنيها
ترمب يؤيد عزل قطر... وموريتانيا تنضم إلى المقاطعين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة