احتدام القتال في نهم والجيش يفكك 12 عبوة في تعز

احتدام القتال في نهم والجيش يفكك 12 عبوة في تعز
TT

احتدام القتال في نهم والجيش يفكك 12 عبوة في تعز

احتدام القتال في نهم والجيش يفكك 12 عبوة في تعز

أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني اليمني احتدام المعارك أمس، في مناطق نهم قرب العاصمة صنعاء وأيضا في جبتهي الجوف وتعز.
وقال المتحدث العميد الركن، عبده مجلي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش حققت انتصارات كبيرة في مختلف جبهات القتال، تزامنا مع الاحتفال بالعيد الوطني الـ27 للوحدة اليمنية 22 مايو (أيار)». وأوضح أنه في جبهة نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، استطاعت قوات الجيش تحقيق تقدم متسارع والسيطرة على مناطق جديدة مكنتها من التقرب نحو مديرية أرحب، المطلة على مطار صنعاء الدولي، بعد السيطرة على جبال حاكمة، إضافة إلى أن مناطق قطبين والضبوعة والمتاخمة لمديرية أرحب أصبحت تحت السيطرة النارية لقوات الجيش.
وقالت مصادر أخرى، إن المواجهات في نهم احتدمت بعد شن قوات الجيش هجومها على مواقع الميليشيات في مناطق بران والصافح وبني بارق والمدراج والمدفون، وتمكنت فيها القوات من التقدم بعد مواجهات عنيفة سقط فيها عدد من الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح، علاوة على تدمير طقم عسكري على متنه مضاد طيران «عيار23» في مفرق الضبوعة، بحسب مصادر عسكرية ميدانية لـ«الشرق الأوسط».
وفي جبهة تعز المشتعلة، ما زالت المعارك مستمرة في ظل تقدم قوات الجيش الوطني الذي تمكنت من السيطرة على مواقع جديدة خصوصا في جبهة الكدحة بمديرية المعافر، غرب تعز، وفي مديرية موزع، غربا، حيث ما زالت قوات الجيش تحقق انتصارها بشكل يومي وسيطرت على تباب وجبال حاكمة، ما ساعدها من إحكام السيطرة النارية على معسكر خالد بن الوليد ومنطقة الهاملي، وفق المتحدث العسكري.
وبحسب مصادر عسكرية في محور تعز لـ«الشرق الأوسط»، أحرزت القوات تقدما وسيطرت على اثنين من المباني المطلة على شارع القصر والمحاذية لكلية الطب، حيث كانت قناصة الميليشيات تعتليها، وتقوم بقنص المارة وتعيق تقدم عناصر الجيش. وأضافت أن مدفعية الجيش الوطني دكت عددا من مواقع الميليشيات الانقلابية في السلال وسوفياتل، ردا على القصف المستمر من تلك المناطق على الأحياء السكنية ومواقع الجيش والمقاومة. وأكدت المصادر أن الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني فككت 12 عبوة ناسفة زرعتها الميليشيات في جبهة المحافظة، إضافة إلى استيلاء قوات الجيش على قذائف «آر بي جي» وعدد من القنابل اليدوية وألغام فردية ومواد غذائية في جبهة القصر، شرق المدينة.
وحول ما إذا كانت هناك هدن أو أوامر للجيش الوطني بوقف القتال مع اقتراب شهر رمضان الكريم، قال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش الوطني مستمر في العمليات العسكرية في الجبهات القتالية، وخلال الأيام المقبلة ستكون الأمور أفضل، وأكثر انطلاقا لاستعادة ما تبقى في أيدي الميليشيات».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.