نمو أرباح الشركات المدرجة يزيد جاذبية الأسهم السعودية

حجمها مرشح للأفضل عن العامين الماضيين

متداولون سعوديون يتابعون أسعار الأسهم («الشرق الأوسط»)
متداولون سعوديون يتابعون أسعار الأسهم («الشرق الأوسط»)
TT

نمو أرباح الشركات المدرجة يزيد جاذبية الأسهم السعودية

متداولون سعوديون يتابعون أسعار الأسهم («الشرق الأوسط»)
متداولون سعوديون يتابعون أسعار الأسهم («الشرق الأوسط»)

ساهم النمو في ربحية الشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم المحلية، خلال الربع الأول من العام الجاري، في زيادة معدلات الجاذبية الاستثمارية لسوق الأسهم المحلية، فيما شهد مؤشر السوق العام استقرارا دون مستويات 7 آلاف نقطة على الرغم من نمو أرباح الشركات بنسبة تصل إلى 38 في المائة.
وحققت الشركات السعودية خلال الربع الأول من هذا العام أرباحا صافية تبلغ قيمتها نحو 30.3 مليار ريال (8.08 مليار دولار)، وهي الأرباح التي تبرهن على أن الاقتصاد السعودي لم يعد يتأثر بشكل كبير بانخفاض أسعار النفط، وهو أمر يعود بطبيعة الحال إلى الإصلاحات الاقتصادية الضخمة التي عملت عليها المملكة خلال الفترة الماضية.
وساهم نمو أرباح الشركات السعودية في خفض مستوى المكررات الربحية للسوق المحلية بشكل يجعلها أكثر إيجابية، حيث يقف سوق الأسهم السعودية حاليا عند مكررات ربحية يبلغ حجمها 15.8 مكرر، وهو مستوى جاذب للغاية، على اعتبار أن متوسطات المكررات الربحية لسوق الأسهم السعودية خلال السنوات العشر الماضية، كانت تتراوح بين 16 و21 مكرر.
ومن المنتظر أن تكشف الشركات السعودية شهر يوليو (تموز) المقبل النقاب عن نتائجها المالية للربع الثاني من هذا العام، ويرى مختص مالي تحدث لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن قدرة الشركات على تحقيق أرباح صافية تبلغ قيمتها 30 مليار ريال جديدة (8 مليارات دولار)، سيزيد من جاذبية السوق المحلية في ظل تعاظم الربحية، وانخفاض أسعار أسهم الشركات المدرجة.
وفي هذا الشأن، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات يوم أمس الاثنين على ارتفاع بنسبة 0.6 في المائة، ليغلق بذلك عند مستويات 6822 نقطة، محققا ارتفاعا إجماليا يبلغ حجمه 38 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 2.2 مليار ريال (586.6 مليون دولار)، وهي سيولة نقدية جاءت أفضل حالا من سيولة أول أيام شهر رمضان المبارك (أول من أمس الأحد).
وتعليقا على هذه التطورات، أكد فهد المشاري، وهو مختص مالي، أن ربحية الشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم خلال عام 2017، ستكون أفضل حالا من مستوياتها التي كانت عليها خلال العامين الماضيين، وقال: «في حال حققت الشركات المدرجة خلال الربع الثاني، أرباحا توازي أرباح الربع الأول من هذا العام، فإن جاذبية سوق الأسهم السعودية ستكون عند مستويات مغرية للشراء».
وفي إطار ذي صلة، أعلنت هيئة السوق المالية السعودية أمس، أن مجلس إدارتها أصدر قرارا يقضي بإلغاء إدراج أسهم شركة «وقاية للتأمين» وإعادة التأمين التكافلي في السوق المالية السعودية «تداول».
وأرجعت هيئة السوق قرارها إلى عدم اتخاذ شركة «وقاية للتأمين» الإجراءات النظامية اللازمة لتصحيح أوضاعها بما يتوافق مع نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية ونظام الشركات.
وكانت هيئة السوق المالية قد دعت في مايو (أيار) 2016 مجالس إدارات ومساهمي الشركات المدرجة التي بلغت خسائرها 50 في المائة فأكثر من رأسمالها إلى تصحيح أوضاع شركاتهم قبل انتهاء مهلة تطبيق المادة 150 من نظام الشركات، وإعلان الهيئة بتاريخ 27 أبريل (نيسان) 2017 بشأن تلك الشركات.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي كشفت فيه نتائج الشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم المحلية عن ارتفاع كبير في ربحية الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنصرم، حيث تشير الأرقام إلى أن الشركات السعودية حققت نموا تبلغ نسبته نحو 38.1 في المائة في ربحية الربع الأول من 2017.
وبحسب النتائج المعلنة يظهر أن شركة الكهرباء السعودية أحدثت تأثيرا واضحا على نتائج الشركات في الربع الأول، حيث تحولت الشركة من خسارة 798 مليون ريال (212.8 مليون دولار) في الربع الأول من العام الماضي، إلى تحقيق أرباح يبلغ حجمها نحو 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار) خلال الربع الأول من 2017، وهي الأرباح التي تشكل ما نسبته 16.1 في المائة من الأرباح الإجمالية للشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم المحلية خلال الربع الأول من هذا العام.
كما تظهر نتائج الشركات، أن ربحية شركة «سابك» للربع الأول من هذا العام أحدثت تأثيرا إيجابيا على النتائج الإجمالية، إذ قفزت أرباح الشركة بنسبة 79.8 في المائة خلال الربع الأول، مقارنة بالأرباح المحققة خلال الربع الأول من العام الماضي، فيما حققت الشركة في الربع الأول أرباحا تبلغ قيمتها نحو 5.2 مليار ريال (1.4 مليار دولار)، تشكّل ما نسبته 17.1 في المائة من أرباح الشركات الإجمالية خلال الربع الأول من 2017.
وبحسب نتائج الشركات السعودية المعلنة خلال الربع الأول من هذا العام، تظهر نتائج الشركات السعودية أن 88 شركة مدرجة في تعاملات سوق الأسهم المحلية حققت نموا في أرباح الربع الأول من هذا العام، مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنصرم، وسط تراجع أرباح 79 شركة، مقابل خسارة 29 شركة.
وحققت الشركات السعودية المدرجة في تعاملات السوق المحلية خلال الربع الأول من هذا العام، أرباحا إجمالية يبلغ حجمها نحو 30.3 مليار ريال (8.08 مليار دولار)، وهو الأمر الذي يشير إلى أن ربحية الشركات السعودية خلال العام الحالي 2017 ستقفز فوق مستويات الـ100 مليار ريال (26.6 مليار دولار).
وتعتبر سوق الأسهم السعودية اليوم واحدة من أكثر أسواق المنطقة التي تشهد تطويرا على صعيد التشريعات المنظمة، حيث تركز هيئة السوق المالية في البلاد على زيادة معدلات الشفافية والإفصاح، بالإضافة إلى رفع مستوى الأمان في تعاملات السوق اليومية، من خلال حزمة من الإجراءات الصارمة التي يتم فرضها على المتلاعبين.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.