توقيف عمليات مطاردة «التكفيريين» في سيناء بسبب الطقس

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى «هدنة إجبارية» وتدمير بعض الأنفاق

توقيف عمليات مطاردة «التكفيريين» في سيناء بسبب الطقس
TT

توقيف عمليات مطاردة «التكفيريين» في سيناء بسبب الطقس

توقيف عمليات مطاردة «التكفيريين» في سيناء بسبب الطقس

أوقف الجيش المصري مؤقتا عملياته العسكرية في شبه جزيرة سيناء، ضد الجماعات التكفيرية المسلحة، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية، بشكل مفاجئ في قرى جنوب رفح والشيخ زويد والعريش، كما توقفت الهجمات التي يشنها المسلحون المتشددون على الكمائن أو المقرات الأمنية، وكذلك زرع العبوات الناسفة.
وأدى الطقس السيئ وهطول الأمطار الغزيرة خلال الثمانية والأربعين ساعة الأخيرة، إلى وقف شبه كامل للعمليات العسكرية التي بدأت منذ بروز نشاط الجماعات المسلحة بعيد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي يوليو (تموز) الماضي.
وأدت الأمطار الغزيرة إلى تشكيل غرف عمليات من محافظتي شمال وجنوب سيناء، لمتابعة الأوضاع، خشية حدوث سيول جارفة في سيناء.
وخلت شوارع ومدن شمال وجنوب سيناء من المارة نتيجة الطقس السيئ، بينما واصل الجيش إغلاق الطرق والميادين الرئيسة بكمائن ثابتة ومتحركة، وتفتيش السيارات المارة.
وتسبب الطقس السيئ أيضا في توقف عمليات تدمير الأنفاق على الشريط الحدودي مع غزة، عقب تدمير خمسة أنفاق مساء أمس (الخميس)، بينما ضربت الأمطار مناطق هذه الأنفاق وأدى ذلك إلى غمر العديد منها بالماء وتدميره.
وكان مصدر أمني مصري قال إن سلاح المهندسين بالجيش المصري وبالتعاون مع قوات حرس الحدود تمكن أمس (الخميس) من تدمير خمسة أنفاق في منطقتي صلاح الدين والدهنية على الشريط الحدودي مع غزة.
وأكد المصدر ضبط كميات كبيرة من البضائع المهربة التي كان المهربون يستعدون لنقلها إلى غزة، وذلك بالقرب من فتحات تلك الأنفاق.
وقال إن العملية شهدت ضبط نفق كبير كان يستخدم في تهريب السيارات، ونفق آخر كان يستخدم في تهريب الوقود المدعم إلى غزة أيضا.
وأسفرت العملية بحسب المصدر الأمني، عن ضبط 15 مشتبها بهم، وإحراق وتدمير عدد من المنازل و«العشش» والدراجات البخارية والسيارات ذات الدفع الرباعي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.