«الطهاة المنزليون» يغزون الهند

من أشهر الشركات المبتكرة للفكرة «سايبر شيف» و«تايني أول هوم ميد»

من أطباق الطهاة المنزليين
من أطباق الطهاة المنزليين
TT

«الطهاة المنزليون» يغزون الهند

من أطباق الطهاة المنزليين
من أطباق الطهاة المنزليين

يشهد مجال الغذاء في الهند تحولا كبيرا مع زيادة الطلب على الطعام الصحي المطهي في المنزل. هذا التعطش إلى أصناف الطعام التقليدي، من دون التخلي عن الجودة والنظافة، أدّى إلى ظهور جنود جدد من متذوقي الطعام، وهم الطهاة الهواة ذوو الأرواح المتقدة.
يقدم الطهاة الهنود الذين يلبّون مجموعة متنوعة من احتياجات الغذاء، بينما يعملون في غرف تناول الطعام أو المطابخ، أطباقا مغذيًة كمطابخ غير معروفة. يختلف طهاة المنازل عن طهاة المطاعم في اختيارهم لمكان العمل، وتخصصهم في مطابخ محددة. ويمكنهم استضافة فعاليات في منازلهم، أو في مساحة اجتماعية، ويشاركون أيضا في فعاليات الطعام، بل وينظمون مهرجانات طعام متخصصة بالمطاعم. وساعدت منافذ توصيل الطعام عن طريق الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي في انتشار هذا المجال.
* مواقع على الإنترنت
تساعد مواقع مثل «هولاشيف»، أو «تايني أول هوم ميد»، أو «زوبر ميل» أو «سايبر شيف»، الطهاة المنزليين في الوصول إلى مزيد من العملاء؛ كذلك تساعدهم منصات مثل «يوميد» في بيع الأطعمة الطازجة.
لم يبد الطعام المطهو في المنزل قبل ذلك مشجعا كمشروع عمل، ولكن موقع «سايبر شيف»، ومؤسسته نيها بوري أدركا الحاجة إلى الأطباق المنزلية، حين قابلت بوري صدفة، محترفين وطلبة يشكون كثيرا من قلّة الخيارات في الطعام. وقد دفعها ذلك وفريقها إلى جمع الطهاة المنزليين لتقديم المذاق الذي يستمتعون به في المنزل.
تقول إنغالي، طاهية منزلية تبلغ من العمر 35 سنة، وتعمل مع «سايبر شيف»، إنّ الموقع ساعدها كثيرا في اكتشاف حبّها للطهي. وتوضح قائلة: «لقد تطوّرت مع (سايبر شيف)، وكانت الرحلة رائعة. لطالما كنت أحبّ الطهي، وقد جعلني هذا الموقع أكتشيف إمكانياتي، ويفخر أطفالي كثيرا بي وهم يخبرون أصدقاءهم أنّ والدتهم طاهية منزلية».
وتقول بوري، الرئيسة التنفيذية لشركة «سايبر شيف»، ومقرّها غورغاون: «نحن نساعد الطهاة المنزليين في التسويق والتعبئة، ونقدم لهم الدعم اللوجيستي ليتفرغوا لتحضير الطعام». أمّا شعار غالبية الطهاة فهو تقديم الطعام الذي يحمل مذاق وروح المنزل.
وتفيد ساوراب ساكسينا، رئيسة «هولاشيف» للطهاة المنزليين: «قد تكون الأطباق في المطاعم غنية، بيد أنّ أكثر الناس يفضلون الوجبات الخفيفة. لقد منعنا استخدام الألوان الصناعية، ولا يحتوي الطعام الذي نقدمه على مواد حافظة، ونستخدم أنواع الزيوت الصحّية والمكونات الطازجة. ومن العوامل المهمة التي ساعدت على انتشار هذا النوع من الطهي، هي محدودية أصناف الأطباق التي تقدمها المطاعم، في حين أنّنا نقدم أنواعا مختلفة منها من دون التقيد بمطبخ واحد».
ناينا سوري بدأت مشروع مطبخ ناينا بعد عقود من إمتاع أسرتها والأصدقاء بطهيها. وتقدم وجبة غداء من الكاري، والخضراوات والأرز وخبز الشباتي والسلاطة وغيرها، مقابل 150 روبية فقط. إنّها واحدة من أشهر الطهاة المنزليين بين المتزوجين الذين يعملون في غورغاون بضواحي دلهي. فيما تقول شارين بهاتي، أحد مؤسسي موقع «ذا هايف» للطعام: «يشعر الناس بالفضول لمعرفة مكونات الطبق أكثر من الاكتفاء بطلبه في المطعم. إنّهم يسافرون أكثر هذه الأيام مما يجعلهم منفتحين على تجربة كل شيء. لدى الطهاة المنزليين قصص ممتعة يمكن أن تُروى».
* مجهود وشغف
ليس الشغف وحجم العمل فقط ما يميز الطهاة المنزليين عن غيرهم، إنّما أيضا المجهود الذي يبذلونه من أجل تقديم طعام تقليدي. تحصل غيتيكا سايكيا، من مومباي والمتخصصة في المطبخ القبلي، على أكثر مكونات الطعام الذي تطهوه من الولايات السبع. وتدفع نحو 350 روبية للكيلو لتوريد مكونات مثل لحم الحمام، وأوراق الجوت، وديدان القز، ولحم البط الطازج، والأرز، وحتى بذور الخردل الأخضر، حيث يكون لها مذاق مختلف تماما عن أي مكان آخر. وتقول: «أبحث عن شخص كثير الحركة للحصول على المكونات الطازجة».
