البرلمان الياباني يقر قانون «تجريم التآمر» المثير للجدل

الأمم المتحدة تحذر من الأثر السلبي للقانون على الحريات الشخصية

البرلمان الياباني يقر قانون «تجريم التآمر» المثير للجدل
TT

البرلمان الياباني يقر قانون «تجريم التآمر» المثير للجدل

البرلمان الياباني يقر قانون «تجريم التآمر» المثير للجدل

أقر مجلس النواب الياباني قانون «تجريم التآمر» المثير للجدل، الذي تقول الحكومة اليابانية إنه يهدف لحماية البلاد من الإرهاب والتصدي على وجه الخصوص لاحتمال وقوع هجمات إرهابية خلال الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها طوكيو عام 2020.
القانون تعرض لانتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان والنقابات وغيرها من المنظمات الأهلية والشخصيات الأكاديمية بسبب الغموض الذي يعتري تفاصيله مما قد يسمح بالتنصت على مواطنين أبرياء أو محاكمتهم بصورة غير عادلة وغير ذلك من الخروق المحتملة للحقوق المكفولة دستورياً، وذلك بحسب المعارضين. ولكن الائتلاف الحاكم الذي يضم الحزب الليبرالي الحر، وشريكه حزب كوميتو ذو الجذور البوذية استفاد من سيطرته على أغلبية في مجلس النواب لإقرار القانون بالتعاون أيضاً مع حزب إصلاح اليابان اليميني.
وكانت المعارضة الشرسة للقانون من قبل أحزاب المعارضة قد أدَّت لتأجيل محاولة إقراره بمسودات سابقة لثلاث مرات خلال السنوات الماضية، وفي المداولات الحالية عبر عدد من نواب أحزاب المعارضة عن رفض الإطار الزمني المحدد بثلاثين ساعة، الذي فرضه الائتلاف الحاكم لمناقشة مشروع القانون أمام لجنة الشؤون القانونية في مجلس النواب، وهي فترة وُصِفَت بغير الكافية لمناقشة 277 نوعاً من الجرائم التي يصل القانون الوليد بينها وبين الإرهاب والجريمة المنظمة، علماً بأن عدد الجرائم المدرجة في مسودات سابقة كان قد تجاوز الستمائة. واتصفت المداولات البرلمانية ببعض الطرافة حيث توجهت النائبة شيوري ياماو من الحزب الديمقراطي الياباني المعارض بالسؤال إلى وزير العدل كاتسوتوشي كانيدا عن سبب إدراج نشاطات كجمع الفطور في الغابات التي تقع تحت حماية الدولة ضمن الأنشطة التي قد تؤدي لاعتقال ممارسيها، فأجاب الوزير بأن جمع الفطور وبيعها قد يكون جزءاً من نشاطات هادفة لتمويل المنظمات الإرهابية، مما أثار ردود فعل متباينة بين مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي، اتسم بعضها بالسخرية، والبعض الآخر بالتخوُّف من اعتباطية محتملة في بنود القانون. كما شجب البعض الآخر ما وصفه بمحاولة المعارضة تسفيه القانون الجديد رغم أهميته لحماية اليابان.
وفي سياق تبرير الحاجة للقانون الحالي، أشارت الحكومة اليابانية إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، التي أقرتها اليابان عام 2000 بصفتها إطاراً منظماً للتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. ولكن المقرّر الخاص للأمم المتحدة لشؤون حقوق الخصوصية جوزيف كاناتاسي أرسل خطاباً إلى الحكومة اليابانية قبل المداولات البرلمانية محذراً من احتمال الأثر السلبي للقانون الجديد على الحريات الشخصية، ومشيراً إلى أن فرض استعجال الإجراءات البرلمانية يؤثر سلباً على حقوق المواطنين ويحدّ من النقاش العام بشكل غير منصف.
ومن المقرر في الخطوة التالية أن ينتقل القانون إلى مجلس المستشارين في البرلمان الياباني حيث يحظى الائتلاف الحاكم بأغلبية مريحة أيضاًمما يعني أن القانون قد أصبح بحكم الأمر الواقع رغم ما يثيره من جدل في المجتمع الياباني.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».