البرلمان التونسي يتجه لمساءلة الحكومة حول حملة الاعتقالات

البرلمان التونسي يتجه لمساءلة الحكومة حول حملة الاعتقالات
TT

البرلمان التونسي يتجه لمساءلة الحكومة حول حملة الاعتقالات

البرلمان التونسي يتجه لمساءلة الحكومة حول حملة الاعتقالات

أكد محمد الناصر، رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) التونسي، عزم المجلس على مساءلة يوسف الشاهد رئيس الحكومة حول التداعيات السياسية والأمنية للمبادرة التي يقودها لمكافحة الإرهاب وإطلاع البرلمان على نتائجها.
وأوضح الناصر، خلال جلسة برلمانية عقدت أمس، أن مبادرة الشاهد، المتعلقة بمكافحة الفساد، لقيت تجاوبا وتأييدا من طرف عدد كبير من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، على الرغم من الانتقادات التي رافقتها بشأن تخوف بعض المنظمات الحقوقية من حدوث انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وحث الناصر الحكومة على مواصلة الجهود من أجل إعمال القانون، وإعلاء هيبة الدولة والتعجيل بإنجاز المشاريع الوطنية، التي تستجيب لتنمية الجهات وتشغيل الشباب العاطل عن العمل.
وواجهت حملة الحكومة ضد الفساد عدة انتقادات بسبب اعتمادها على قانون الطوارئ، حيث طالبت جمعية القضاة الحكومة بتوضيح رسمي حول السند القانوني الذي اعتمدته لاعتقال المشتبه بهم، وتمسكت بضرورة «تعهد القضاء باحترام الوضعيات التي وضعت رهن الإقامة الإجبارية، وتمكينه من ملفات مدعومة بجميع الحجج والأدلة احتراما لمقتضيات الدستور التونسي».
وفي السياق ذاته، دعت النيابة العامة إلى «تعقب الجرائم ومتابعة مرتكبيها بفتح الأبحاث القضائية اللازمة، ووضع الأشخاص المعنيين على ذمتها ضمنا لحقهم في محاكمة عادلة».
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية، الجهة التي تنفذ قرارات الحكومة القاضية باعتقال عدد من رجال الأعمال، أن القرارات المتعلقة بالإقامة الإجبارية التي اتخذت في حق نحو 12 متهما بارتكابهم لخروقات من شأنها المس بالأمن والنظام العام «ذات صبغة تحفظية ومحددة في الزمن»، وقد أملتها الضرورة في نطاق حماية الأمن العام ومكافحة الفساد، وينتهي مفعولها بانتهاء حالة الطوارئ في 16 من يونيو (حزيران) المقبل.
وفي هذا الشأن، قال المنذر الشارني، الكاتب العام للمنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، إن الخطر يكمن في إمكانية امتداد التبعات القضائية لتشمل عشرات المتهمين بالفساد، وما قد يرافق ذلك من تعسف في الحصول على اعترافات تدين الأشخاص وتقوض منظومة حقوق الإنسان. ودعا إلى ضرورة الابتعاد عن التذرع بقانون الطوارئ لاعتقال مواطنين، والزج بهم في السجون دون وجه قانوني.
ولم يخف الشارني صعوبة احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في مثل هذه الحالات، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.