يشتري سانجاي رانيا، وهو واحد من مشاهير الطهاة، المكونات الطازجة لوجبة «وازوان» المكونة من عدة أطباق من المطبخ الكشميري، من إقليم كشمير. كذلك يشتري الزعفران والبهارات المتنوعة، وحتى السبانخ الكشميرية الشهيرة من كشمير. وقد بدأت قصته مع الطهي المنزلي حين دشّن موقع «ميلابيليتي» الذي استهدف تعريف الناس في مختلف أنحاء العالم بثقافة وموسيقى ومطبخ إقليم كشمير. وسرعان ما بدأ يتلقى الطلبات من العملاء. وقال: «لقد قبلت طلبا واحدا لإعداد طعام كشميري لمجموعة مكونة من 20 فردا، واعتقدت أنّ الأمر سيتوقف عند هذا الحد، لكنّني فوجئت بسيل من الطلبات بعد ذلك».
* رئيس نفسه
من المميزات الأخرى التي يتمتع بها الطهاة المنزليون أنّهم رؤساء أنفسهم. وتستطيع غيتيكا التي أصبحت أما العام الماضي، اختيار حجم العمل ومكانه ووقته بما يتناسب مع وضعها. وبالتالي تستطيع نيشا التي تعمل مع «ماسالابوكس» أن تخبز للعملاء حين يكون لديها وقت فراغ. ويمكن لنيشا المشاركة في معارض الطعام، واستعراض مهاراتها إذا ما أرادت ذلك.
* المطبخ المتخصص
بعيدا عن صفوف الانتظار الطويلة وحجز الطاولات، يقدم الطهاة المنزليين طعاما لذيذا معدّا في المنزل ومستهلما من الوصفات القديمة. لا تُعدّ هذه الوجبات بحب فحسب، بل أيضا بشغف لا ينفد تجاه الحفاظ على الوصفات القديمة، وإعادة إحيائها.
ولماما أكا نجمة أدبولار مطبخها الخاص الذي يتخصص في مذاقات الموبلا بولاية كيرلا. وهي أم لثلاثة أطفال. بدأت العمل طاهية من المنزل بعد طلبات كثيرة من زملاء ابنتها، وفي ذلك تقول: «لقد اعتدت تحضير الطعام لابنتي، وبدأ زملاؤها يطلبون مني أن أطهو لهم أيضاً». فوافقت، وبدأت بتحضير الأطباق في أوقات فراغها؛ لتتحوّل إلى طاهية منزلية.
وتقدم أنانيا بانيرجي أصنافا تقليدية من الطعام الإثيوبي من منزلها. ولا يخلو أي طبق من إينجيرا وهي كعكة خميرية أسفنجية، تقليدية مصنوعة من دقيق التف، وتعتبر الطبق الوطني في إثيوبيا وإريتريا. وتوضح أنانيا أنّ الإثيوبيين يحبون الانتقال إلى الطبق الرئيسي على الفور، لذا ابتكرت قليلا بتقديمها للحمص بنكهة صلصة البيري بيري الشهية مع المقرمشات المتنوعة والبقدونس والكريمة. كذلك تعدّ كانبيه الذرة الحلوة ومقبلات الدجاج اللذيذة في أكواب من الخبز المقدمة في إناء خزفي. وتوضح أنانيا قائلة: «يملّ الناس من تناول نوع الطعام نفسه، ومن أجواء المطاعم. إنهم يريدون تجربة مختلفة».
* طريق الاحتراف
اتخذ بعض هؤلاء الطهاة طريق الاحتراف. من أكبر الأسماء التي ظهرت كان اسم موناف كاباديا، الموظف السابق في «غوغل»، ووالدته نفيسه كاباديا، اللذين دشنا «مطبخ بوهري» في منزلهما. وتُعِد نفيسه كل يوم خميس البهارات الخاصة بفخذ الضأن التي تُنقع وتُطهى على نار هادئة على مدى اليومين المقبلين؛ وبحلول يوم السبت يكون الفخذ جاهزا للتقديم لـ15 ضيفا قدموا من أجل تناول الغداء في «مطبخ بوهري» في منزل آل كاباديا في حي كولابا الصغير في مومباي.
ويدفع الزوار نحو 30 دولارا مقابل الاستمتاع بوجبة أصلية تشمل أصنافا مثل سمبوسك «كيما» الضأن، وهي معجنات مقلية محشوة بلحم الضأن المفري المدخن، والبصل الأخضر، والكزبرة، وتُقدّم بالليمون، وصلصة تشاتني النعنع، أو روشت الدجاج، وهو طبق من الدجاج المطهي مع البصل المقلي، ومرقة اللحم باللبن الرائب، ويقدم مع البيض المسلوق والبطاطا المقلية. كل هذه الأطباق من إعداد نفيسة.
تقول نفيسة: «يصرّ موناف على عدم التوسع بشكل كبير». لذا تُجري الأسرة فحصا لخلفية الأفراد الذين يأتون إلى المنزل، وكذلك تجري حوارا موجزا معهم على الإنترنت قبل حجز مقعدهم. فيما يضيف موناف: «لا يمكنك حجز مكان في مطبخنا، بل عليك التقدم بطلب إلينا للحصول عليه».
تخلّت غيتيكا سايكيا عن عملها في مجال التسويق، بعد 13 سنة، لتدير عملها الخاص الذي أطلقت عليه اسم «غيتيكاز باكغور» حيث تُعد طعاما قبليا سامياً، وتقدمه إلى من تصفهم بـ«محبي الطعام المتطورين».
إن هذا الزمن هو الزمن المناسب لتكون طاهيا منزلياً؛ وهو كذلك أنسب وقت للعملاء الذين أصبح متاحا لهم فرصة الاستمتاع بأطباق ساخنة صحية ولذيذة من دون الحاجة إلى دخول المطبخ.



أفكار لتحضير صلصات «الغمس» رفيقة موائد العيد

يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)
يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)
TT

أفكار لتحضير صلصات «الغمس» رفيقة موائد العيد

يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)
يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)

يختصرها متذوقوها بكلمة «Dip» وتعني صلصة الغمس أو «التغميس». تحضر في الجلسات الدافئة بين الأصدقاء. كما ترافق المناسبات والسهرات والأعياد. تعتمدها المطاعم كما ربّات المنازل في دعوات على الغداء والعشاء. بوصفها مصممة لإضافة نكهة وملمس للأطعمة التي تؤكل باليد ومع المقبلات والأطباق الرئيسية. وعادة ما يدخل في تحضيرها الجبن والخردل والعسل. وكذلك يمكن إعدادها مع الـ«أفوكادو» والثوم والأعشاب والبهارات.

لا يستغرق إعدادها وقتاً طويلاً، إذ يكفي وضع ثلاثة مكونات أو أكثر لولادة صلصة جديدة. ويميل جيل الشباب خصوصاً إلى تناولها مع رقائق البطاطس (شيبس) خلال جلساتهم. وتتباهى ربات المنازل بابتكار نكهات غريبة وجديدة. فهي تضفي على الموائد متعة الاستكشاف والتذوق. وبين الحلو والمالح، والساخن والبارد، تبقى «صلصة الغمس» الرفيق الأمثل لأطباق الدجاج والسمك واللحم.

صلصة يدخل فيها جبن الريكوتا (إنستغرام)

لائحة صلصلة الغمس متنوعة

طويلة هي لائحة صلصات الغمس المشهورة حول العالم. ومن أشهرها تلك المحضّرة من الكاتشاب والمايونيز، إضافة إلى صلصة الباربكيو التي ترافق أطباق اللحم، وصلصة مارينارا المصنوعة من البندورة والتي تُقدّم عادةً مع البيتزا. وتندرج على هذه اللائحة صلصات معروفة في الشرق الأوسط، يتقدّمها الحمص بالطحينة والبابا غنوج؛ وهما نوعان من الأطباق المحضّرة من الحمص المسلوق والمطحون، والباذنجان المشوي المهروس، مع صلصة الطحينة بالليمون الحامض. وإليكم 6 أنواع من صلصات الغمس وكيفية تحضيرها.

- صلصة الـ«جواكامولي» بالأفوكادو

لتحضير هذه الصلصة اللذيذة يلزمنا حبتا أفوكادو وملعقة كبيرة من البصل المفروم. وحبة بندورة متوسطة الحجم مقطّعة بأحجام صغيرة. وملح وليمون حامض وكزبرة طازجة مفرومة حسب الرغبة.

يتم مزج كل هذه المكونات مع بعضها لتؤلف صلصة شهية. ويمكن تناولها مع رقائق البطاطس المكسيكية (ناتشوز) والتورتيلا شيبس ومع عيدان جبن الموزاريلا المقلية.

صلصة «الشيدر» الشهية

لتحضير هذه الصلصة التي يحلو تناولها مع الناتشوز والبطاطا «الودجز» والبرجر، يلزمنا: كوب حليب وكوب جبنة شيدر مبروشة وملعقة زبدة ومثلها طحين ورشّة بابريكا. يتم دمج الزبدة مع الطحين على النار ويضاف إليهما الحليب تدريجياً حتى يأخذ سماكة متوسطة، ومن ثم يضاف إلى المزيج كمية جبن الشيدر حتى يذوب وتقدم هذه الصلصة ساخنة.

صلصة «الرانش» مع النقانق

يحلو تناول هذه الصلصة مع الخضار الطازج المقطع (جزر وخيار وكوسى). وكذلك مع البطاطا المقلية والنقانق. وتتألف من نصف كوب من اللبنة ومثله من المايونيز، وتضاف إليهما ملعقتا بصل وثوم بودرة وملعقة أعشاب مجففة (بقدونس أو شبت)، مع ملح وليمون حامض حسب الرغبة. ويتم خلط كل هذه المكونات وتقدم باردة.

صلصة رانش اللذيذة (إنستغرام)

صلصة «بابا غنوج» اللبنانية

تعدّ من الصلصات اللبنانية المشهورة في العالم. ويلزم لتحضيرها حبتا باذنجان من الحجم المتوسط والمشوي. وثلاث ملاعق كبيرة من الطحينة ومثلها من اللبنة (حسب الرغبة) ليصبح قوامها ممتازاً. ويتم هرس فصي ثوم مع عصير حبة ليمون حامض، ويضاف إليهما الملح والبهار الحلو حسب الرغبة.

يتم هرس الباذنجان المشوي بالشوكة، ويضاف إليه الثوم والطحينة وعصير الحامض والملح. يخلط المزيج جيداً ويتم تزيينه برشة بقدونس مفروم وبعض حبات الرمان الحامض الطعم. وقبل تقديمه على المائدة يضاف إلى سطح الخليط كمية زيت الزيتون بمقدار ملعقة كبيرة.

صلصة الـ«تزاتزيكي» اليونانية المنعشة

تقدّم هذه الصلصة مع أطباق اللحوم المشوية على أنواعها. فمكوناتها المنعشة يصلح تناولها مع الكباب والدجاج المشوي كما مع السمك وقطع لحم الضأن أو البقر المشوية.

ولتحضير هذه الصلصة يلزمنا كوب لبن يوناني وخيارة كبيرة مبروشة وفصا ثوم مهروسان. وكذلك ملعقة صغيرة شبت مفروم وملعقتان من الليمون الحامض ورشة ملح.

