احتدام القتال بين الجيش الفلبيني والمسلحين في معارك جنوب البلاد

المتطرفون يستعينون بسجناء فارين وأسلحة منهوبة

الجيش يجلي سكان ماراوي وسط الاشتباكات مع المسلحين الذين يحتجزون المزيد من المواطنين (أ.ف.ب)
الجيش يجلي سكان ماراوي وسط الاشتباكات مع المسلحين الذين يحتجزون المزيد من المواطنين (أ.ف.ب)
TT

احتدام القتال بين الجيش الفلبيني والمسلحين في معارك جنوب البلاد

الجيش يجلي سكان ماراوي وسط الاشتباكات مع المسلحين الذين يحتجزون المزيد من المواطنين (أ.ف.ب)
الجيش يجلي سكان ماراوي وسط الاشتباكات مع المسلحين الذين يحتجزون المزيد من المواطنين (أ.ف.ب)

قال الجيش الفلبيني، أمس: إن الهجوم الذي بدأه متطرفون منذ أسبوع في مدينة بجنوب البلاد تغذيه أسلحة وذخيرة مسروقة ومقاتلون فروا من السجون. وأضاف الجيش، أن جنوده يواصلون حملتهم على المتطرفين الذين يقاومون الهجمات البرية والجوية.
واستطاعت قوات الجيش قتل 89 مسلحا خلال أكثر من أسبوع من المعارك في مدينة مراوي وسط توقعات أن تتصاعد المواجهات، حيث يحمي المسلحون قادتهم محتجزين عددا من الرهائن.
وأطلقت مروحيات هجومية صواريخ صباح أمس على جيوب للمسلحين الذين يقاتلون تحت لواء تنظيم داعش المتطرف في مرواي، وهي مدينة مسلمة في جنوب الأرخبيل. وكان الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي أعلن الأحكام العرفية في أنحاء منطقة مينداناو الجنوبية، معتبرا أن ما يحصل حملة رئيسية يخوضها «داعش» لإيجاد موطئ قدم في البلاد. وأكد الناطق باسم الجيش، العميد جنرال ريستيتوتو باديا، للصحافيين أمس مقتل 89 مسلحا خلال العمليات، مشيرا إلى أنه لم يبق إلا 10 في المائة من المدينة تحت سيطرة باقي المسلحين، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ولكنه حذر من مزيد من المعارك الشرسة، حيث يعتقد الجيش أن ثلاثة من قادة المسلحين الأساسيين لا يزالون في المدينة. وقال باديا «هذه الـ10 في المائة من الأراضي هي على الأرجح المنطقة الأكثر حراسة، والتي يدافع عنها أي مسلحين يحمون أفرادا مهمين». ولا يزال المسلحون يحتجزون عددا غير معروف من المدنيين رهائن، بحسب باديا ومصادر رسمية أخرى.
وكانوا بداية احتجزوا كاهنا ونحو 14 شخصا آخرين رهائن في بداية الأزمة. واضطر الجيش الفلبيني للمرة الأولى إلى الاستعانة بطائرات «إس إف – 260» لدعم طائرات الهليكوبتر المقاتلة والقوات البرية التي تسعى لحصار المقاتلين منطقة بوسط المدينة. وقال البريغادير جنرال ريستيتوتو باديلا، المتحدث باسم الجيش: إن جماعة ماوتي المتطرفة تواصل القتال باستخدام بنادق وذخيرة سرقتها من مركز للشرطة وسجن ومدرعة للشرطة. وأضاف باديلا «تمكنوا من اغتنام مدرعة للشرطة. وفي داخلها هناك كميات من الطلقات»، مضيفا أن الذخيرة من بين العتاد المسروق الذي يستخدمه المتمردون لمقاومة القوات التي يدفع بها الجيش إلى المنطقة، حسبما أوردت وكالة «رويترز».
ويؤكد الجيش منذ البداية، أنه يسيطر على الوضع، لكن بطء جهود استعادة ماراوي أثارت تساؤلات بشأن استراتيجيته المتبعة في القتال. وتشعر الحكومة الفلبينية بالقلق حيال قوة ماوتي، خصوصا أن تقارير الاستخبارات تشير إلى أن الحركة تحالفت مع جماعات متطرفة أخرى وجندت مقاتلين أجانب.
وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم أول من أمس تسجيل مصور للكاهن، أكد خلاله مطالب المسلحين للانسحاب، حيث قال: إنهم يحتجزون 240 رهينة، وهو عدد لم يتمكن باديا من تأكيده. وأصر الناطق باسم الجيش على أن التسجيل مؤشر على أن المسلحين باتوا يائسين بشكل متزايد وأن قوات الأمن لن تتراجع. وقال باديا «إنهم محاصرون وتحت السيطرة. إنهم في مناطق لا يمكنهم الخروج منها أحياء إلا إذا استسلموا». ولكن سلامة نحو ألفين من المدنيين تشير السلطات إلى أنهم عالقون في مناطق سيطرة المسلحين تعد عاملا إضافيا يعقد العملية.
بدورها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إلى وقف إنساني لإطلاق النار من أجل إنقاذهم. وقال نائب رئيس بعثة اللجنة إلى الفلبين، مارتن ثالمان: «أعتقد أن الوضع مروع بالنسبة للمدنيين هناك، ونأمل أن يتفق الطرفان على ضرورة منحهم فرصة للخروج».
يذكر أن أعمال العنف اندلعت عندما اجتاح عشرات المسلحين مراوي، التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف، ردا على محاولة قوات الأمن القبض على ايسنيلون هابيلون، الذي يعتبر زعيم «داعش» في الفلبين وهو على لائحة وضعتها الحكومة الأميركية لأخطر الإرهابيين في العالم.



