رئيس الحكومة الإسرائيلية يتجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية

رئيس الحكومة الإسرائيلية يتجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية
TT

رئيس الحكومة الإسرائيلية يتجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية

رئيس الحكومة الإسرائيلية يتجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية

يتجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، في محاولة لدعم أي عملية سياسية يتوقع أن يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المستقبل القريب.
وكشفت مصادر إسرائيلية عن جهود واتصالات تجري حاليا لتشكيل حكومة «وحدة وطنية» في إسرائيل، تجمع الأحزاب السياسية كافة، وجاء هذا الكشف بعد لقاء غير معلن بين المبعوث الأميركي الخاص جيسون غرينبلات ونتنياهو منذ ثلاثة أيام في القدس.
وقال مسؤول في حزب الليكود الحاكم الذي يرأسه رئيس الحكومة: «إن نتنياهو وقيادة الحزب مستعدة لاستئناف المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي».
وبحسب هذا المسؤول، فإن التشكيل الذي يتطلع إليه الليكود يجب أن يضم حزب العمل بقيادة يتسحاق هيرتسوغ، خشية من قرار محتمل من حزب البيت اليهودي، بزعامة اليميني المتطرف نفتالي بينيت، بالانسحاب من الحكومة بعد الدخول في جهود العملية السياسية التي ينوي ترمب إطلاقها.
وقال مسؤول آخر في الحزب لصحيفة إسرائيل اليوم «إن فوز هيرتسوغ بالانتخابات الداخلية لحزب العمل بداية شهر يوليو (تموز) المقبل، يشجع باتجاه تشكيل هذا الائتلاف، وبخاصة مع قرب استئناف العملية السياسية في المنطقة»، مشيرا إلى أن انتخاب شخصية أخرى لقيادة حزب العمل كانت ستعقّد إمكانية التوصل لاتفاق بين الليكود والعمل، لكن لن يتسبب ذلك في وقف إمكانية استئناف المفاوضات بينهما، حسب تعبيره.
وكما يبدو، فإن نتنياهو يريد حماية نفسه وحكومته إذا ما قرر الدخول في عملية سياسية هذه المرة، وبخاصة أنه يدرك أن بعض حلفائه الحاليين المتشددين قد ينسحبون من الحكومة في محاولة لإسقاطه.
وقال مسؤول في الليكود: إن «المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين ستكون أكثر جدية في ظل رغبة أميركية واضحة لإحداث اختراق سياسي بالمنطقة. ولذلك؛ فإن نتنياهو يحتاج إلى دعم الأحزاب السياسية له، وسيعمل على إشراكها في هذه العملية من أجل توفير حصانة له داخل الكنيست بما يسمح له باتخاذ خطوات مهمة».
وبحسب المسؤول ذاته، فإن تسيبي ليفني، زعيمة حزب كاديما وشريكة هيرتسوغ في المعارضة الإسرائيلية، لديها أيضا استعداد مثل هيرتسوغ للانضمام للحكومة في حال قرر نتنياهو الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين.
وكانت القناة العبرية الثانية قد كشفت عن مفاوضات جرت سراً بين نتنياهو وهيرتسوغ لبحث انضمامه إلى الحكومة، كما كشف عن تجدد تلك اللقاءات، إلا أنها لم تفلح في التوصل إلى أي اتفاق فعلي بعد تعثرها في بعض القضايا المصيرية بشأن تشكيل أي حكومة. كما كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية في مارس (آذار) من العام الحالي عن أن نتنياهو عرض على هيرتسوغ تشكيل «حكومة وحدة والدخول في مبادرة سلام إقليمية».
وقالت الصحيفة حينها إن نتنياهو قدم مبادرته كاملة إلى هيرتسوغ، أبدى فيها استعدادا لحل مع الفلسطينيين على أساس الدولتين، والحد من البناء في المستوطنات دون الإعلان عن ذلك وعقد قمة إقليمية في مصر. وبينت الصحيفة آنذاك أنه جرى اتفاق مبدئي بين نتنياهو وهيرتسوغ لإعلان المبادرة بصفتها بيانا مشتركا بينهما، والبدء في تشكيل حكومة، إلا أن الأول تراجع بشكل تدريجي عما طرحه بسبب الأزمة المتعلقة بعملية إخلاء مستوطنة عامونا، وما رافقها من خلافات مع أحزاب في الائتلاف الحكومي الحالي. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو حاول استغلال تلك المبادرة لصد محاولات وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري عقد قمة دولية بشأن المفاوضات مع الفلسطينيين، وقالت: إن جهات عربية ودولية كانت مشاركة في إعداد تلك المبادرة وتضغط تجاه تنفيذها.
ولا يخفي هيرتسوغ رغبته واستعداده للمشاركة في ائتلاف حكومي مع نتنياهو، مشددا على ضرورة أن يكون في نطاق استعداد الأخير للدخول بعملية سياسية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.