«هل أنتِ فلانة التي في الجواز؟»، هذا السؤال يطرحه موظفون في المطارات والمنافذ الحدودية على سعوديات أجرين عمليات تجميل، فتغيير شكل الأنف أو نفخ الوجه أو حقن الشفاه أو رفع الحاجب، جميعها تغييرات تُربك الجهات الرسمية في بعض الأحيان، وتثير الاشتباه بمسافرات في صحة هوياتهنَّ، وتجعل مهمة التحقق من هوية المسافر تستغرق مدة طويلة أحياناً، في ظل رواج ثقافة التجميل أخيراً بين بعض السعوديات.
إذ غيّرت ثقافة التجميل شكل بعض النساء بشكل كبير مما جعلهن مختلفات عن الصورة الموجودة في جواز السفر أو في بطاقة الهوية الوطنية، مما يجعل موظفين الجوازات يجدون صعوبة في التأكد من هوية بعض السيدات، وفي بعض الأحيان يشمل الأمر رجالاً كذلك، باتت تستهويهم عمليات التجميل، وعمليات التكميم لإنقاص الوزن، ونحوه.
وبسؤال المقدم طلال الشلهوب، المتحدث الرسمي للجوازات السعودية، عن ذلك، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن بيانات الجواز السعودي ترتبط ببيانات المواطنين لدى الأحوال المدنية، مشيراً إلى أنه عند الاختلاف البسيط بالصورة يتم اللجوء إلى الخصائص الحيوية (البصمة).
وأضاف أن الراغبين في السفر خارج البلاد قد يتعرضون لإشكالات نتيجة اختلاف الصورة، مما يتطلب تغيير جواز السفر، بحسب قوله.
إلى ذلك، أوضح محمد الجاسر المتحدث الرسمي للأحوال المدنية، لـ«الشرق الأوسط» أن الأمر يتطلب من العميل في هذه الحالات تقديم تقرير طبي موثّق ومصدّق إلى أي مكتب للأحوال المدنية كي يتم تغيير الصورة. وتابع: «الإجراءات سهلة ولا يوجد فيها أي تعقيدات، وفعلاً بعض الأشخاص تتغير ملامحهم بعد إجراء العمليات، فالأمر يحتاج فقط إلى تقرير طبي مصدق».
واطلعت «الشرق الأوسط» على تساؤلات عدة توجه إلى الجهات الرسمية عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً الجوازات السعودية، التي ترد على السائلين حول الآلية والإجراءات المطلوبة في حال تغيّر صورة الجواز، بالقول: «يجب تغيير الصورة في الأحوال المدنية ثم حجز موعد والمراجعة لإعادة إصدار الجواز».
وتتزايد وتيرة هذه المواقف تزامناً مع الإجازة الصيفية، التي تُعدّ موسم السفر والسياحة لدى السعوديين. يأتي ذلك في حين تحتل السعودية المرتبة الأولى عربيا في عدد عمليات التجميل، بحسب إحصائية سابقة للجمعية الدولية للجراحة التجميلية، مع ارتفاع إقبال السعوديين على عمليات التجميل، وتحديدا الشابات السعوديات بين سن 19 و30 عاماً.
وبحسب هذه الإحصائية فإن السعودية من ضمن أكثر 25 دولة في العالم تنتشر فيها عمليات التجميل، إضافة إلى الولايات المتحدة والهند والصين والبرازيل والمكسيك.
وبموجب الإحصائية التي أصدرتها الجمعية الدولية للجراحة التجميلية، فإن أكثر العمليات غير الجراحية رواجاً هي حقن الدهون في الوجه وإزالة الشعر بالليزر، أما بالنسبة للعمليات الجراحية فتعتبر عمليات تجميل الأنف وشد الوجه وشفط الدهون، أكثر العمليات الجراحية إقبالاً. ولم تغب عمليات إزالة الدهون ضمن قائمة العمليات التجميلية الرائجة عالميا، مع استفحال مشكلة البدانة ولجوء كثيرين إلى الحل الجراحي للتخلص منها.
عمليات التجميل تربك موظفي المطارات في السعودية
«الجوازات»: البصمة هي الفيصل... و«الأحوال»: تغيير صورة الهوية يتطلب تقريراً طبياً
عمليات التجميل تربك موظفي المطارات في السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة