القوات العراقية تتوغل في غرب الموصل وتدعو المدنيين مجدداً إلى المغادرة

«داعش» يحاول صدها بالعجلات المفخخة والقناصة والانتحاريين

فتى يستقل دراجة هوائية في حي الصحة بالجانب الغربي من الموصل أمس (أ.ف.ب)
فتى يستقل دراجة هوائية في حي الصحة بالجانب الغربي من الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات العراقية تتوغل في غرب الموصل وتدعو المدنيين مجدداً إلى المغادرة

فتى يستقل دراجة هوائية في حي الصحة بالجانب الغربي من الموصل أمس (أ.ف.ب)
فتى يستقل دراجة هوائية في حي الصحة بالجانب الغربي من الموصل أمس (أ.ف.ب)

واصلت القوات العراقية أمس، التقدم من عدة محاور باتجاه المدينة القديمة في الجانب الغربي من الموصل في إطار عملية لاستعادة كامل المدينة من سيطرة تنظيم داعش ودعت المدنيين مجددا إلى مغادرة هذه المنطقة.
وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قطعاتنا مستمرة في التقدم (...) وتوغلت في أحياء الصحة الأولى والزنجيلي والشفاء و(منطقة) مستشفى الجمهوري». وتقع جميع هذه الأحياء التي ما زالت تحت سيطرة المتطرفين في الجانب الغربي من مدينة الموصل. وأكد أنه «عند تحرير هذه الأحياء، يتم تطويق المدينة القديمة من جميع الجهات».
وفيما يتعلق بطبيعة مقاومة «داعش»، قال العميد رسول إن «الأسلوب ذاته، العجلات المفخخة وقناصة وانتحاريين». وبشأن إخلاء المدنيين، قال المتحدث إن «ما يهمنا هو تحرير المواطنين بشكل كامل من خلال فتح ممرات آمنة ووضع أدلاء وعجلات لنقلهم والتعامل الإنساني (معهم) من قبل قواتنا».
في السياق ذاته، قالت ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: «نشعر بقلق عميق إزاء تعرض المدنيين الذين لا يزالون في مناطق (داعش) إلى مخاطر كبيرة خلال المراحل الأخيرة من الحملة العسكرية لاستعادة المدينة». وأوضحت غراندي أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وجود بين 180 إلى 200 ألف مدني في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المتطرفين في الموصل، وغالبيتهم العظمى في البلدة القديمة. وتابعت أن «أعداد النازحين الذين تركوا منازلهم منذ بداية المعارك بلغت 760 ألفا، ونحن نتوقع فرار 200 ألف مدني آخر».
وعاد نحو 150 ألفا إلى منازلهم من أصل 760 ألفا نزحوا خلال المعارك، ولا يزال نحو 600 ألف شخص في مخيمات النزوح جنوب الموصل وغربها.
وتشير تقارير تم الحصول عليها من أفراد عائلات تمكنت من الفرار، إلى أن الأوضاع في مناطق سيطرة تنظيم داعش في غرب الموصل تزداد تدهورا. وتابعت غراندي «لقد فهمنا أن الأدوية نادرة جدا وهناك نقص حاد في المياه الصالحة للشرب كما أن مخزونات المواد الغذائية محدودة جدا، وندرك أيضا أن العائلات التي تحاول الفرار غالبا ما يستهدفها القناصة». وأضافت: «هناك منطقة مغلقة فيها مقاتلون عازمون على البقاء. أما المدنيون فإنهم محاصرون في تلك المنطقة التي تعاني من انعدام التموين منذ عدة أشهر».
وقال العميد رسول ردا على سؤال حول سبب دعوة لخروج المدنيين إن «الكثافة السكانية في الجانب الأيمن (الغربي) من الموصل أكثر من الجانب الآخر من المدينة إضافة إلى وجود مناطق قديمة (....) لذلك طلبنا منهم الخروج لغرض مقاتلة عناصر التنظيم الإرهابي دون إيقاع خسائر».
وتمثل المدينة القديمة وأغلب الأحياء المحيطة التي تضم منازل متلاصقة وشوارع ضيقة، تحديا كبيرا للقوات العراقية التي تواصل محاصرتها تزامنا مع استمرار تواجد آلاف المدنيين بداخلها. وذكر المتحدث أن «المدينة القديمة محاصرة منذ فترة طويلة من الجنوب بشكل كامل، والآن قطعاتنا تتواجد من الشمال والغرب».
وتسببت معارك استعادة الموصل بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين، الأمر الذي دفع مئات الآلاف إلى النزوح، فيما قتل وجرح مئات آخرون. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الخميس أن نحو 105 مدنيين على الأقل قتلوا وما زال 36 مدنيا آخرين مفقودين، جراء غارة جوية أميركية استهدفت مبنى في الموصل في مارس (آذار) الماضي. كما تحدثت معلومات لم تؤكد حتى الآن، عن قيام عناصر في قوات الأمن بتعذيب وقتل معتقلين خلال عملية الموصل.
وبدأت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الفائت عملية عسكرية كبيرة لاستعادة الموصل من تنظيم داعش. ولا تشكل استعادة الموصل التي باتت قريبة، نهاية الحرب ضد تنظيم داعش في العراق لأن عناصر هذا التنظيم ما زالوا متواجدين وينفذون هجمات متكررة في مناطق متفرقة في البلاد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.