البرلمان المصري يتوعد الدول الداعمة للإرهاب بـ«عقوبات رادعة» قريباً

وكيل لجنة الأمن القومي لـ«الشرق الأوسط»: «كل الخيارات مفتوحة»

المصحح: عمادحمدي
المصحح: عمادحمدي
TT

البرلمان المصري يتوعد الدول الداعمة للإرهاب بـ«عقوبات رادعة» قريباً

المصحح: عمادحمدي
المصحح: عمادحمدي

اتهم الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري (البرلمان) دولاً لم يسمها بدعم وتمويل الإرهاب في بلاده، متوعدا إياها بـ«عقوبات رادعة في القريب العاجل، وخطوات ستتخذها مصر للرد على الجرائم التي تتعرض لها». فيما أوضح اللواء يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس سينسق مع وزارة الخارجية لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد تلك الدول، وأن «كل الخيارات مفتوحة للرد».
وتتهم مصر دولاً إقليمية بدعم التنظيمات الإرهابية من خلال توفير الملاذ الآمن لعناصرها وتقديم الأموال والقنوات الفضائية لنشر أفكارها. ومنذ 3 أيام قصفت الطائرات المصرية شرق ليبيا، بعد ساعات من هجوم إرهابي طال مواطنين مسيحيين كانوا في طريقهم إلى دير بمحافظة المنيا، نفذه مسلحون ملثمون باستخدام ثلاث سيارات دفع رباعي. وأدى الهجوم إلى مقتل 29 وإصابة 24 آخرين. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.
وطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي عقب الهجوم بـ«معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب دون مجاملة أو مصالحة»، مضيفا أن «هناك جهات تسعى لضرب الاقتصاد والسلام الاجتماعي في مصر».
وخلال الجلسة العامة لمجلس النواب أمس، والتي شهدت وقوف أعضاء المجلس دقيقة حدادا على أرواح ضحايا حادث المنيا الإرهابي، قال الدكتور عبد العال إن مصر أكبر من أن تنال منها مؤامرات الدول الداعمة للإرهاب وإن المجتمع الدولي يدرك كل هذه الدول، لافتا إلى أن هناك عقوبات رادعة في انتظار هذه الدول في القريب العاجل، إلى جانب خطوات ستتخذها مصر للرد على الجرائم التي تتعرض لها.
وأضاف: «استيقظت مصر والعالم كله على جريمة نكراء جديدة تنتهك الإنسانية؛ حيث قام مسلحون لا دين لهم بالهجوم على حافة تقل عددا من المواطنين المسيحيين ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات».
وتابع: «الجريمة اهتز لها العالم كله دون استثناء وأدانها مجلس الأمن الدولي وعدد من دول العالم»، مضيفا: «هذا التضامن يحدث في الوقت الذي تقف فيه دول أخرى داعمة ومهللة لما يحدث من جرائم إرهابية خسيسة».
وقال عبد العال: «بدلا من أن تقوم هذه الدول بالتزاماتها وفقا للقانون الدولي، نجدها تحتضن المخططين والمنفذين للعمليات الإرهابية وتوفر لهم الملاذ الآمن للترويج لهم ولأفكارهم».
وأضاف رئيس البرلمان «نقول لهذه الدول إن مصر أكبر من أن تنال منها مؤامراتكم... والمجتمع الدولي يدرك كل الدول الراعية للإرهاب وهناك عقوبات رادعة في انتظارها في القريب العاجل... فضلا عن الخطوات التي ستتخذها مصر».
وقال عبد العال إن مجلس النواب يشيد بالرد السريع على هذه الأعمال الإجرامية من جانب القوات المسلحة، مشيرا إلى أن هذا يؤكد أن قواتنا المسلحة على درجة عالية من اليقظة والقدرة على ضرب الإرهاب في الداخل والخارج.
وحث عبد العال جميع سلطات الدولة على مزيد من التعاون للقضاء على هذا الإرهاب الأسود، مطالبا السلطة القضائية بسرعة محاكمة كل متورط في هذه الأعمال وكل شخص ينتمي للكيانات الإرهابية لكي يكون عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد.
من جانبه، أوضح وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي لـ«الشرق الأوسط» أن البرلمان سيبحث الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب لمواجهة هذه الظاهرة، من خلال وضع خطط ملزمة لكل الدول المشاركة لتجفيف منابع التطرف. وقال إنه ستكون هناك مشاورات مع برلمانات من كافة دول العالم.
وأشار اللواء كدواني إلى أن هناك مؤامرة كبيرة تقع على مصر ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل لتفتيتها، تتطلب تضافر الجهود العربية، خصوصا بين مصر والمملكة العربية السعودية، لمواجهة تلك المؤامرة، مؤكدا أن حجم التمويل لتلك التنظيمات مخيف ويفوق الخيال».
ودعا النائب لمواجهة الدول التي تدعم التنظيمات الإرهابية مثل قطر، وقال «إنها تفتعل الأزمات وتثير القلاقل، الأمر الذي يتطلب وقفة حاسمة معها». ورفض النائب توضيح طبيعة تلك الإجراءات، منوها إلى أن الأمر يناقش مع وزارة الخارجية والجهات المعنية.
وحول إمكانية دخول قوات برية مصرية إلى ليبيا لمواجهة التنظيمات الإرهابية، قال وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي إن «كل الخيارات أمام الدولة المصرية مفتوحة للدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها».
وكان الرئيس السيسي قد شدد في كلمة تلفزيونية أنه أمر بتوجيه ضربات إلى «معسكرات الإرهاب» متوعدا باستهداف أي معسكرات في الداخل أو الخارج يتدرب فيها مسلحون لتنفيذ هجمات في مصر.
وأخطرت مصر مجلس الأمن بأن الضربات لمواقع «الإرهابيين» في شرق ليبيا جاءت في إطار الدفاع عن النفس. وقالت إنها «تأتي اتساقاً مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المعنية بالحق الشرعي في الدفاع عن النفس ومع قرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب».
وشدد اللواء كدواني على أن لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان تعمل بالتنسيق مع ممثلين عن الأزهر الشريف والكنيسة، لمواجهة الأفكار المتطرفة ووضع تصور لتشريعات من شأنها سد الثغرات التي يمر فيها الفكر المتطرف، مضيفا أن مجلس النواب ينتظر من الحكومة مشروع القانون المنظم لعمل «المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب»، للمساعدة في وضع المهام والالتزامات اللازمة لتنفيذ خطة قومية لمكافحة الإرهاب.
وتعتزم مصر تشكيل مجلس أعلى يختص بصياغة استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف من الجوانب كافة.
وقال وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي إن تلك الحوادث تدل على أن البلاد في مواجهة شرسة مع الإرهاب، لكنه توقع القضاء عليه، مشيرا إلى أن لدى مصر تجارب رائدة في مواجهة الجماعات المتطرفة، وأن وزارة الداخلية نجحت في إحباط عشرات العمليات الإرهابية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.