موسيقي لبناني يدون نغماته على لوحات بالألوان والأشكال

نحاس يرى أن الإبداع متشابه في كل الفنون

من لوحات وليد نحاس الموسيقية
من لوحات وليد نحاس الموسيقية
TT

موسيقي لبناني يدون نغماته على لوحات بالألوان والأشكال

من لوحات وليد نحاس الموسيقية
من لوحات وليد نحاس الموسيقية

في معرضه التجريدي المنفرد الثاني (الحواس المتحركة) يحاول الفنان اللبناني وليد نحاس أن يبرهن أن الفنون على أنواعها مترابطة من حيث قدرتها على استحضار مختلف الأحاسيس أو ترجمتها.
وليد نحاس هو في الأصل مؤلف موسيقي وعازف بيانو متخصص في الأنغام الكلاسيكية منذ ما يقرب من أربعة عقود، لكنه يحاول من خلال تقنية الأكريليك على الكنفاه أن يجعل الأشكال المبهمة في إطلالتها تبدو وكأنها تنساب في كل الاتجاهات بطريقة سلسة وإيقاعية تساير الأنغام الموسيقية التي لا يمكن حصرها داخل إطار تقليدي محدد.
وعلى موسيقى غير تلك التي يؤلفها، يترجم نحاس على الكنفاه أو على قطع كبيرة من الأقمشة الكتانية، الأنغام التي استمع إليها خلال الرسم أو التي ما زالت عالقة في ذهنه. يقول نحاس «كل ما أنجزه يتمحور على الموسيقى».
بدأ نحاس العزف على البيانو وهو في التاسعة من عمره وله الكثير من المؤلفات الموسيقية التي يقول عنها النقاد في لبنان إنها نابعة من الروح وليست أكاديمية أو كلاسيكية من حيث معالجتها.
ويعرض نحاس في بيروت 23 لوحة على أقمشة قياسها كبير جدا لتطل اللوحة الواحدة في صورتها النهائية وكأنها رواية كاملة أو مقطوعة موسيقية تعبر بطريقة أو بأخرى عن مكنونات روحه وبعض نزواتها.
تبدو اللوحات وكأنها أقرب إلى مهرجان زاه من الألوان، بعضها هادئ وبعضها يحتفل بجمال الحياة بما يشبه الصخب الأنيق الذي لا يستفز العين، بل يجذبها من خلال لعبة إغواء ساكنة وغير مضطربة.
وقال نحاس لـ«رويترز» إنه اكتشف مبكرا أن الفنان يمكن أن يعيش لحظات افتتان غير عابرة مع أكثر من وسيلة فنية «ولكن المسألة تتطلب الكثير من الوقت. فأنا شخصيا انتقلت إلى الرسم الذي أتفانى به تماما كالعزف والتأليف الموسيقي بعد سنوات طويلة من انغماسي في الأنغام والألحان».
وأضاف: «كانت رحلة طويلة، لكنها كانت مشوقة. فجأة وجدت نفسي أتجه إلى التعبير من خلال الأشكال والألوان بالشغف عينه الذي أعبر فيه موسيقيا. لكنني أعترف أنني أركز على نمط فني واحد لفترة طويلة. وما أن أشعر بأنني عبرت كليا عما كان يخالجني من أحاسيس أنتقل عندئذ إلى النمط الفني الآخر».
واكتشف نحاس خلال إنجازه اللوحات التجريدية أن عملية الخلق متشابهة في كل الفنون. يقول: «حركة اليد خلال الرسم متطابقة للحركة التي تنبثق من أعماقي عندما أعزف على البيانو من حيث الرشاقة والسلاسة. فرشاة الرسم تنساب بين يدي بالخفة عينها التي تنساب فيها أصابع اليدين عندما أعزف، وأحيانا بالحدة عينها».
يعلق قائلا: «كل مفتاح على آلة البيانو يستحضر صورة محددة أو فكرة محددة أو إحساسا معينا. والمسألة متشابهة خلال الرسم؛ إذ إن كل شكل، وإن كان مبهما وغير واضح الملامح، يترجم لحظة معينة أو رغبة معينة».
ويؤكد نحاس أنه تأثر كثيرا بعلاقة الصوت بالألوان، ومن هنا أصر على تكريس الكثير من الجهود على النمطين «وإذا أردت أن أكون شديد الدقة لا بد من أن أقول إنني أحاول أن أفهم الأمور من خلال الحواس، سواء كنت أعزف أو أؤلف أو أرسم».
يضيف قائلا: «لكنني لا أستمع إلى مقطوعاتي الخاصة عندما أنجز اللوحات. أصر على التأثر بموسيقى لا تشبهني بالضرورة».
استعان نحاس في معرضه بأدوات متعددة لا علاقة لها بفرشاة الرسم، ومنها على سبيل المثال الشوك والسكاكين والملاعق المسطحة. كما اختار طلاء الأكريليك ليحصل على الأشكال المائعة والسلسلة التي تنساب في كل الاتجاهات على اللوحة الواحدة.
وقال: إن العمل على المعرض الحالي استغرق نحو عامين «ولم أتمكن من السيطرة كليا على التقنية الحالية إلا بعد الكثير من المحاولات والساعات الطويلة من الرسم المتواصل».
وأضاف: «لوحاتي هي موسيقى مرئية تتضمن الإيقاع والعواطف والأنغام. وأعترف أن عملية الخلق بالنسبة إلي هي رحلة عاطفية وليست أبدا فكرية أو عقلانية».
يستمر المعرض المقام في شارع الحمراء بوسط بيروت حتى 23 يونيو (حزيران).



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.