الجيش الليبي يبسط سيطرته على عدة مناطق في الجفرة

معلومات عن وجود متشددين مصريين في معسكرات الإرهاب بدرنة

العقيد أحمد المسماري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أول من أمس في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
العقيد أحمد المسماري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أول من أمس في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
TT

الجيش الليبي يبسط سيطرته على عدة مناطق في الجفرة

العقيد أحمد المسماري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أول من أمس في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
العقيد أحمد المسماري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أول من أمس في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)

قال الجيش الوطني الليبي، الذي حقق انتصارات عسكرية مهمة في وسط البلاد، وتمكن من بسط سيطرته على عدة مناطق في الجفرة، إنه رصد هبوط طائرات من طراز «C1 - 30» محملة بالسلاح والذخيرة لدعم ميليشيات متطرفة قادمة من تركيا.
وكشف العقيد أحمد المسماري، خلال مؤتمر صحافي، عقده في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس في مدينة بنغازي بشرق البلاد، النقاب عن وجود عناصر إرهابية من مصر في مدينة درنة، التي قصفتها الطائرات الحربية المصرية مؤخرا، موضحا أن هذه العناصر ضالعة، على ما يبدو، في هجوم المنيا الإرهابي في مصر، الذي أسفر عن مقتل 29 قبطيا.
وأكد المسماري أن الجيش توصل بمعطيات تفيد بأن متشددين مصريين بارزين يعملان في درنة، وإلى رصد مكالمات هاتفية عبر الأقمار الصناعية أجريت بين المنيا المصرية ودرنة الليبية قبل الهجوم الدامي الذي استهدف الأقباط، وقال إن المتشدد هاشم عشماوي، الذي كان ضابطا في الجيش المصري وتم طرده من الخدمة عام 2012، أصبح الآن زعيما للجماعات الإرهابية في درنة ويقود العمليات الإرهابية من هناك، مشيرا إلى وجود إرهابي مصري آخر يدعى محمد سرور، قال إنه يتولى عملية تجنيد وتدريب العناصر الأجانب في درنة، وإلى أن العناصر الإرهابية لا تزال في مدينة درنة بحسب معلومات استخباراتية دقيقة، على حد تعبيره.
وأعلنت قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، سيطرتها بالكامل على بلدة ودان الاستراتيجية، وهي بلدة ضمن سلسلة من البلدات داخل منطقة الجفرة بوسط البلاد، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج وتحظى بدعم من بعثة الأمم المتحدة.
وقال محمد لفيرس، المتحدث باسم الكتيبة 12 بالجيش الوطني الليبي، إن رجاله وجدوا قاعدة الجفرة مهجورة عندما دخلوها في الصباح، بينما أوضح مسؤولون عسكريون آخرون أن القوات المحلية المتحالفة مع الجيش اشتبكت مع «سرايا الدفاع» عن بنغازي، لكن السرايا انسحبت بعد ذلك نحو مصراتة.
وقالت القيادة العامة للجيش، في بيان، إن قوات الجيش أسرت مجموعة كبيرة من عناصر الجماعات الإرهابية والمعارضة التشادية أثناء معركة تحرير الجفرة، كما سيطرت على مخازن للذخيرة، وعلى عدد كبير من العربات والآليات المسلحة، بالإضافة إلى طائرات عسكرية وجدت في محيط قاعدة الجفرة.
وكان الجيش قد أعلن في وقت سابق سيطرته على كامل مناطق ﺍﻟﺠﻔﺮﺓ وسط ليبيا بعد دحر الجماعات الإرهابية والمعارضة التشادية وتكبيدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
كما أعلن، في بيان رسمي، أن قواته سيطرت على ودان بالكامل، وتواصل تقدمها للسيطرة على كامل مناطق الجفرة (سوكنة وهون)، مشيرا إلى أن القوت البرية تقدمت على الأرض بعد تمهيد القوات الجوية.
وقالت مصادر عسكرية، إن قوات الجيش أعلنت سيطرتها على مداخل مدينة «الجفرة» الجنوبية والغربية بوسط ليبيا، وتحاصر قاعدتها الجوية، في حين دخل فصيل الاستطلاع إلى مدينة سوكنة، بينما أعلن العقيد أن الجيش سيطر مساء أول من أمس على مدينة ودّان بمنطقة الجفرة.
وسلمت كتيبة تعرف باسم «19.9 ثوار هون»، التابعة لحكومة السراج، أسلحتها إلى قوات الجيش الوطني بعد وساطة محلية وقبلية، لتخرج بذلك من المعارك التي تخوضها قوات الجيش لبسط سيطرتها على كامل المنطقة الوسطى. وقد تعرضت مواقع الكتيبة، التي تعد من كبرى الكتائب الموالية لحكومة السراج في المنطقة، لهجمات متتالية على مدى اليومين الماضيين من سلاح الجو التابع للجيش الوطني، الذي أصبح يضغط انطلاقا من مركزه بالمنطقة الشرقية بهدف توسيع وجوده في وسط ليبيا وجنوبها، ليفرض بذلك ما يوصف بالكماشة العسكرية ضد خصومه من الميليشيات المتطرفة.
وتعتبر الجفرة آخر معاقل الميليشيات المتطرفة، ومن شأن تقدم قوات حفتر أن تصبح المنطقة الجنوبية بالكامل تحت سيطرتها لتعزز مواقعها بعدما استعادت السيطرة على منطقة الهلال النفطي الاستراتيجية، حيث أهم موانئ وآبار النفط في ليبيا.
ووقعت اشتباكات أول من أمس بين كتيبة الزاوية التابعة للجيش الوطني الليبي، وسرايا الدفاع عن بنغازي، وهي قوة تضم متطرفين ومقاتلين آخرين فروا أمام تقدم الجيش منذ العام الماضي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا.
وقال مدير مستشفى ودان العام، إن 11 شخصا على الأقل قتلوا خلال المعارك. لكن المتحدث باسم الجيش قال في المقابل إن الجيش الوطني بسط سيطرته على مدن ودان وهون وسوكنة، رغم أنه لم يسيطر على قاعدة الجفرة الجوية إلى الغرب من ودان.
ويبدو أن الجيش - بحسب المسماري - سيتحرك بعد ذلك صوب بني وليد، وهي مدينة واقعة شمال غربي الجفرة، وذلك بمجرد أن تحكم السيطرة على قاعدة الجفرة العسكرية، لافتا إلى أن هذا سيتم بالتدريج نظرا للخطورة الشديدة التي تشكلها المنطقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».