كوريا الجنوبية: القضاء يمدّد توقيف الرئيس المعزول ومحتجّون يقتحمون مقر المحكمة

أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)
أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)
TT

كوريا الجنوبية: القضاء يمدّد توقيف الرئيس المعزول ومحتجّون يقتحمون مقر المحكمة

أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)
أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)

مدّدت محكمة كورية جنوبية، يوم الأحد بالتوقيت المحلي، توقيف رئيس البلاد يون سوك يول، المعزول على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية، في قرار أثار حفيظة مناصرين له سرعان ما اقتحموا مقر المحكمة.

وعلّلت محكمة سيول، حيث مثل الرئيس المعزول، القرار بـ«تخوّف» من أن يعمد الأخير إلى «إتلاف أدلة» في تحقيق يطاله، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومثل يون أمام القضاء للبتّ في طلب تمديد احتجازه، بعد توقيفه للتحقيق معه في محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد.

وتجمع عشرات الآلاف من أنصاره خارج قاعة المحكمة، وبلغ عددهم 44 ألفاً بحسب الشرطة، واشتبكوا مع الشرطة، وحاول بعضهم دخول قاعة المحكمة أو مهاجمة أفراد من قوات الأمن جسدياً.

وأفاد مسؤول في الشرطة المحلية، «وكالة الصحافة الفرنسية»، باعتقال 40 متظاهراً في أعقاب أعمال العنف. وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة للرئيس المعزول، وحمل كثير منهم لافتات كُتب عليها «أطلقوا سراح الرئيس».

وتحدث يون الذي أغرق كوريا الجنوبية في أسوأ أزماتها السياسية منذ عقود، مدّة 40 دقيقة أمام المحكمة، بحسب ما أفادت وكالة «يونهاب».

وكان محاميه يون كاب كون، قد قال سابقاً إن موكّله يأمل في «ردّ الاعتبار» أمام القضاة. وصرّح المحامي للصحافيين بعد انتهاء الجلسة بأن الرئيس المعزول «قدّم أجوبة وتفسيرات دقيقة حول الأدلّة والأسئلة القانونية».

وأحدث يون سوك يول صدمة في كوريا الجنوبية ليل الثالث من ديسمبر (كانون الأول) عندما أعلن الأحكام العرفية، مشدداً على أن عليه حماية كوريا الجنوبية «من تهديدات القوى الشيوعية الكورية الشمالية والقضاء على العناصر المناهضة للدولة».

ونشر قوات في البرلمان لكن النواب تحدوها وصوتوا ضد الأحكام العرفية. وألغى يون الأحكام العرفية بعد 6 ساعات فقط.

وفي 14 ديسمبر، اعتمدت الجمعية الوطنية مذكّرة للإطاحة به، ما تسبّب في تعليق مهامه. لكنه يبقى رسمياً رئيس البلد، إذ إن المحكمة الدستورية وحدها مخوّلة سحب المنصب منه.