وجهت موسكو انتقادات حادة اللهجة إلى عضو الكونغرس الأميركي جون ماكين، بسبب تصريحاته خلال حوار تلفزيوني تناول فيها اللقاء في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي تقول وسائل إعلام إن ترمب كشف خلاله أمام لافروف عن معلومات سرية تتعلق بتصدي الولايات المتحدة للإرهاب. وفي تعليقه على ذلك اللقاء، قال ماكين إنه لم يجد ما يقول عندما علم بالحديث الذي دار في البيت الأبيض بين ترمب ولافروف، ووصف الأخير «دمية لدى رجال العصابات والقتلة»، و«رجل الدعاية التابع لبوتين». كما اتهم السيناتور الأميركي الرئيس الروسي باستخدام «الأسلحة عالية الدقة في قصف المستشفيات في مدينة حلب»، وطالب بفرض عقوبات جديدة على روسيا «بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية».
وفي رده على تلك التصريحات، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، إن العبارات التي وصفها بـ«المهينة» التي استخدمها ماكين بحق الرئيس الروسي ووزير الخارجية لافروف «تجاوزت كل حدود الحشمة». وأضاف أن السيناتور ماكين معروف «بهوسه في كراهية بلدنا. وهو سياسي أميركي صعّد قبل ذلك على موجة الإهانات، لكن أغلب الظن أنها المرة الأولى التي يصعد فيها على موجهة إهانات تتجاوز حدود الحشمة».
ومقابل كل هذه العبارات بحق ماكين، أظهر المتحدث باسم الكرملين حرصا على العلاقات مع الولايات المتحدة، وقال إن «عبارات ماكين لا تليق بمسؤول حكومي، لا سيما من دولة مثل الولايات المتحدة»، معربا عن ارتياحه أن «السيد ماكين لا يصنع ولا يحدد ولا ينفذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة»، ودعا إلى «عدم منح حجم زائد لتلك الإهانات، والهجمات الوقحة، وربطها بشكل ما بالعلاقات الثنائية».
من جانبها، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، إن جون ماكين الذي استخدم عبارات «مهينة بحق بوتين ولافروف لا تدعو لشيء، سوى الشفقة والأسف»، متهمة ماكين بأنه «يطلق السموم بعيداً».
أما قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة المجلس الفيدرالي للشؤون الدولية، فقد دعا إلى عدم الاكتراث بتلك التصريحات، وقال: «لا معنى للاستماع إلى ما قاله ماكين تحديدا عن روسيا وسياستها»، واعتبر أن «درجة العداء لروسيا في الولايات المتحدة تقف عند ذروتها حالياً»، لافتا إلى أن موقف السيناتور الأميركي «لا يمثل متوسط درجة العداء لروسيا في مجلس الشيوخ، بل الأكثر حرارة»، أي الأكثر عداءً.
ومن مجلس الدوما، رد ديمتري نوفيكوف على تصريحات ماكين، وقال إنه «مشارك قديم في الحرب الباردة، ومعروف باستفزازته، وأنه يكن العداء لروسيا، لهذا لا يمكن أن نتوقع منه شيئا نحو روسيا أكثر من الإهانة»، وأضاف: «غير أن خروج ماكين عن طوره في أمور كهذه، يدل على أنه فاقد للثقة بنفسه».
وبالنسبة للاتهامات التي توجهها الولايات المتحدة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية وقرصنة مواقع إلكترونية تابعة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فقد ردت موسكو مجددا أمس. إلا أن الرد لم يأت في سياق «رد الفعل على تصريحات ماكين»، وإنما عبر حوار مع أوليغ خراموف، نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، الذي أكد لصحيفة «كوميرسانت» أن الولايات المتحدة طالبت روسيا بتوضيح على خلفية خرق قراصنة، تقول واشنطن إنهم من روسيا، لموقع الحزب الديمقراطي عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأضاف خراموف أن روسيا تعاملت بشكل عاجل مع ذلك الطلب، وقدمت توضيحا وإجابات شافية بهذا الخصوص، بما في ذلك توضيحات تقنية الطابع. واتهم «أوساطا معروفة» في الولايات المتحدة بإطلاق حملة «بروباغندا» قبل طلب توضيحات من روسيا.
غضب في موسكو بعد وصف ماكين للافروف بـ«دمية العصابات والقتلة»
الكرملين يرد بـ«ضبط النفس» وفصل التلاسن عن العلاقات الثنائية

ماكين يتحدث إلى صحافيين في الكونغرس الخميس الماضي (أ.ف.ب)
غضب في موسكو بعد وصف ماكين للافروف بـ«دمية العصابات والقتلة»

ماكين يتحدث إلى صحافيين في الكونغرس الخميس الماضي (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة