المغرب يوقع على إعلان حرية الإعلام في العالم العربي

نص على حرية التعبير وسلامة الصحافيين ومناهضة التعصب

المغرب يوقع على إعلان حرية الإعلام في العالم العربي
TT

المغرب يوقع على إعلان حرية الإعلام في العالم العربي

المغرب يوقع على إعلان حرية الإعلام في العالم العربي

انضم المغرب رسميا إلى الدول الموقعة على «إعلان حرية الإعلام في العالم العربي»، ليصبح بذلك خامس دولة عربية توقع على الميثاق بعد تونس وفلسطين والأردن والسودان.
وجرى حفل التوقيع مساء أول من أمس بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالعاصمة الرباط، حيث وقع إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على الإعلان الذي ينص على أن «حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان»، وذلك بحضور يونس مجاهد، النائب الأول لرئيس الفيدرالية الدولية للصحافيين، والأمين العام لنقابة الصحافيين المغاربة. وعد الأزمي الخطوة أنها من المبادرات الأساسية في ميدان حقوق الإنسان في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن «حرية الإعلام من الحريات الأساسية من أجل تقوية وتكريس الديمقراطية، وعلى السلطات حماية وضمان سلامة الصحافيين للقيام بعملهم بكل حرية».
من جانبه، قال مجاهد إن الإعلان يمثل «ثمرة عمل لنقابات الصحافة العربية لسنوات»، موضحا أنه في بعض الدول جرى التوقيع على الإعلان من قبل البرلمان، أو من قبل رئيس الدولة، فيما اختار المغرب أن يتم التوقيع من قبل الهيئة المعنية بحقوق الإنسان. وأعرب مجاهد عن أمله في التوصل إلى اتفاق يقضي بإنشاء آلية لضمان حرية الإعلام مماثلة لآلية المقررين الدوليين للأمم المتحدة. ويتكون الإعلان من مقدمة و16 مبدأ، ويسعى لضمان أعلى المعايير الدولية الخاصة بحرية الإعلام، وحماية حقوق الصحافيين والدفاع عنهم. ومن المبادئ التي نص عليها الإعلان الحق في حرية التعبير، والحق في الحصول على المعلومات، وسلامة الصحافيين، وإصلاح البيئة القانونية للإعلام، والتنظيم الذاتي للصحافة، والمساواة في الإعلام، ومقاومة التعصب وخطابات الكراهية، واستقلالية الإعلام العمومي.ويحمل الإعلان الدول مسؤولية «
توفير الحماية لمن يواجهون خطر التعرض لهجوم مباشر، أو غير مباشر كرد على ممارستهم حق حرية التعبير، أو في سياق التغطيات الإعلامية في البيئات الخطيرة مثل المظاهرات أو مناطق الحرب والصراع وضمان إجراء تحقيقات فاعلة وسريعة عند وقوع هجوم أو تلقي تهديدات، وأن يتم تقديم المعتدين إلى العدالة، باعتباره جزءا من مسؤوليتها في مكافحة الحصانة والإفلات من العقاب» فضلا عن تقديم تعويضات للضحايا في الحالات المناسبة. كما يقع على عاتق الدولة تدريب عناصر الشرطة والمكلفين إنفاذ القانون على المعايير، التي يجب اتباعها في التعامل مع الصحافيين خلال تغطية المظاهرات والفعاليات الشعبية الأخرى، التي يمكن أن تكون مصدر خطر.
وحدد الإعلان مفهوم السلامة الإعلامية بكونه مفهوما يتجاوز السلامة الجسدية، إذ يقع على الجهات المعنية مسؤولية اتخاذ خطوات تضمن حصول العاملين في الإعلام على أجور عادلة، وأن يكونوا محميين في إطار أنظمة الضمان الاجتماعي. ويطالب الإعلان الدول بسن قوانين تحظر توزيع تصريحات تمثل «دفاعا عن الكراهية القومية، أو العرقية أو الدينية، وتعتبر تحريضا على التمييز أو العدوانية أو العنف»، بحسب المادة «2» من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وفي المقابل يحمل الإعلام مسؤولية مهنية وأخلاقية، ومسؤولية تجاه المجتمع في محاربة الكراهية والتعصب والطائفية، وذلك من خلال نشر تقارير صحافية دقيقة وموضوعية.
وخصص الإعلان المبدأ 14 إلى مجال تنظيم الإنترنت، حيث نص على أنه لا يجوز أن يخضع الإنترنت إلى أشكال خاصة من التنظيم تتجاوز الأنظمة المطبقة على مزودي خدمات الاتصالات مثل خدمات الوصول إلى الإنترنت. وأوصى الإعلان بتوخي الحذر الشديد عند تقديم نصوص جديدة حول جرائم الإنترنت، إذ يجب ألا تكرر هذه النصوص تشريعات أخرى عامة، مثل التشريعات المتعلقة بالتشهير، وإنما يجب أن يتم تقديمها للتعامل مع أنواع جديدة من الجرائم المرتبطة بالإنترنت بشكل خاص. كما لا يجوز، حسب الإعلان، أن يخضع الإنترنت بأي حال من الأحوال إلى إجراءات التصفية أو الحجب العام، أو أي من إجراءات رقابة الدولة. كما منح الإعلان الحق للجميع، بمن في ذلك الصحافيون، واستخدام أدوات التشفير لحماية خصوصية اتصالاتهم. وحمل الدول مسؤولية تعزيز قدرة المواطنين في الوصول إلى شبكة الإنترنت، بما في ذلك الفقراء والشرائح الاجتماعية المهمشة ولا يجوز منع المواطنين، أو فئة محددة منهم من الوصول إلى الإنترنت بإغلاقه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».