قرية «رمضانيات بيروتية» تحتضن المحتاجين وتحول «فردان» إلى عيد

العائلات المحتاجة تتناول الإفطار في القرية (موقع بيروتيات)
العائلات المحتاجة تتناول الإفطار في القرية (موقع بيروتيات)
TT

قرية «رمضانيات بيروتية» تحتضن المحتاجين وتحول «فردان» إلى عيد

العائلات المحتاجة تتناول الإفطار في القرية (موقع بيروتيات)
العائلات المحتاجة تتناول الإفطار في القرية (موقع بيروتيات)

طباخون، عاملون، متطوعون، وغيرهم، الجميع داخل هذا المكان منشغل بتحضير وجبات الإفطار للمحتاجين في لبنان. المهام مقسمة بشكل متناسق، وكل الخطوات التي تنجز تشطب من قائمة المنظمين. تتسارع وتيرة العمل قبل نصف ساعة من موعد أذان المغرب، حيث يحاول الجميع تجهيز الوجبات وسكبها قبل أن تعج الساحة بالصائمين.
إنها الزحمة اليومية التي تعيشها «القرية الرمضانية» وسط شارع فردان، في العاصمة بيروت. تهدف القرية التي أنشأتها مؤسسة مخزومي الاجتماعية قبل سبع سنوات إلى إطعام أكبر قدر ممكن من الصائمين المحتاجين من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية. فتزدحم عربات الطعام الخارجة من المطبخ إلى الساحة الكبيرة، لتختلط روائح المقبلات الساخنة الشهية من معجنات وشوربة مع رائحة «الفتوش» والمُغربيّة بالدجاج واللحمة والكبة الشامية التي سكبت للتو من القدور.
ضمن الأجواء الرمضانية التي تجسد قوة التكافل الاجتماعي في بيروت، حفلت الكثير من الشوارع والساحات العامة بالإفطارات الجماعية. فمع اليوم الأول لشهر رمضان، بدأت الجمعيات اللبنانية الاجتماعية والخيرية، إقامة موائد ونشاطات من أجل رسم بسمة أمل على وجوه المحتاجين.
كافة الأجواء الرمضانية المفعمة بالروحانية والفرح والمحبة تعمّ هذه القرية، فالهدف منها يبقى إعادة المعنى الأساسي لهذا الشهر الفضيل، في ظل نظام العولمة وثورة التكنولوجيا التي باتت تطغى على العادات والتقاليد الشرقية والإسلامية.
وقبيل موعد الإفطار، ينهمك المتطوعون بتحضير موائد الطعام للصائمين في أجواء من الألفة والمحبة والسعادة. ولا تفارق البسمة وجوههم، مهما اكتظ المكان بالناس.
يستكمل النهار الرمضاني الطويل أيضا بعد الإفطار، ببرامج ترفيهية ودينية وثقافية للأطفال كما للكبار من خلال مسرح القرية الرمضانية الذي يقدم المدائح والأناشيد الدينية المستوحاة من الشهر الكريم.
فتحولت «القرية الرمضانية» في فردان مقصداً للعائلات اللبنانية ذات الإمكانات المادية المتواضعة؛ والنازحين السوريين الهاربين من الصراع الدموي في بلادهم، فينعمون بلقمة ساخنة في جوّ جميل.
*الانطلاقة
رحّبت القرية الرمضانية بضيوف فؤاد ومي مخزومي، لإطلاق برامجها مع بداية الشهر الفضيل. انطلقت نشاطات القرية هذه السنة مع تكريم سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، من قبل مؤسسة مخزومي.
قدّم مخزومي درع القرية الرمضانية للمفتي دريان الذي قال: «إنه لقاء جامع مميز، قبيل حلول شهر رمضان المبارك. هذا اللقاء الجامع هو صورة لبنان الحقيقية، صورة التلاقي بين أبناء الوطن الواحد، وصورة التلاقي بين أتباع الطوائف المتعددة في لبنان».
وبعد ذلك قدم المفتي ومخزومي دروعاً تكريمية لكل من جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، ودار الأيتام الإسلامية، ودار العجزة الإسلامية، ومؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية، والمركز الإسلامي عائشة بكار، وجمعية العناية بالأم والطفل، وجمعية البر والإحسان الخيرية، والكشاف المسلم، لعملها في خدمة المجتمع لأكثر من خمسين عاماً.
أكد الرئيس الفخري لمؤسسة مخزومي، المهندس فؤاد مخزومي: «إن الهدف من القرية الرمضانية هو جمع اللبنانيين من مختلف الانتماءات حول طاولة واحدة تيمّناً بالأسر البيروتية».
* ما هي القرية الرمضانية؟
«هي ملتقى الصائمين على لقمة سخنة وصحية، وملتقى المتطوعين من شباب وشابات يريدون أن يكون رمضانهم أفضل، وفرصة العمل الموسمية لنساء ينتظرن رمضان سنويا، وفرحة أولاد لم يعتادوا المشاوير لانشغال أهلهم بتأمين التعليم والطبابة..». هكذا تصف جمعية بيروتيات التابعة لمجموعة مخزومي، هذا الحدث الإنساني الذي يجمع الصائمين على المودة والخير. وتنظم «بيروتيات» هذه القرية بدعوة من المجموعة، وتزينها بحلة رمضانية جميلة لافتة.
تأخذ الجمعية أرضاً واسعة في شارع فردان، تابعة لدار الفتوى، مقرا لهذه القرية، وتزرع فيها مجسمات فوانيس لاستقبال الصائمين كل يوم ضمن موائد الإفطار الجماعي.
* أسلوب العمل
خلال جولتك في المكان، تلاحظ أن مساحة القرية مقسّمة من الداخل إلى عدة أحياء على شكل أكواخ خشبية مرتبة. تنقسم الساحة إلى مناطق متعددة، يشرف على كل واحدة منها عدد من المتطوعين الذين يتسلمون الطعام من المطبخ، حيث يعمل فريق من الطهاة على إعداد وجبات ساخنة وطازجة للضيوف.
تنقل الوجبات إلى الطاولات مع المقبلات والعصائر، قبل توزيع الحلويات على الصغار والكبار في المطبخ الصغير. تتزاحم النساء العاملات في سكب الأطباق الساخنة وتوضيب الوجبات أيضاً، لأن المشروع مقسم إلى جزأين: الأول في القرية ويتضمن إطعام 600 صائم يومياً، والقسم الثاني قائم على توزيع الوجبات الساخنة إلى المحتاجين في منازلهم، بحسب ما يشير شميطلي.
أما دوام المتطوعين اليومي، فينقسم إلى قسمين. تشرح لنا رنا، إحدى المتطوعات، أن: «الفريق الأول يحضر ما بين الثالثة والخامسة والنصف من بعد الظهر لتوضيب الوجبات المعدة للتوزيع. أما الفريق الثاني، فتبدأ مهمته عند السادسة والنصف حتى التاسعة، وتتمثل بخدمة الصائمين وتوزيع الطعام على الطاولات».
تلمس من خلال مشاهدتك لعمل المتطوعين، وطريقة تعاملهم مع كل الزائرين، حرص «بيروتيات» على توفير أفضل جو ممكن للصائمين من خلال الكراسي والطاولات الخشبية، والابتعاد عن أدوات الطعام البلاستيكية، إلى جانب تقديم عروض ترفيهية وثقافية حيّة أسبوعياً، تستمتع بها العائلات المشاركة.
* ثوب العيد
تجد في القرية أيضا، زاوية مخصّصة لمشروع «ثوب العيد».
يشرح متطوع في الجمعية عن المشروع قائلا: «تحرص الجمعية على جمع ملابس لكافة الأعمار خلال السنة، وضمن شهر رمضان، في القرية وخارجها. فقبل انتهاء الشهر، يوضب المتطوعون هذه الملابس ويوزعونها على العائلات المحتاجة، بالتنسيق مع الجمعيات المختصة. ويمكن للجميع التبرع بالملابس، حيث تعتبر هذه الخطوة مكملة لفرحة العيد تزامنا مع الأجواء الرمضانية التي تسعى هذه القرية على نشرها وتعزيزها بين البيروتيين».
هنالك جوانب تحتاج إلى إحداثِ تغيير في شهر رمضان المبارَك للوصول إلى حالة خلاَّقة مِن الازدياد الإيماني، والارْتقاء النَّفْسي، والإصلاح الفِكري، والإقلاع الحضاري. فعادات هذا الشهر الفضيل تكمن في نشر المحبة والخير بين الناس بعيدا عن أي نوع من أنواع التمييز، وتكتمل بالتحفيز على عمل الخير والإحسان. وتأتي نشاطات مميزة مثل القرية الرمضانية لتضيف لمسة مليئة بالأمل والفرح على حياة أطفال حرموا سعادة الطفولة بسبب وضع أهلهم المادي. كما أنها فرصة للأهل الذين يتخبطون بمشاكل الحياة اليومية، بدءاً من الوضع المعيشي التعيس في لبنان، ليروا بريق العيد في أعين أبنائهم، لو لشهر واحد فقط. وعلى الأقل، تعتبر هذه المساحة الجغرافية فرصة لتوحيد الأعراق والجنسيات وكافة الطبقات الاجتماعية في لبنان على مأدبة إفطار واحدة. فباب القرية فتوح للجميع، بكل رحمة ومحبة، ومن دون أي تمييز أو تهميش لأحد.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.