ترقب إعادة تحريك «قانون الانتخاب» مع عودة الحريري من الرياض

«المستقبل» و«الوطني الحر»: الاستحقاق النيابي وفق القانون النسبي

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أثناء زيارته مؤتمر «مايكروسوفت» في بيروت (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أثناء زيارته مؤتمر «مايكروسوفت» في بيروت (دالاتي ونهرا)
TT

ترقب إعادة تحريك «قانون الانتخاب» مع عودة الحريري من الرياض

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أثناء زيارته مؤتمر «مايكروسوفت» في بيروت (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أثناء زيارته مؤتمر «مايكروسوفت» في بيروت (دالاتي ونهرا)

تترقب الأوساط اللبنانية إعادة تشغيل المحركات لإنتاج قانون جديد للانتخاب، مطلع الأسبوع الحالي بعد أكثر من 4 أيام على توقف المباحثات الجدية والانصراف للتهيئة لمشاركة وفد لبناني رسمي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري بقمة الرياض. ومن المتوقع أن تُحرّك عودة الحريري المياه الراكدة قبل نحو شهر من انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي، في ظل تبلور شبه إجماع لبناني على «النسبية» كأساس لأي قانون جديد قد يتم اعتماده.
واعتبرت مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية بخصوص هذا القانون، أن الموقف الأخير الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي قال فيه إن الانتخابات سوف تجري قبل نهاية العام الجاري من دون تحديد ما إذا كانت ستتم وفق قانون جديد أو وفق قانون الستين، لم يأت من عبث، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «وعلى الرغم من التقدم الحاصل على صعيد النقاش بـ(النسبية)، فإن خيار العودة للستين يبقى حاضراً وبقوة كخطة (ب) كفيلة وحدها بتجنيب البلاد متاهة الفراغ البرلماني».
وأشارت المصادر إلى أن «تراجع حدة السجال في الأيام القليلة الماضية بين (التيار الوطني الحر) وحركة (أمل) من شأنه أيضاً أن يرخي جوا من التفاؤل، خاصة بعدما كادت الأحوال بين الطرفين تصل قبل نحو أسبوع إلى نقطة اللاعودة».
وبرز أمس تلاقي مواقف نواب «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» على التأكيد على أن الانتخابات ستحصل على أساس القانون النسبي. وفي هذا الإطار، أكد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب سليم سلهب أن «الانتخابات النيابية ستجرى بحسب القانون النسبي... فنحن نرفض الفراغ والتمديد والستين». وإذ شدّد على أن «ليس هناك أي تدخل خارجي فيما خص الانتخابات»، أمل سلهب في حديث إذاعي أن «يتم التوصل إلى تسوية داخلية في أسرع وقت ممكن، وإنجاز قانون انتخابي جديد يؤمن التمثيل العادل للمكونات الوطنية».
من جهته، أفاد عضو كتلة المستقبل النيابية هادي حبيش بأن «هناك حظوظاً كبرى نحو إقرار قانون النسبية، وأن الاتجاه هو لإجراء الانتخابات قبل نهاية هذا العام». وأكد حبيش أمام حشد من المواطنين وجود «إرادة لدى الجميع بعدم الذهاب إلى التمديد والتوجه إلى إجراء الانتخابات في شهر أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني)». كذلك اعتبر النائب في تيار «المستقبل» نضال طعمة أن «الأمل ما زال معقوداً لتجري الانتخابات في الخريف المقبل، وفق شكل من أشكال النسبية المتعددة»، لافتاً إلى أن الموضوع «أصبح شبيهاً بمقامرة ورهانات على المجهول، والحاجة فعلاً إلى إخراج ضمن المهل الدستورية يريح الناس ويطمئن المواطنين، كي لا يمسي قانون الستين شبه قدر محتوم والكل يقر بسيئاته».
وشدّد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم على أن «أفضل قانون يمكن أن يجمع الجميع هو قانون النسبية»، لافتاً إلى أنه «في قانون النسبية هناك 20 احتمالا»، وتساءل: «ألا نستطيع أن ندور الزوايا ونتفق على قانون النسبية ببعض التعديلات وببعض الملاحظات التي يمكن أن تراعي الهواجس المختلفة؟» وأضاف: «ندعو إلى الإسراع؛ لأننا إذا نجحنا في قانون انتخابات على أساس النسبية يكون البلد قد نجح رغم كل هذا التأخير الذي حصل حتى الآن. فالنسبية مناسبة بكل المعايير وتنصف الجميع، وتعطي كل المذاهب والطوائف. وإذا كان البعض يعتقد أن لديه بعض الخسائر في النسبية، يعوضها وطنياً».
أما رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، فنبه من «خطورة الخطابات الطائفية بحجّة القوانين الانتخابية»، وقال إن «مساحة الاعتدال تتسع، وساحة الوطنيين تكبر لأن خطر الخطاب الطائفي لا يهدد فريقاً، بل يهدّد الوطن».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.