يتم برش الخيار ناعماً ويوضع في مصفاة كي يجف من مياهه الزائدة. ومن ثم نضع في وعاء الخيار المبشور واللبن والحامض والثوم والشبت والملح وملعقة كبيرة من زيت الزيتون. يتم خلطها جيداً وتقدم الصلصة باردة.

صلصة جبن الـ«ريكوتا» مع الأعشاب

تعدّ هذه الوصفة لذيذة وسريعة في آن. وتتألف من قطعة الجبن الفرنسي «بورسان» مع الأعشاب والثوم. ويضاف إليها قطعة بوزن 10 غرامات من جبن الريكوتا الإيطالي. يخفق المكونان معاً ويضاف إليهما الثوم المهروس وعصير حبة واحدة من الليمون الحامض. تخلط المكونات جيداً وتقدم على المائدة بعد إضافة رشة أعشاب حسب الرغبة وملعقة عسل على سطح المزيج. يمكن تناول هذه الصلصة مع رقائق البطاطا المقلية، وكذلك مع الخبز المقرمش والخضار المشوي.


الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
TT

الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)

خلال الأعياد، تصبح الشوكولاته أكثر من مجرد متعة؛ فهي ترمز إلى المشاركة والترابط. تتجسد التقاليد التي تربط الأعياد والمناسبات بالشوكولاته، في وصفات متوارثة عبر الأجيال. كما موس الشوكولاته، والـ«فوندو» والـ«Marron glace» فإن أصنافها تثري كل مائدة بنكهات عريقة ومبتكرة. كل لقمة هي احتفال وجرعة فرح. وكل مربع مشترك هو لفتة صداقة ومحبة. ويحلو في العادات الاحتفالية إحاطتها بهذه الحلوى اللذيذة.

الشوكولاته: الهدية التي لا تخيّب الظن

عندما يودّ أحدهم اختصار الوقت في البحث عن هدية مناسبة، يلجأ فوراً إلى الشوكولاته، نكهاتها اللامتناهية تخلق باقة واسعة من الخيارات، فترضي جميع الأذواق، على اختلاف الأعمار. يجد فيها العاشق ترجمة لمشاعره، ويقدّمها الصديق تعبيراً عن حلاوة العلاقة، فيما يتبادلها أفراد العائلة لزيادة جرعة الفرح فيما بينهم.

محلات الشوكولاته... منافسة على الذوق والعرض

جولة سريعة في بيروت أو خارجها كفيلة بإظهار العدد المتزايد من محلات الشوكولاته التي افتُتحت حديثاً. البعض يعدّها تجارة مربحة، فيما يراها آخرون مساحة فنية يحققون من خلالها شغفهم. مع اقتراب عيدَي الميلاد ورأس السنة، تتنافس هذه المحلات على اجتذاب الزبائن عبر أساليب عرض مبتكرة، وأطعمة جديدة يستحدثونها كل موسم.

الـ«تيراميسو»... أحدث ابتكارات عالم الشوكولاته

لجأت محلات عدة بمناسبة الأعياد إلى إدخال نكهة الـ«تيراميسو» على قطع الشوكولاته، فمنحتها طابعاً يجمع بين النعومة الإيطالية والغنى الذي يميّز الشوكولاته اللبنانية. وتتنوع هذه الابتكارات بين حشوات كريمة خفيفة وأخرى أكثر كثافة، تُغلَّف بطبقات رقيقة من الشوكولاته الداكنة أو بالحليب، لتقدّم مذاقاً مختلفاً يستهوي محبّي التجديد. هكذا تتحوّل الـ«تيراميسو» إلى نكهة موسمية رائجة، فتزيّن صناديق الهدايا وتستقطب الفضوليين لتجربتها.

تحافظ زينة الشوكولاته التقليدية على مكانتها في عيد الميلاد (الشرق الأوسط)

الموسيقى والشوكولاته... تناغمٌ بنكهة لبنانية

مؤخراً، افتتح «دار شوكولاته أوسكا» في منطقة السهيلة الجبلية، حيث استحدثت سوزي عطية وابنتها ماريلين فكرة تقوم على الجمع بين عالمَي الشوكولاته والموسيقى. فمن يدخل هذا المكان يستمتع أولاً بتذوّق أصناف الشوكولاته، ويمكنه في الوقت نفسه اصطحاب أولاده إلى الأكاديمية الموسيقية الموجودة في الدار. وهكذا، وفي أجواء تجمع بين حلاوة الشوكولاته ومتعة الإيقاع، يعيش الزائر لحظات لا تُنسى.

وتقول سوزي لـ«الشرق الأوسط» إن ما يبحث عنه الزبون في عالم الشوكولاته هو التجدد الدائم، مضيفة: «نحاول، ابنتي وأنا، من خلال مشروعنا هذا تحقيق المختلف. فمن يدخل دارنا تغمره مشاعر الاحتفاء بالحياة على طريقتنا». وتتابع: «أحاول جذب الزبون من خلال نكهات أبتكرها بنفسي. وقد لاحظتُ مؤخراً تقدّم نكهة الـ(تيراميسو) عالمياً في صناعة الشوكولاته. وهي نكهة تنسحب أيضاً على كعكة الميلاد الشهيرة بوش دو نويل. ومن جهتي، أدرجتُ هذا الطعم على لائحة الأصناف التي أقدّمها».

لكن سوزي لم تكتفِ بمجاراة «تريند» الـ«تيراميسو» ذي النكهة الإيطالية الغنية بالقهوة، بل استعدّت لموسم الأعياد بمجموعة أخرى تستند إلى مكوّنات لبنانية. فأدخلت نكهة الزعتر البري، وأغرقت قطعاً صغيرة من البقلاوة والمعمول بالشوكولاته. وأضافت مربّى التين وحبوب الكرز المجفّف، إلى جانب التمر وحلوى الكنافة بالجبن التي غلّفتها بالشوكولاته السوداء.

وتعلّق: «ما يميّز صناعة الشوكولاته في لبنان هو هذا المزج بين النكهة المحلية والشوكولاته العالمية».

وتتدخّل ابنتها ماريلين قائلة: «أطلقنا أيضاً قسماً خاصاً بالشوكولاته الصحية؛ فلا نستخدم السكر المصنّع، بل نعتمد مكوّنات طبيعية كالعسل، أو تلك المناسبة لمرضى السكري».

«المارون غلاسي» ضيافة العيد الأغلى سعراً في لبنان (الشرق الأوسط)

تغليفة الشوكولاته... وألوان الموسم

تركّز معظم محلات الشوكولاته كما كل عام على التغليفات الورقية التي تعكس أجواء الأعياد. ويوضح ناجي، من مديري أهم محلات الشوكولاته في لبنان، لـ«الشرق الأوسط»: «كل عام يحمل معه تشكيلة جديدة من أوراق التغليف. وهذه السنة تتصدّر ألوان الأحمر، والزهري، والأزرق، والأبيض. أحياناً نقدّم مزيجاً من لونين، وأحياناً نكتفي بلون واحد. وغالبية هذه الألوان تبعث البهجة في النفوس وتمنح متذوّقها شعور الاحتفال من خلال الطعم والشكل الخارجي».

وفي المقابل، تمسّكت محلات أخرى بالألوان التقليدية لتغليف منتجاتها، فبرز الفضي والذهبي والأحمر في المقدمة، إلى جانب تغليفات أخرى من اللون البني المحروق، أضيفت إليها حبيبات البندق واللوز المغموسة بالشوكولاته لتزيينها.

الـ«مارون غلاسي» والـ«تروفل» الأشهر والأقدم

يعدّ الـ«مارون غلاسي» والـ«تروفل» بالشوكولاته من الكلاسيكيات التي لا غنى عنها في موسم الميلاد. فالأول هو كستناء مُحلّى بالقطر، طريّ المذاق وغنيّ بالطاقة. أما الثاني فهو غاناش شوكولاته فاخرة بقشرة خارجية مقرمشة وقلب يذوب نعومة، وغالباً ما يُغلَّف بمسحوق الكاكاو.

ويحمل هذان الصنفان رمزية خاصة في الأعياد، فيجمعان بين تباين القوام وغنى النكهات، ما يجعلهما خياراً مثالياً لصناديق الهدايا في نهاية العام. كما يعدّان من أصناف الحلو الباهظة الثمن نسبة إلى غيرهما من أنواع الشوكولاته.


«اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ» في الرياض... الاحتفاء بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
TT

«اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ» في الرياض... الاحتفاء بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)

يحتفي ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ، الذي احتضنه مدينة الرياض، بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ موروثاً ﺛﻘﺎﻓﻴاً ﻣﺘﻨﻮﻋاً ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ السعودية اﻟـ13، وبتجارب رواد ورائدات أعمال سعوديين، حوّلوا قصصهم الخاصة إلى مشاريع ناجحة وفريدة في حكاياتها ومنتجاتها.

احتضنت جامعة الملك سعود النسخة الخامسة من مهرجان الوليمة للطعام السعودي، الذي هو من تنظيم هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة، ويهدف إلى إبراز تنوع المائدة السعودية، حيث ضمّت فعاليات المهرجان 13 قسماً رئيسياً للأطباق المحلية، بمشاركة أكثر من 200 جهة دولية، وجاءت دولة تايلاند ضيفاً رئيسياً، ضمن جناح مخصص يعكس هوية وثقافة المطبخ التايلاندي التقليدي.

تحتضن جامعة الملك سعود النسخة الخامسة من مهرجان الوليمة للطعام السعودي (هيئة فنون الطهي)

من مزرعة عائلية إلى مصنع يصدّر العطور

وضمن المهرجان، استعرض مشروع «بيت الورد الطائفي» حكاية سعودية، امتدت من أرض زراعية محدودة إلى مشروع صناعي متكامل، ينتج أحد أغلى الزيوت العطرية في العالم، حيث يصل سعر لتر دهن الورد الطائفي إلى 120 ألف ريال.

بدأت الحكاية عند سفوح مدينة الطائف، حيث نشأ نايف الخالدي وأسرته في مزرعة عريقة اشتهرت بزراعة الورد الطائفي، وتحدث الخالدي لصحيفة «الشرق الأوسط» عن ملامح رحلة نجاح «بيت الورد الطائفي»، وقال: «كنا نملك مزرعة تقليدية في الطائف، نهتم بزراعة الورد الطائفي، ومنذ ولادتي وأنا أرى والدي يزرع الورد ويعتني به»، ويمثل ذلك للخالدي هويته وإرثه العائلي؛ إذ تربت الأسرة على هذه الأرض منذ الصغر، واصفاً المشروع بأنه «مسؤولية تجاه إرث عائلي، وليس مجرد تجارة»، مستحضراً جانباً من بداياته: «وُلدت في المزرعة وفي ظروف بسيطة، حيث كانت الأسرة تقضي معظم وقتها في العمل بالأرض».

«بيت الورد الطائفي» حكاية سعودية امتدت من أرض زراعية محدودة إلى مشروع صناعي متكامل (الشرق الأوسط)

وأضاف الخالدي: «مع مرور الوقت طوّرنا آليات العمل في المزرعة، وتوسع نشاطنا لنؤسس مصنع التقطير لاستخراج الزيوت العطرية والمياه المركزة المخصصة لمستحضرات التجميل، وذلك عام 2018. ثم انتقلنا إلى استخراج زيت بذور التين الشوكي، إلى أن أصبح لدينا مصنع لمستحضرات التجميل ومصنع للعطور داخل المزرعة نفسها».

وأكد الخالدي أن الجهات الحكومية قدّمت دعماً كبيراً، أسهم في انتقال المشروع من مزرعة إلى مصنع متكامل، موضحاً: «وزارة الصناعة وقفت معنا وقدمت تسهيلات مهمة، إلى جانب الدعم المقدم من هيئة الدواء والغذاء بمعايير صارمة، ويمثل وجود مختبرات معتمدة داخل المزرعة مصدر ثقة وفخر لنا».

ويمتد عمر المزرعة لأكثر من 50 عاماً، بينما تمتد خبرة العائلة في زراعة الورد الطائفي لأكثر من 100 عام، ويعدّ تأسيس المصنع عام 2018 استثماراً للتسهيلات الحكومية وبداية مرحلة جديدة من التصنيع الاحترافي.

وأشار الخالدي إلى أن نقطة التحول بدأت مع «رؤية السعودية 2030»، حيث كانت المصانع تتركز في المدن، لكن المزرعة حصلت على تصريح خاص لتصبح أول مصنع في الطائف يحصل على اعتماد إنتاج مستحضرات التجميل، تحت إشراف وزارة الصناعة وهيئة الدواء والغذاء، داخل الأرض نفسها.

وأضاف: «وصلنا اليوم إلى مرحلة التصدير لدول الخليج، وسنبدأ التوجه نحو أوروبا الشرقية وآسيا والولايات المتحدة، فهناك اهتمام لافت بالعطر السعودي، وتركيزنا الأول حالياً على الأسواق الخليجية، إلى جانب سعينا نحو المشاركة في (إكسبو 2030)».

مهرجان الوليمة للطعام السعودي منصة تجمع بين التراث والابتكار في المطبخ المحلي (هيئة فنون الطهي)

من طلب مريض السكري إلى مصنع شوكولاتة

قصة أخرى تبرز وسط أجنحة «مهرجان الوليمة» للطعام السعودي؛ إذ لفتت فاطمة السالم، صانعة الشوكولاتة وخريجة حاضنة «كون» لفنون الطهي والأكاديمية العالمية لفنون الطهي، الأنظار بعلامتها «سمراء شوكولاتة» ومشروعها الذي بدأ من مطبخ المنزل، قبل أن يتحول إلى مصنع متكامل، مخصص لإنتاج شوكولاتة صحية مصنوعة من الصفر، وجاءت البداية حين طلب أحد أفراد عائلتها، الذي يعاني من السكري، شوكولاتة مناسبة لحالته الصحية، في وقت تمتلئ فيه السوق بمنتجات عالية بالسكر المكرر والمواد الحافظة.

ووجّهت فاطمة السالم تساؤلاتها في التعلم والتجربة، مشيرةً إلى أن تحول المادة السائلة إلى شوكولاتة صلبة أثار فضولها، وفي ذلك الوقت صنعت أول وصفة مخصصة لمرضى السكري، واصفةً بأنها «فرحة لا تقدر... وزادت ثقتي بنفسي وبقدراتي»، وبدأت صناعة الشوكولاتة من بداية حبوب ثمرة الكاكاو باستخدام بدائل صحية مثل سكر التمر، وموضحةً صعوبة البدايات ومراحل التعلم حتى طوّرت عملها من آلة إذابة بسيطة إلى معدات طحن وتعديل حرارة الشوكولاتة متخصصة داخل طابق كامل في منزلها، لتؤسس مصنعاً صغيراً يلبي الطلب المتزايد.

«سمراء شوكولاتة» مشروع بدأ من مطبخ المنزل قبل أن يتحول إلى مصنع متكامل لإنتاج شوكولاتة صحية (الشرق الأوسط)

وكشفت السالم، خلال حديثها لصحيفة «الشرق الأوسط»، عن أن «الإقبال نحو الشوكولاتة الصحية جعلني أدرك تجاوز مرحلة التجربة ليكون نشاطاً تجارياً حقيقياً، حيث شريحة واسعة من مرضى السكري والمهتمين بالخيارات الصحية ظلوا يشكلون جزءاً كبيراً من عملائي».

ونتيجةً للوعي المتنامي، صارت المنتجات الصحية عاملاً مهماً في توسع المشروع، وخاصةً بعد مشاركتها في نسخة سابقة من مهرجان الوليمة.

وأضافت: «أهدف إلى رفع الوعي والذائقة بالشوكولاتة الحرفية، من المهم أن يتعرف المستهلك على الشوكولاتة الحقيقية المصنوعة من الصفر، حيث سعيتُ لإنتاجها بنكهات سعودية لاقت إعجاب الزوار، مثل الورد الطائفي مع جناش الفانيليا، ونكهة الكليجة المميزة».

ويعدّ مهرجان الوليمة للطعام السعودي منصة تجمع بين التراث والابتكار في المطبخ المحلي، يمنح رواده تجربة متنوعة تشمل الأطعمة التقليدية، والأسواق التراثية، والحرف اليدوية، والعروض الموسيقية والفلكلورية، ومتحف العسل، ويسهم في تمكين الهوية الوطنية وإبراز الموروث الغذائي السعودي، كما يعزز التبادل الثقافي مع ضيوف الدول المختلفة، ويُعرّف بالمطبخ السعودي على الخريطة الدولية، من خلال إقامة ورش تعليمية وتفاعلية لجميع الفئات العمرية.