مع اقتراب المعركة من معاقل تنظيم داعش في الرقة، تعيش المدينة حالة من الإرباك في ضوء تضارب المعلومات حول مصير قياديي التنظيم من جهة وقصف التحالف المكثف الذي زادت وطأته في الساعات القليلة الماضية من جهة أخرى.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه جبهات ريف حلب الشرقي وخصوصاً أطراف مدينة مسكنة مواجهات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم داعش الذي بدأ يتراجع من آخر معاقله في المنطقة.
وفي ظل تضارب المعلومات التي انتشرت أمس حول بدء انسحاب مقاتلي التنظيم من الرقة، نفت مصادر عدة هذا الأمر، مؤكدة أن «داعش» لا يزال متحصناً في المدينة، كما يواجه المعارك بشراسة واستطاع نتيجتها إبعاد «قوات سوريا الديمقراطية» أكثر عن «سد البعث»، بعدما كانت حققت تقدماً باتجاهه قبل يومين، بحسب ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن.
ونفى عبد الرحمن «وجود أي اتفاق لغاية الآن بين (قسد) و(داعش) لخروج مقاتلي الأخير من الرقة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «على العكس من ذلك، التنظيم لا يزال متحصناً بشكل كبير في المدينة، كما حقّق مزيداً من التقدم في الريف الغربي»، وهو ما أشار إليه الناشط في «الرقة تذبج بصمت» أبو محمد الرقاوي قائلاً: «هناك كثير من المعلومات التي يتم تداولها في المدينة على وقع تكثيف القصف، وهي تزيد إرباك التنظيم والتوتّر والخوف في صفوف الأهالي، إنما لغاية الآن يمكن التأكيد أن التنظيم لا يزال موجوداً في المدينة، بل ويحارب بشراسة». من جهته، قال الناطق باسم «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي إبراهيم إبراهيم، لـ«الشرق الأوسط»: «التنظيم يواجه المعارك بشراسة في الرقة وهناك معلومات عن هروب بعض قيادييه من المدينة».
ويوم أمس، قال المرصد: «شنّ التحالف الدولي غارات مكثفة ليلاً على مدينة الرقة ترافقت مع قصف من قبل قوات عملية (غضب الفرات) مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في محيط مزرعة الأسدية على بعد نحو 3 كلم شمال مدينة الرقة».
ونفى المرصد، كما أبو محمد الرقاوي من حملة «الرقة تذبح بصمت»، «الأنباء التي تحدّثت عن خروج رتل من آليات التنظيم من مدينة الرقة وتوجهه نحو ريف حمص الشرقي»، وأكد أن الاستهداف الجوي الذي وقع صباح السبت استهدف آليات كانت متجهة من البادية السورية بريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي ومن أطراف القلمون الشرقي، نحو ريف الرقة الجنوبي.
وفي حين أشار المرصد إلى أنه لم يتم التأكد من هوية الطائرات إذا كانت روسية أم تابعة للنظام السوري، لفت إلى أن القصف أدى إلى مقتل عناصر من التنظيم كانوا ضمن الرتل، كما أفاد في الوقت عينه بمقتل 18 شخصاً على الأقل، لم يتم التأكد من هويتهم، جراء ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي على المنطقة الواقعة بين قرية رطلة ومنطقة الكسرات الواقعة جنوب مدينة الرقة، كما تسبب القصف بأضرار مادية ووقوع جرحى لا تزال إصابات بعضهم خطرة، مما يرشح عدد القتلى للارتفاع.
ويضيق الخناق الذي باتت تفرضه قوات «قسد» على مدينة الرقة، لا سيما بعد سيطرتها على مدينة الطبقة بريف المحافظة الغربي، وتوسعها باتجاه الشرق، إضافة للعمليات العسكرية المستمرة شمال مدينة الرقة وشرقها، تمهيداً لعملية عسكرية تستهدف المدينة باتت قريبة، بحسب عدة مصادر.
وفي ريف حلب الشرقي وصلت قوات النظام السوري والموالون لها إلى أطراف مدينة مسكنة (100 كيلومتر شرق حلب)، وهي أهم وآخر معاقل تنظيم داعش في المنطقة.
وقال مصدر في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية، إن «قوات النظام والميليشيات الموالية لها باتت على أبواب مدينة مسكنة بعد انسحاب عناصر التنظيم من عدد من القرى والبلدات غرب وجنوب مدينة مسكنة وسط قصف جوي عنيف من الطيران الروسي، تجاوز 120 غارة، على المدينة وريفها. ودمرت تلك الغارات جميع مساجد المدينة وعددها 17 مسجداً وسط نزوح كبير لسكان المدينة باتجاه الريف ومناطق سيطرة (داعش) شرق المدينة».
وأضاف المصدر أن الطائرات الروسية قصفت قرى السكرية والجعابات ومزرعة الرابعة والفرعية والبوعاجوز ومعمل السكر وبعض التلال القريبة في ريف مسكنة، آخر معاقل التنظيم في المنطقة.
وأكدت مصادر ميدانية لـ«شبكة الدرر الشامية» المعارضة، أن التنظيم بدأ بالانسحاب خلال اليومين الماضيين من كثير من القرى والبلدات في ريف حلب الشرقي بعد اشتداد القصف ودخول الطيران الروسي بشكل مُباشِر في العمليات الجوية، الأمر الذي أدى لسقوط أغلب خطوط الدفاع التي أنشأها التنظيم.
«داعش» يخوض اشتباكات شرسة في الرقة... ويتراجع شرق حلب
قصف مكثّف من التحالف على المدينة
«داعش» يخوض اشتباكات شرسة في الرقة... ويتراجع شرق حلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة