تعثر محاولة توحيد جزيرة قبرص

مبعوث الأمم المتحدة إسبن بارث (أ.ب)
مبعوث الأمم المتحدة إسبن بارث (أ.ب)
TT

تعثر محاولة توحيد جزيرة قبرص

مبعوث الأمم المتحدة إسبن بارث (أ.ب)
مبعوث الأمم المتحدة إسبن بارث (أ.ب)

قال مبعوث الأمم المتحدة لجزيرة قبرص المقسمة إسبن بارث إيد، اليوم (الجمعة)، إنه أنهى محاولة دبلوماسية لاستئناف محادثات السلام في جنيف لأن طرفي الصراع لم يتوصَّلا لاتفاق بشأن الشروط.
وينهي تصريح إيد فعليّاً عملية مستمرة منذ عامين، كان يحاول خلالها دفع القبارصة اليونانيين والأتراك لمحادثات سلام في جنيف، لكن الجانبين اختلفا على شروط المفاوضات.
وقال إيد في بيان أصدرته بعثة الأمم المتحدة في قبرص: «للأسف، رغم الجهود الجادة للتغلب على الخلافات فيما يتعلق بشروط الاجتماع في جنيف لم يتمكن القادة من إيجاد أرضية مشتركة». وأضاف: «دون أفق لأرضية مشتركة لا يوجد أساس لاستمرار هذه الدبلوماسية المكوكية».
وانقسمت الجزيرة بعد غزو تركي في عام 1974 للقسم الشمالي من الجزيرة، الذي يقطنه أغلبية تركية، ردّاً على انقلاب لم يَدُم طويلاً بإيعاز من اليونانيين، هدف إلى إلحاق الجزيرة باليونان، خصوصاً أن الأغلبية في الجزيرة هي لصالح العرقية اليونانية.
ولم تسفر الجهود السابقة بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين عن أي نتيجة ملموسة لإنهاء تقسيم الجزيرة بسبب خلافات متعلقة بالأراضي والأمن، لكن البعض عَلَّق آمالاً على هذه الجهود الجديدة، خصوصاً أن رئيس الشطر الجنوبي من الجزيرة نيكوس أناستاسياديس يربطه علاقة شخصية قوية برئيس الشطر الشمالي مصطفى اكينجي.
وعلى الرغم من هذه العلاقة، فإن اكينجي عَلَّق في فبراير (شباط) الماضي مشاركته في المباحثات للاحتجاج على تبني برلمان القبارصة اليونانيين قانوناً مثيراً للجدل نص على أن تتولى المدارس إحياء استفتاء نظم في 1950 يدعم ضم قبرص إلى اليونان.
إلى ذلك، تبين من المحاولة الأخيرة أن هناك ملفات عديدة وقضايا جوهرية لا تزال عالقة بين الجانبين، أبرزها تقاسم الطاقة وتعديل حدود المناطق والترتيبات الأمنية وحقوق الأملاك، إضافة إلى ملف التنقيب عن النفط والغاز الذي تريد قبرص الشمالية أن يتوقف حتى تصل المفاوضات إلى نتيجة.
وتأتي هذه الجولة بعد أكثر من عقد على استفتاء حول خطة سلام أولية قدمتها الأمم المتحدة في عام 2004، أيدها قبارصة الشمال ورفضها قبارصة الجنوب، قبل أن تنضم الجمهورية القبرصية إلى الاتحاد الأوروبي كدولة مقسمة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».