التحالف يشن غارات عنيفة على «دار الرئاسة» في صنعاء

احتدام المعارك في الجوف وشبوة وحجة... وانهيار كبير للميليشيات

التحالف يشن غارات عنيفة على «دار الرئاسة» في صنعاء
TT

التحالف يشن غارات عنيفة على «دار الرئاسة» في صنعاء

التحالف يشن غارات عنيفة على «دار الرئاسة» في صنعاء

كثفت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، فجر أمس، غاراتها الجوية على مواقع عسكرية يسيطر عليها الانقلابيون في محيط «دار الرئاسة» بصنعاء، على وقع اشتداد وتيرة المعارك في عدد من جبهات القتال بين الجيش الوطني والميليشيات خصوصاً في الجوف وشبوة وحجة.
ووصف شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» الغارات بأنها الأعنف منذ أكثر من شهر. وطالت الغارات الجوية مواقع عسكرية تابعة لألوية الحماية الرئاسية في جبل النهدين، بالتزامن مع غارات أخرى استهدفت ألوية الصواريخ في فج عطان جنوبي صنعاء. وقال سكان محليون إن دوي انفجارات عنيفة هزت المناطق المستهدفة، في حين استمر التحليق المكثف لمقاتلات التحالف العربي في سماء المدينة لعدة ساعات، كما شنت مقاتلات التحالف غارات جوية عنيفة على تعزيزات عسكرية ومواقع للميليشيات في جبهة نهم (40 كيلومترا شرق صنعاء)، بالتزامن مع معارك الكر والفر والقصف المدفعي المتبادل على الأرض بين الجيش الوطني مدعوما بقوات التحالف العربي، من جهة، والانقلابيين، من جهة ثانية.
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش الوطني والميليشيات في عدد من جبهات القتال في المحافظات التي تخضع لسيطرة الانقلابيين. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني شنت هجوما عنيفا على تعزيزات وتجمع للميليشيات في منطقة الخليفين في مديرية خب والشعف في محافظة الجوف، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر الميليشيات، بالإضافة إلى تدمير آليات وعتاد عسكري. وذكرت المصادر أن الهجوم جاء عقب محاولة الميليشيات إنقاذ إحدى الدوريات العسكرية التابعة لها والتي انفجر فيها لغم حاولت زراعته في منطقة الخليفين في المديرية ذاتها، في حين دارت مواجهات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين الطرفين في جبهات مزوية والحيال في المتون بالجوف، بالتزامن مع معارك في جبهة وقز في المصلوب.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني تحقق انتصارات في الجوف وخاصة جبهة مزوية وتسيطر على مواقع وأماكن هامة، في وقت تعيش الميليشيات الانقلابية حالة من الانهيار الواسع. وأكد مجلي أن الميليشيات في تقهقر مستمر ولا تستطيع إعادة ما سيطر عليه الجيش الوطني والمقاومة من مواقع كانت تحت سيطرتها. وخلال اليومين الماضيين شهدت جبهات المتون معارك هي الأعنف، في وقت استهدفت فيه مدفعية الجيش الوطني مواقع متفرقة للانقلابيين في المديرية والمديريات المجاورة.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم اللواء 19 والمقاومة الشعبية في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد، مطلق المعروفي، إن قوات الجيش تخوض معارك عنيفة ضد الانقلابيين في جبهات الشاقية وبير دعمك والخيضر. وتوسعت رقعة المعارك بين الطرفين لتشمل مناطق وجبهات الهجر وطوال السادة وحيد بن عقيل، فيما شنت قوات اللواء 19 قصفا مدفعيا على مواقع الميليشيات عقب قصف مشابه استهدف مواقع يتمركز فيها أفراد اللواء. وأوضح المعروفي أن المعارك ما زالت مستمرة وأنها اتسعت إلى منطقة حيد بن عقيل، مشيرا إلى خسائر بشرية كبيرة منيت بها الميليشيات خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وفي محافظة حجة، قالت المصادر الميدانية إن مدفعية الجيش الوطني بمشاركة مدفعية التحالف كثفت ضرباتها بالمدفعية على مواقع الميليشيات في جبهة حرض، خلال 48 الساعة الماضية. واستهدف القصف مواقع في منطقة الخيمة ومثلث الملاحيظ ومنطقة المجعر، بالتزامن مع الغارات الجوية على مواقع متفرقة في مناطق بني هلال وشرق مثلث عاهم، ومناطق قرب الشريط الحدودي. وخلف القصف الجوي والغارات، سقوط الكثير من القتلى والجرحى من الانقلابيين. وقالت المصادر إن مديرية ميدي المجاور شهدت، هي الأخرى، غارات جوية وقصفا مدفعيا مكثفا على مواقع الانقلابيين. وأضافت أن الغارات استهدفت تجمعات في منطقة صهفان ومزارع الجر، فيما استهدفت المدفعية مواقع في مزارع الخضراء وأطراف مدينة ميدي من الناحية الغربية، مع التحليق المكثف للطيران على المناطق الحدودية ومديرية عبس.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».