نسي المتابعون للشأن العراقي اسم عزيز محمد الذي شيع جثمانه أمس في أربيل. لكن الرجل كان بالتأكيد لاعباً بارزاً على المسرح العراقي الصاخب في النصف الثاني من القرن الماضي. فقد قاد «الحزب الشيوعي العراقي» من 1964 إلى 1993. وشهدت هذه الفترة أحداثاً عراقية بالغة الأهمية تبدأ مع عودة «البعث» إلى السلطة في 17 يوليو (تموز) 1968 ووصولاً إلى الغزو العراقي للكويت في 1990 وما تلاه.
بعد مغادرته موقعه الحزبي، روى عزيز محمد الذي خبر السجن والعمل السري بعض المحطات العراقية. فنقل ما أبلغه إياه صدام حسين أن الصدفة وحدها أنقذته من القتل مع الرئيس أحمد حسن البكر. وموجز القصة أن البكر كان في رحلة خارجية، وكان من الطبيعي أن يكون صدام في استقباله في مطار بغداد. لهذا خطط مدير الأمن العام ناظم كزار لاغتيال الرجلين في المطار. لكن الرئيس البلغاري تيودور جيفكوف ألح على البكر للبقاء ساعات إضافية فتأخر وصوله، واعتقد كزار أن الأجهزة عرفت بمؤامرته ففر بعدما اختطف المتآمرون معه وزيري الدفاع والداخلية. وانتهت القصة بمقتل كزار.
ونقل عزيز محمد عن البكر قوله: «كان كزار يعذب المعتقل إلى أن يبلغ حافة الاحتضار، وعندها يطلب وجبة من الكباب ويأكلها فيما يضغط برجله على عنق المعتقل المشرف على الموت». وأكد أن البكر اتصل بالشيوعيين قبل عودة «البعث» إلى السلطة طالباً تعاونهم، لكنهم امتنعوا عن الرد عليه. وقال: «في يونيو (حزيران) 1968 أخبرنا أحمد حسن البكر بأنهم (أي حزب البعث) يتهيأون لتسلم السلطة وكان ذلك عن طريق رفيقنا مكرم الطالباني. طلبوا التعاون معنا غير أننا لم نكن في وضع نستطيع معه قبول مثل هذا التعاون بسبب تراكم الصراعات السابقة والجو النفسي الذي يسود الحزب. ولهذا لم نجبهم بشيء».
وعن شخصية صدام، قال إن «المفتاح الحقيقي لفهم صدام مفتاح مشترك يشمل كل الديكتاتوريين، لكنه أشد بروزاً في حال صدام فهو لا يستطيع احتمال أي شخص يمكن أن يصلح بديلاً منه، ولا يطيق أي شخص له رصيد شخصي».
عزيز محمد لاعب بارز في تاريخ عراقي صاخب
الصدفة أنقذت البكر وصدام... ومدير الأمن يأكل الكباب ورجله على عنق معتقل يحتضر

عزيز محمد لاعب بارز في تاريخ عراقي صاخب

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة