«سكسي فيش» مطعم يثير الذائقة

آسيا في لندن على وقع أنغام الموسيقى ليلاً ونهاراً

غرين تي ووفلز مع التوت
غرين تي ووفلز مع التوت
TT

«سكسي فيش» مطعم يثير الذائقة

غرين تي ووفلز مع التوت
غرين تي ووفلز مع التوت

عندما فتح أبوابه، في الخامس عشر من أكتوبر (تشرين الأول) 2015، تحول مطعم «سكسي فيش»، في شارع باركلي بمايفير، إلى حديث البلد لعدة أسباب، أولها أنه تابع لمجموعة مطاعم «ذا كابريس» التي تضم تحت رايتها مطعم «ذا آيفي» و«سكوتس»، والسبب الثاني هو تكلفة ديكور المطعم الذي يحتل واحدة من أجمل الزوايا لساحة باركلي.
وبعد أقل من عامين، لا يزال «سكسي فيش» يحصد إعجاب الذواقة، لنوعية الطعام والابتكارات التي يضعها الطهاة الرئيسيون في الأطباق، وللأفكار والعروض المميزة التي يتفنن بها، وكان آخرها إطلاق عرض «البرانش» كل يوم أحد.
وتضم لائحة الطعام المخصصة لبرانش يوم الأحد أطباقاً يابانية وأطباقاً أخرى تم التركيز فيها على ثمار البحر، بالإضافة إلى تشكيلة واسعة تناسب النباتيين، ويستمر البرانش المخصص لنهاية الأسبوع حتى نهاية شهر يونيو (حزيران)، ويبدأ يومياً من الساعة 11:30 حتى الساعة الرابعة والنصف.
وأطلق المطعم على برانش يوم الأحد اسم «حفلة يوم الأحد». وبالفعل، إذا زرت المطعم لتناول البرانش، ستشعر وكأنك في حفلة موسيقية، فهناك موزع موسيقي (دي جي) يختار أجمل الأغاني والموسيقى، فالأجواء راقصة لا تمت للهدوء بصلة.
ويقف الشيف بيورن فايسغربر وراء تصميم لائحة الأطباق الجديدة، وأجمل ما يميزها هو أنها بسيطة وسهلة لأنه ليس أسوأ من أن تكون لائحة الطعام طويلة ومعقدة، كما أن الأطباق خفيفة، وهناك تشكيلة لا بأس بها من السلطات.
وإذا كنت محظوظاً، وكان المناخ دافئاً في لندن أثناء زيارتك، فسوف يعجبك ديكور المطعم الأنيق، حيث تفتح جميع الواجهات الزجاجية، فتشعر وكأنك تجلس في الخارج على الرصيف، ويتناسب الديكور أيضاً مع اسم المطعم، فتدخل رسومات السمك في كل زاوية، وحتى قاعدة أعواد الأكل الياباني (تشوبستيكس) تأخذ شكل سمكة، والحنفيات على شكل سمك أيضاً، وهناك استعمال كبير للزجاج الملون المزخرف، وأجمل ما في الديكور وجود حاويتي «أكواريوم» للسمك في الغرفة التي يطلق عليها اسم «ذا كورال روم»، فيبلغ حجم طول كل أكواريوم 6 أمتار بعرض 4 أمتار ونصف، وبهذه المقاسات يكونان أكبر الحاويات المائية للشعاب المرجانية على الإطلاق. وما يترجم هذه الميزة منحوتات على شكل شعاب مرجانية على الجدران. فالجو العام في المطعم مريح، وجميع العاملين من ندل وموظفي استقبال في زي موحد بنقشة الزهور المزركشة، وهذا الأمر يعكس الروح الجميلة للعاملين لخلق جو من الألفة.
ومن الأطباق اللافتة على اللائحة طبق «سكسي بينيديكت» الذي يقدم مع التونة والأفوكادو على قطعة من خبز «المافين» المحمص، ويمكن إضافة السلطعون والكمأة إليه. ولا يمكن أن تفوت عليك فرصة تذوق السوشي بنكهته اللذيذة، وأنصحك بتجربة السوشي الحريف، من دون أن ننسى طبق الـ«يلو تايل» مع الشطة. واللافت أن البرانش يضم أطباقاً تصلح لأن تكون وجبة فطور، وأخرى تناسب الغداء، فتوجد عدة أطباق يدخل فيها البيض، مثل عجة السلطعون.
أما بالنسبة للحلوى، فهناك عدة خيارات، كان من بين أفضلها طبق الكوكيز مع الحليب، وطبق التوت المثلج مع الشوكولاته الساخنة التي تسكب فوق الطبق أثناء التقديم، بالإضافة إلى أنواع رائعة من «السوربيه» و«الآيس كريم» بنكهة الشاي الأخضر.
ويقول الشيف فايسغربر إنه سعيد جداً بأطباق البرانش لأنها تقليدية ولكن مع نفحة خاصة بسكسي فيش، كما شدد على أن تكون الأطباق صحية وخفيفة، وفي الوقت نفسه تكفي الشخص الواحد، فلا يشعر بالجوع بسرعة بعدها.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».