تدفق الأموال على الأندية الإنجليزية يرفع من سخونة سوق الانتقالات

ليفربول مستعد لجعل فان ديك أغلى مدافع بالعالم... وآرسنال يضم كولاسيناك من شالكه

فان ديك تسبب في أزمة بين ساوثهامبتون وليفربول  («الشرق الأوسط»)  -  سيتي ضم الحارس اديرسون من بنفيكا (أ.ف.ب)
فان ديك تسبب في أزمة بين ساوثهامبتون وليفربول («الشرق الأوسط») - سيتي ضم الحارس اديرسون من بنفيكا (أ.ف.ب)
TT

تدفق الأموال على الأندية الإنجليزية يرفع من سخونة سوق الانتقالات

فان ديك تسبب في أزمة بين ساوثهامبتون وليفربول  («الشرق الأوسط»)  -  سيتي ضم الحارس اديرسون من بنفيكا (أ.ف.ب)
فان ديك تسبب في أزمة بين ساوثهامبتون وليفربول («الشرق الأوسط») - سيتي ضم الحارس اديرسون من بنفيكا (أ.ف.ب)

يبدو أن أندية كرة القدم الإنجليزية ستكون على موعد مع سوق انتقالات ساخن خلال فترة الشهرين قبل انطلاق الدوري الممتاز في ظل دفع مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية من فرق البطولة.
وتدفقت الكثير من الأموال على الدوري الأكثر ربحية في العالم حيث حصل تشيلسي بطل الدوري على 153.2 مليون جنيه إسترليني حصته من حقوق البث التلفزيوني القياسية البالغة 5.14 مليار جنيه بينما حصل سندرلاند الذي ودع المسابقة على 99.9 مليون جنيه إسترليني باحتلاله المركز الأخير.
ويتردد أن الأندية العشرين المشاركة في دوري الأضواء هذا العام في طريقها لتحطيم رقمها القياسي في الإنفاق خلال سوق الانتقالات والبالغ 1.17 مليار جنيه إسترليني (1.5 مليار دولار) في فترة الانتقالات المماثلة العام الماضي حيث شهد اليوم الأخير من الانتقالات إنفاق 155 مليون جنيه إسترليني.
ويمكن لعدد قليل من الأندية الأوروبية جني هذه الأرباح لذلك يظل الدوري الممتاز بأجوره الضخمة الواجهة المفضلة لكثير من اللاعبين في جميع أنحاء العالم.
وبدأ مانشستر سيتي موسم الانتقالات بسخاء عندما ضم برناردو سيلفا من موناكو مقابل 43 مليون جنيه إسترليني ودفع 34.9 مليون جنيه إسترليني لبنفيكا البرتغالي مقابل حارسه اديرسون في رقم قياسي لحارس مرمى ينتقل للدوري الإنجليزي.
وباتت حراسة المرمى صداعا في رأس ملاك نادي سيتي إذ أعير جو هارت في بداية الموسم المنصرم بينما أخفق كلاوديو برافو في تقديم أداء مقنع. واستغنى النادي عن خدمات الحارس ويلي كاباييرو الأسبوع الماضي.
ويبدو ليفربول مستعدا لتحطيم رقمه القياسي في التعاقدات في إطار سعيه للتعاقد مع المصري محمد صلاح جناح روما الإيطالي مقابل 35 مليون جنيه إسترليني.
وذكرت تقارير أيضا أن فريق المدرب الألماني يورغن كلوب يسعى لضم الهولندي فيرجيل فان ديك مدافع ساوثهامبتون رغم أن اللاعب جذب انتباه عدة أندية منها تشيلسي ومانشستر سيتي، كما أعرب النادي عن رغبته في ضم نابي كيتا لاعب لايبزيغ الألماني.
ووفقا للتقارير الإخبارية يتوقع أن يجعل ليفربول من فان ديك قلب دفاع المنتخب الهولندي أغلى مدافع في العالم في حال أتم انتقاله.
وانضم فان ديك إلى ساوثهامبتون عام 2015 بعدما تألق في صفوف سلتيك بطل اسكوتلندا، وسيكلف انتقاله إلى ليفربول حسب تقارير إخبارية نحو 60 مليون جنيه إسترليني (77 مليون دولار أميركي).
وسيكسر انتقال فان ديك الرقم القياسي السابق الذي دفعه ليفربول لضم لاعب وهو 35 مليون جنيه عندما ضم المهاجم اندي كارول إلى صفوفه عام 2011 من نيوكاسل.
أما الرقم القياسي السابق لضم مدافع فكان 50 مليون جنيه، ودفعه تشيلسي الإنجليزي عام 2014 إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، لضم الدولي البرازيلي ديفيد لويز.
وذكرت صحيفة «الصن» أمس أن يورغن كلوب اقنع مالكي ليفربول بدفع أجر أسبوعي للاعب الهولندي يصل إلى 200 ألف جنيه ليصبح صاحب أعلى أجر في الفريق. لكن ساوثهامبتون، الذي بات في السنوات الثلاث الأخيرة المصدر الرئيسي لليفربول حيث حصل على توقيع خمسة من لاعبيه بقيمة إجمالية تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني منهم آدم لالانا والسنغالي ساديو ماني، يرفض التخلي عن فان ديك.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أمس أن ساوثهامبتون تقدم بشكوى لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ضد ليفربول بداعي محاولته غير القانونية للتعاقد مع المدافع فان ديك، وهو ما قد يحدث تطورا في دراما انتقال قلب الدفاع. ورغم أن اللاعب البالغ عمره 25 عاما لم يعلق على الوضع علانية فان وسائل إعلام بريطانية كثيرة ذكرت أمس أنه أخبر ليفربول بأنه يفضل الانضمام إلى صفوفه أكثر من تشيلسي ومانشستر سيتي رغم أن ساوثهامبتون نفى تلقيه أي عروض من ليفربول.
وقال مصدر مطلع على الأمر إن ساوثهامبتون غير سعيد بالتقارير الإعلامية وقرر بعد اجتماع مجلس إدارته مطالبة الرابطة بالتحقيق فيما إذا كان ليفربول انتهك القواعد. وتسمح قواعد الانتقالات الصارمة للأندية بالتفاوض مع اللاعب فقط إذا انتهى عقده أو بعد الاتفاق مع فريقه على قيمة الصفقة.
وكثيرا ما قال ساوثهامبتون إنه لا ينوي بيع فان ديك الذي يمتد تعاقده مع الفريق حتى عام 2021.
وتأتي تحركات ليفربول قبل أن يدخل مانشستر يونايتد، النادي الأكثر إنفاقا على الأرجح، سوق الانتقالات. فخلال الموسم الأول للمدرب جوزيه مورينيو أنفق النادي 145 مليون جنيه إسترليني لجلب لاعبين جدد بينهم 89 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع بول بوغبا لاعب وسط فرنسا أغلى لاعب في العالم.
ورغم أن غاريث بيل وأنطوان غريزمان قررا عدم الانتقال إلى أولد ترافورد فإن لاعبا آخر في ريال مدريد هو ألفارو موراتا ذكرت تقارير أنه مع الكولومبي خاميس رودريغيز سيكونات ضمن صفقة ينتقل بموجبها الحارس ديفيد دي خيا من يونايتد إلى ريال مدريد.
ومن المرجح أيضا رحيل القائد واين روني، الهداف التاريخي ليونايتد، إلى ستوك سيتي أو إيفرتون، حيث رفض المهاجم الدولي الإنجليزي، 31 عاما، الانتقال إلى أحد الأندية خارج البلاد.
ومن المتوقع أيضا أن ينفق آرسنال الكثير من الأموال بعد خيبة الأمل التي أصابت الجماهير بالغياب عن دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وبدأ آرسنال تحركه بضم الظهير الأيسر البوسني لنادي شالكه الألماني سياد كولاسيناك، 23 عاما، لمدة خمس سنوات في صفقة انتقال حر بعد أن رفض اللاعب تمديد تعاقده مع فريقه.
وكولاسيناك هو آخر اللاعبين الراحلين عن شالكه بعد دينيس أوغو وهولغار بادشتوبار وكلاس يان هونتلار وفيل نيومان وساتشا ريثر وتيمون فيلينرويثر.
وقال كولاسيناك في رسالة إلى جماهير شالكه: «من المؤلم بالنسبة لي الرحيل عن جلسنكيرشن (مقر شالكه) ولكن آرسنال وأرسن فينغر يمنحانني فرصة كبيرة».
ولعب كولاسيناك مع الفريق الأول لشالكه بعد صعوده من فريق الشباب، الذي انضم إليه قادما من شتوتغارت، وخاض 123 مباراة في الدوري الألماني (بوندسليغا) وكأس ألمانيا والدوري الأوروبي.
ويجيد كولاسيناك اللعب في مراكز مختلفة ولكنه يشعر براحة في مركز الظهير الأيسر. وقال اللاعب البوسني الدولي: «أعتقد أن موطن قوتي هو عقليتي، أنا لاعب يحاول مساعدة الفريق قدر المستطاع، موطن قوتي هو عقليتي».
وذكرت تقارير أيضا أن آرسنال تقدم بعرض بلغ 87 مليون جنيه إسترليني للفرنسي الشاب كليان مبابي مهاجم موناكو، وهي الخطوة التي ألقت بظلالها على مستقبل أليكسيس سانشيز وإمكانية انتقاله إلى الجار اللندني تشيلسي.
وبدا نيوكاسل الصاعد للدوري الممتاز هذا الموسم مستعدا لدفع 15 مليون جنيه إسترليني للمدافع كيران جيبس الذي يعاني لإيجاد مكان في تشكيلة آرسنال.
وعلى سبيل المصادفة كان هذا المبلغ هو ذاته الذي دفعه النادي لمهاجمه آلان شيرار قبل 21 عاما في صفقة حطمت الرقم القياسي العالمي في ذلك الوقت.
ويتوقع شيرار، الذي يعمل حاليا محللا في الصحف والتلفزيون، أن ينفق المدرب رفائيل بينيتز عشرة أضعاف هذا المبلغ حتى يستطيع
المنافسة في دوري الأضواء.
وكتب شيرار: «الآن يحتاج على الأقل 150 مليون جنيه إسترليني لإنفاقها على التعاقدات».
ووفقا لمعايير الدوري الإنجليزي هذا المبلغ قد يجعل نيوكاسل أحد أكثر الأندية تحفظا في الإنفاق على تعاقدات اللاعبين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».