تجدد المواجهات في محيط القصر الجمهوري بتعز

مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين بقصف الميليشيات

مقاتلون موالون للشرعية في إحدى جبهات القتال قرب مدينة تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون موالون للشرعية في إحدى جبهات القتال قرب مدينة تعز (أ.ف.ب)
TT

تجدد المواجهات في محيط القصر الجمهوري بتعز

مقاتلون موالون للشرعية في إحدى جبهات القتال قرب مدينة تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون موالون للشرعية في إحدى جبهات القتال قرب مدينة تعز (أ.ف.ب)

نفذت الميليشيات الانقلابية مجازر جديدة في محافظة تعز بعد التقدم الذي حققته قوات الجيش الوطني والمقاومة، خلال اليومين الماضيين، في مختلف الجبهات القتالية وخصوصاً في الجبهة الشرقية ومنطقة الكدحة الواقعة غرب المحافظة.
ولتعويض خسائرها، شنت الميليشيات هجومها وقصفت مواقع للجيش الوطني والمقاومة، إضافة إلى مناطق سكنية، في الزنوج والدفاع الجوي وشارع الثلاثين، شمالا، وجبل هان واللواء 35 مدرع وحذران والصياحي وتلتي الخلوة وموكنة، غربا.
وتجددت المواجهات بين الميليشيات وأفراد من «اللواء 17» في معسكر المطار القديم، غربا، إثر تكرار محاولات الميليشيات التسلل إلى مواقع الجيش الوطني وتحت غطاء ناري كثيف بمختلف أنواع الأسلحة.
وأكدت مصادر عسكرية بمحور تعز، لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الجيش الوطني سيطرت على مواقع جديدة في الجبهة الشرقية تشمل خمسة مباني وجامع الرحمن، الواقع في حوش كلية الطب، الذي كانت تتخذه الميليشيات منطلقا لعملياتها العسكرية، بينما تقع كلية الطب بمحاذاة القصر الجمهوري، وذلك بعد مواجهات عنيفة في محيط القصر الجمهوري والتشريفات وكلية الطب، سقط على إثرها العشرات من القتلى والجرحى من صفوف الميلشيات.
وذكرت المصادر أن الميليشيات واصلت قصفها أحياء في مديرية الصلو الريفية، جنوبا، وأنها حاولت التقدم إلى مواقع الجيش الوطني في تبة الصيرتين ومواقع أخرى، غير أن وحدات من اللواء 35 مدرع أحبطت عمليات التسلل وأجبرتها على التراجع بعد مواجهات وتبادل للقصف سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. وأكدت المصادر «مقتل مدني وإصابة آخر في حي الجحملية، إضافة إلى مقتل مدني آخر وإصابة ستة آخرين بينهم أطفال في حي الضبوعة السكنية، وجرح أربعة آخرين في سوق باب موسى، جراء استمرار قصف ميليشيات الحوثي وصالح على الأحياء السكنية».
وأدان وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبد الرقيب فتح، ممارسات الميليشيات بحق سكان تعز، وآخرها ارتكاب مجزرة راح ضحيتها ما يقارب 20 مدنيا بينهم نساء وأطفال أول من أمس. وشدد على ضرورة أن تقدم الميليشيات الانقلابية إلى «العدالة لتنال جزاءها جراء ما تقوم به من اعتداءات بحق المدنيين يومياً». وقال الوزير فتح، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية إن «مدينة تعز تتعرض لإبادة ممنهجة من قبل ميليشيات الحوثي وصالح وحصار خانق يدل على وحشية طرفي الانقلاب وحقدهما الدفين على المحافظة وأبنائها». وتابع أن الميليشيات ترتكب يومياً جرائم بحق أبناء الشعب اليمني في عدد من المحافظات وتفرض حصار خانقاً على تلك المدن. ودعا المجتمع الدولي إلى «الضغط على الميليشيات لإيقاف قصف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين»، مطالبا تلك الميليشيات «بفك الحصار عن المدينة لتسهيل دخول القوافل الإغاثية إلى السكان».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».