وزير يمني يرجع تزايد أعداد مصابي الكوليرا إلى انعدام «الإصحاح البيئي»

فتح لـ«الشرق الأوسط»: نحمّل الانقلابيين مسؤولية تفشي الوباء

عبد الرقيب سيف فتح، وزير الإدارة المحلية بالحكومة اليمنية
عبد الرقيب سيف فتح، وزير الإدارة المحلية بالحكومة اليمنية
TT

وزير يمني يرجع تزايد أعداد مصابي الكوليرا إلى انعدام «الإصحاح البيئي»

عبد الرقيب سيف فتح، وزير الإدارة المحلية بالحكومة اليمنية
عبد الرقيب سيف فتح، وزير الإدارة المحلية بالحكومة اليمنية

رجح وزير في الحكومة اليمنية تزايد أعداد المصابين؛ وذلك في ظل عدم وجود عمليات تتعلق بالإصحاح البيئي، وبخاصة في المناطق التي تخضع لسيطرة القوى الانقلابية، ومنها العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال عبد الرقيب سيف فتح، وزير الإدارة المحلية بالحكومة اليمنية، رئيس اللجنة العليا للإغاثة، لـ«الشرق الأوسط»: إن الإشكالية الرئيسية في تفشي وباء الكوليرا هي عدم تحمل القوى الانقلابية المسؤولية في اليمن عبر رفض دفع مرتبات العمالة التي تقوم بأعمال التنظيف وما يتعلق بالإصحاح البيئي رغم سيطرتها على خزينة الدولة التي تقدر بنحو 500 مليار ريال يمني (1.7 مليار دولار).
وأشار فتح إلى أن عدم دفع القوى الانقلابية للأموال للعمالة أسهم في تزايد أعداد المصابين بمرض الكوليرا، التي تواجدت في أمانة العاصمة اليمنية صنعاء بشكل أساسي، لافتاً إلى أنه بجهود السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وجهود دول التحالف الداعم للشرعية في اليمن تم الوصول إلى بعض المناطق التي تشهد إصابات بالمرض، إضافة إلى حسر مناطق الإصابات.
وبيّن الوزير اليمني، أنه تم إرسال كميات كافية من الأدوية والمواد الإسعافية بعد إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حملة لمكافحة وباء الكوليرا.
وجدد رئيس اللجنة العليا للإغاثة والأعمال الإنسانية المطالبة برفع الحصار على مطار تعز الدولي ومطار الحديدة، مبيناً برفع الحصار على المرفقين فإنه سيتم إدخال مزيد من الأدوية والمواد الإسعافية للمواطنين في الحديدة وتعز.
وأضاف: «على الرغم من وجود مطار في تعز، فإن المحافظة تعاني حصارا مستمرا منذ عامين، وبدأ ينشر بها وباء الكوليرا، إضافة إلى نقص حاد في المواد الدوائية، كما أن محافظة الحديدة تشهد وفاة طفل كل ثماني ساعات نتيجة أمراض معدية، ونتساءل عن غياب المطالبات بإعادة فتح المطارين وقصر المطالبات على مطار صنعاء فقط على الرغم من أهميته». وعن الأرقام التي أعلنت عنها الأمم المتحدة والتي تحدثت عن اجتياح غير مسبوق لمرض الكوليرا في اليمن والمقدرة بعدد 70 ألف حالة في شهر واحد، أفاد عبد الرقيب فتح، بأنه من المؤكد إذا لم يتم حل مشكلة الإصحاح البيئي، ورفع النفايات من الشوارع، ودفع الرواتب لعمالة النظافة ستبقى مشكلة تفشي المرض مستمرة، داعياً منسق الأمم المتحدة بأن يطلق نداء استغاثة وعاجل لإلزام الميليشيات بدفع مرتبات العمالة؛ كونهم يسيطرون على الإيرادات، مع إطلاق نداءات لفك الحصار عن مطار الحديدة وتعز من أجل إدخال المواد الإغاثية بشكل أسرع.
يذكر أن الأمم المتحدة أعلنت عن اجتياح غير مسبوق لمرض الكوليرا في اليمن وانتشاره بشكل سريع لافت؛ مما أدى إلى أوضاع مأساوية وكارثية بالنسبة للأطفال.
وأوضح كريستوف بوليراك، المتحدث باسم منظمة اليونسيف في جنيف، أنه تم الإبلاغ خلال شهر واحد عن 70 ألف حالة كوليرا و600 حالة وفاة، متوقعاً أن تصل أعداد المصابين خلال الأسبوعين المقبلين إلى 130 ألف حالة. وأضاف كريستوف، أن عدداً لا يحصى من الأطفال في اليمن يموتون في صمت من أسباب يمكن بسهولة الوقاية منها وعلاج الكوليرا وأمراض أخرى وسوء التغذية. ودعت الـ«يونيسيف» المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لتوفير الدعم الفوري لجهود الإغاثة في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والتغذية وتعبئة المجتمع المحلي، مطالبة بتوفير 16 مليون دولار على وجه السرعة للاستجابة لمنع انتشار الكوليرا في اليمن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.