تحذيرات من جمود مؤقت في عقارات بريطانيا بفعل شروط الرهن الجديدة

خبراء يعتقدون أنها تخفض عدد القادرين على الاقتراض والمشترين

منطقة كناري وولف وسط العاصمة البريطانية لندن التي سجلت زيادة في أسعار العقارات تجاوزت 20 في المائة (وكالات)
منطقة كناري وولف وسط العاصمة البريطانية لندن التي سجلت زيادة في أسعار العقارات تجاوزت 20 في المائة (وكالات)
TT

تحذيرات من جمود مؤقت في عقارات بريطانيا بفعل شروط الرهن الجديدة

منطقة كناري وولف وسط العاصمة البريطانية لندن التي سجلت زيادة في أسعار العقارات تجاوزت 20 في المائة (وكالات)
منطقة كناري وولف وسط العاصمة البريطانية لندن التي سجلت زيادة في أسعار العقارات تجاوزت 20 في المائة (وكالات)

توقع خبراء عقاريون في السوق البريطانية أن تسهم اختبارات القدرة على تحمل تكاليف الرهن العقاري الجديدة، في قتل الازدهار في أسعار العقار في بريطانيا، حيث إن تلك الشروط القاسية تجعل الممولين يرفضون الآلاف من المقترضين الذين كانوا مقبولين لديهم من ذي قبل.
وقال خبير اقتصادي وتنفيذي في مجال التمويل في تقرير نشرته «تليغراف» من أن تأثير الشروط الجديدة قد يكون مخططا له وينفذ من خلال الإدارة المالية لتنظيم المدينة الجديد، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات يمكن أن تكون كافية لخنق الانتعاش على الصعيد الوطني في سوق العقارات، وكبح النمو العالي لأسعار العقارات في لندن والتي ترتفع تقريبا بنسبه 18 في المائة سنويا.
الرئيس التنفيذي لشركة «IPSWICH BUILDING SOCITY» بول وينتر يقول إن نمو أسعار العقارات سوف يتعثر على مدى الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، وأضاف أن عددا أقل من الناس سوف يتم قبولهم للرهن العقاري، لذلك سوف يقل الطلب على العقارات، وهذا الموقف قد تمت ملاحظته عند توقف بيع العقارات في بعض المناطق بأكثر من السعر المطلوب، وهذا ليس بالضرورة سيء في بعض الأماكن مثل لندن والجنوب الشرقي، حيث إن هناك الكثير من الأماكن لا تستحق قيمتها في السوق، ولكن في بعض المناطق مثل شمال إنجلترا وميدلاندز فإن الأسعار ليست سوى مجرد بداية للارتفاع وهذا سوف يثبط نموها.
الشروط الجديدة المقدمة من قبل المنظمين بإشراف (MMR) «مراجعين سوق الرهن العقاري»، يفيد أن المقترضين الآن يواجهون تحقيقات تطفلية على دخولهم وعلى عادات شرائهم، كما يعمد الممولون أيضا إلى اختبار ما إذا كان المقترضون يمكنهم بسهولة رد القروض عند زيادة معدلات الفائدة، كما أن الكثير من المشترين الجدد والمقترضين الحالين الباحثين عن إعادة تجربة الرهن العقاري من المتوقع أن يتم رفضهم.
هذا وتراجعت معدلات قبول الرهن العقاري فعليا حسب الأرقام المعلنة من قبل اتحاد الممولين البريطانيين، التي أظهرت أن الموافقات في مارس (آذار) 2014 وصلت إلى أدنى مستوى في أربعه أشهر.
متوسط أسعار المنازل في بريطانيا ارتفع إلى 253 ألف جنيه إسترليني في فبراير (شباط) بنحو 9.1 في المائة عن الـ12 شهرا الماضية، طبقا إلى الأرقام الأخيرة المعلنة من قبل مكتب الإحصائيات الوطني، والتي تشير إلى أن معظم الأماكن الآن تشهد نمو بقوة سنويا، الأسعار الآن في إنجلترا أعلى من قبل ذروة الأزمة المالية في يناير (كانون الثاني) 2008.
وشهدت لندن النمو السريع، حيث إن متوسط سعر العقار في العاصمة الآن يبلغ 458 ألف جنيه إسترليني بزيادة 17.7 في المائة خلال هذا العام وحتى فبراير الماضي، فيما مكنت برامج مساعدات الشراء الحكومي، المشترين بتنفيذ عروض الرهن العقاري بمقدم خمسة في المائة دفعة حجز، والتي انتقدها البعض بأنها سوف تزيد نسبة الطلب علي العقارات ومن ثم زيادة الأسعار.
وتطبيقا للشروط الجديدة الممولون هم المسؤولون عن تقييم قدرة المشترين علي السداد فقد طوروا نموذج استطلاع تطفلي لبيان القدرة علي السداد، حيث تطرق إلى إذا ما كان المشتري يقامر أو أخذ قرضا من قبل، وهل هو دائم التردد على المطاعم، أو يمتلك حيوانا أليفا أو لديه أي هوايات عالية التكاليف، كما ينقب البعض للوصول إلى أدق التفاصيل في المصروفات الشخصية، مثل السؤال عن قيمة ما يدفعه الفرد في الزينة، وقصات الشعر، وأنواع المنظفات، ومواقف السيارات وحتى العناية بالعين. أما البعض الآخر يتساءل إذا كان المقترضون يخططون لتغيرات رئيسة في الحياة قد تؤثر على مستوى الدخل مثل تكوين عائلة أو الانتقال للعمل الخاص.
كما يطبق الممولون أيضا اختبارات التحمل الصارمة للتأكد من أن المقترضين سوف يكونون قادرين على السداد عند زيادة معل الفائدة، الكثير سوف يكونون حذرين وسيتوقعون أن معدلات الرهن العقاري سوف تصل إلى ستة في المائة أوسبعة في المائة، خلال خمس سنوات وهذا يتطلب من المقترضين أن يكون لديهم متسع كبير في دخلهم لإثبات قدرتهم المستقبلية على السداد.
وليس فقط المقترضون الجدد هم الذين سيواجهون الاختبارات الجديدة القاسية، بل المقترضون الحاليون الذين يريدون إعادة تجربة الرهن العقاري أو نقل الدين إلى ملكية جديدة وعلى الأرجح سيجدون أنفسهم غير مؤهلين.
من المحتمل أن تنشأ الكثير من المشكلات من المقترضين الحاليين، حيث إنهم لا يمكنهم التأهل للرهن العقاري نظرا لصعوبة الاختبارات الجديدة للقدرة على تحمل التكاليف حتى في حالة تحسن مستوى الدخل أو الانتقال إلى ملكية أرخص.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».