«أجواء ألمانيا الشرقية» لمعالجة ألزهايمر

توفير المنتجات التي تعود للعصر الاشتراكي أعادت للمرضى ذاكرتهم

بعض المجلات التي تعود لعصر ألمانيا الشرقية والتي تساهم في استعادة ذاكرة مرضى ألزهايمر
بعض المجلات التي تعود لعصر ألمانيا الشرقية والتي تساهم في استعادة ذاكرة مرضى ألزهايمر
TT

«أجواء ألمانيا الشرقية» لمعالجة ألزهايمر

بعض المجلات التي تعود لعصر ألمانيا الشرقية والتي تساهم في استعادة ذاكرة مرضى ألزهايمر
بعض المجلات التي تعود لعصر ألمانيا الشرقية والتي تساهم في استعادة ذاكرة مرضى ألزهايمر

في فيلم «وداعاً لينين» (2003) يصور المخرج فولغانغ بيكر كيف تحرص عائلة في ألمانيا الشرقية على مواصلة توفير أجواء تشبه أجواء ألمانيا الشرقية؛ حفاظاً على حياة أمهم، التي تعاني جلطة قلبية، التي قد يقتلها خبر سقوط جدار برلين.
ويبدو أن ما يحصل الآن في بيت لرعاية المسنين في مدينة دريسدن الشرقية لا يختلف كثيراً عما جرى في «وداعاً لينين»، عدا أن الهدف هنا هو ليس الخشية من الجلطات القلبية، وإنما مساعدة المسنين على استعادة ذاكرتهم التي نخرها الخرف وألزهايمر.
ويقول غونتر فولفارم، المشرف على دار المسنين «اليكس أ.»: إن الفكرة واتته بعد أن عجزت معظم الوسائل الحديثة عن إعادة شيء من الذاكرة للمسنين الذين تجاوز معظمهم التسعين سنة. ومعظمهم ممن عاشوا الحرب العالمية الثانية وعاشوا في ألمانيا الاشتراكية، وتربوا على سيارات «الترابانت»» والدراجات النارية من طراز«ترول».
وهكذا أعادت إدارة منزل «أليكس أ» تأثيث كامل الغرف والمطعم بقطع أثاث من عصر ألمانيا الشرقية، ووفرت صحف ذلك الزمان ومجلاته. وأنشأت محطة إذاعة صغيرة تبث السلام الجمهوري الشرقي منذ الصباح، وتبث أغاني ألمانيا الشرقية بلا انقطاع.
شمل ذلك برامج التلفزيون وأفلام الفيديو التي أنتجت في زمن ألمانيا الديمقراطية. بل ووفر فولفارم للمسنين غرفة خاصة يستطيعون فيها شراء المنتجات «الغربية» بالعملة الغربية، ووفر معلبات وأجبانا وطواقم شوكات وسكاكين وملاعق وأقداحا....إلخ من عصر ما قبل سقوط الجدار. ولم ينس بالطبع تعليق صور الرئيس السابق ايريش هونيكر في الإدارة وفي المطعم والغرف.
ويؤكد مدير الدار، أن الطريقة نجحت في إسقاط بعض جدران النسيان في أدمغة المسنين المقيمين في الدار. وصار العجائز يتجاوبون مع الأغاني ويتذكرون الكلمات بالضبط، ويعرفون سعر زجاجة الكولا في عصر ألمانيا الشرقية، ويتناقشون فيما بينهم حول بعض الأحداث.
ويعتقد المشرف، أنه نجح في إثارة ذاكرة المسنين بعد أن أثار فيهم النوازع والعواطف والمعايشات المندثرة في عقولهم. وصار المسنون يتذكرون أقاربهم وأسماء قادة ألمانيا الشرقية عند سؤالهم.
المشكلة، بحسب فولفارم، أنهم ينسون ذلك في صباح اليوم الثاني عندما يستيقظون من النوم، لكن أجواء ألمانيا الشرقية السابقة المتوفرة في البيت، تشحن ذاكرتهم مجدداً.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.