الجيش اليمني يسيطر على مواقع استراتيجية في شبوة

القوات تتقدم في البيضاء على حساب الميليشيات... ومقتل قيادي حوثي في تعز

عناصر من القوات اليمنية قرب ميناء المخا (أ.ف.ب)
عناصر من القوات اليمنية قرب ميناء المخا (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يسيطر على مواقع استراتيجية في شبوة

عناصر من القوات اليمنية قرب ميناء المخا (أ.ف.ب)
عناصر من القوات اليمنية قرب ميناء المخا (أ.ف.ب)

فرضت قوات الجيش اليمني الوطني والمقاومة الشعبية، سيطرتها على مواقع استراتيجية جديدة في جبهة عسيلان بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد، في حين تواصلت المعارك العنيفة والقصف المدفعي المتبادل في جبهات متفرقة في الجوف.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن اللواء 19 استعاد سيطرته على جبل ولد شميس الاستراتيجي، بعد معارك ضارية خاضها ضد ميليشيات الحوثي وصالح في مديرية عسيلان. وقال المتحدث باسم اللواء 19 في عسيلان، النقيب مطلق المعروفي، إن قوات الجيش صدت هجوما عنيفا ومحاولة تسلل الميليشيات نحو مواقع في جبهة ولد شميس، غير أن ذلك الهجوم باء بالفشل، بعد تكبيد المهاجمين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وتعد جبال ولد شميس من أهم المواقع الاستراتيجية، المطلة على الطرقات المؤدية إلى بعض المواقع النفطية المهمة، وأضاف المعروفي أن التقدم للجيش الوطني، تزامن مع المواجهات المتقطعة في جبهات الخيضر، التي شن الجيش فيها هجوما على أحد مواقع الميليشيات، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بالإضافة إلى أسر عدد من الانقلابيين.
وتسيطر قوات الجيش الوطني على 90 في المائة من عسيلان وعلى جميع المواقع النفطية في المديرية ومركزها والمجمع الحكومي والطرقات الرئيسية التي تربط المديرية بمحافظة مأرب الغنية بالنفط ومواقع حيد بن عقيل جنوبا، حتى طوال السادة ومشارف منطقة النقوب والخيضر وبيت منقوش، وفقا لما قال المتحدث باسم اللواء 19 والمقاومة.
وقال المعروفي لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات اللواء قادرة على فرض سيطرتها وتطهير ما تبقى من مواقع يوجد فيها الانقلابيون، غير أنه أرجع البطء في ذلك إلى انتشار قناصة الميليشيات الذين يتمركزون في كل مكان من المواقع التي يسيطرون عليها، بالإضافة لتحصنهم خلف حقول من الألغام التي زرعوها في تلك المناطق، مؤكدا أن الميليشيات تستخدم المواطنين في المناطق التي توجد فيها كدروع بشرية، والجيش حريص على تجنيب المدنيين ومساكنهم أي أضرار».
وتشتد ضراوة المعارك بين الوقت والآخر، في جبهات بيحان وعسيلان في شبوة، غير أن قوات الجيش في اللواءين 19، و26، لتمنع وتصد أي محاولة للميليشيات للتقدم نحو مناطق جديدة في المديريتين، في وقت واصل فيه الانقلابيون خلال اليومين الماضيين، حملات الاختطافات والاعتقالات في أوساط المدنيين في كثير من المناطق وسط مدينة بيحان التي يسيطرون على أجزاء واسعة منها، وترتبط مدينة بيحان بمحافظات البيضاء ومأرب، ويمر في المدينة أهم الطرقات الرئيسية المؤدية إلى الحقول النفطية، بما فيها الطرق المؤدية لمنشآت النفط في حقول صافر.
وقالت مصادر محلية إن بيحان وعسيلان ما تزالان صامدتين في وجه الانقلابيين منذ مارس (آذار) العام الماضي، وخلفت المعارك ضد الميليشيات سقوط قرابة ألف قتيل وجريح من صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فيما تجاوز قتلى الميليشيات ضعف ذلك الرقم.
وفي السياق الميداني ذاته، شهدت كثير من الجبهات المتفرقة في محافظة الجوف معارك ضارية وقصفا مدفعيا متبادلا بين قوات الجيش الوطني والمقاومة، من جهة، والميليشيات، من جهة ثانية. وقال القيادي في الجيش والمقاومة الشعبية في الجوف عبد الرحمن راكان لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش الوطني شنت قصفا عنيفا على مواقع يوجد فيها الانقلابيون في جبهات مزوية وحام في المتون، بعد ساعات قصف مماثل استهدف مواقع لقوات الجيش. وتزامن ذلك، مع تبادل القصف المدفعي والصاروخي في جبهة صبرين في مديرية خب الشعف، في حين شهدت جبهات وقز والهيجة في مديرية المصلوب مواجهات عنيفة وتبادلا للقصف المتبادل بين الطرفين.
وبالانتقال إلى البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، تجددت المواجهات في جبهة نهم، حيث تركزت بشكل أعنف في مناطق المجاوحة وبني فرج امتدادا إلى المرطة، وتكبدت فيها الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية والمادية.
جاء ذلك بالتزامن مع استهداف طيران التحالف مواقع الميليشيات الانقلابية في حريب نهم ومسورة، مخلفة خسائر بشرية ومادية بصفوف الميليشيات الانقلابية.
أما في جبهة البيضاء، فقد أكدت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» تقدم عناصر المقاومة الشعبية في جبهة ذي ناعم، وتحريرها مواقع كعواش والمغشي والعادية، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح، سقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين.
وبحسب المصادر ذاتها، فلا تزال القوات في تقدم إلى مواقع منعض وعباس لتحريرها من الميليشيات الانقلابية في ظل فرار وتراجع عناصر الميليشيات.
إلى ذلك، تتواصل العمليات العسكرية في مختلف جبهات القتال في محافظة تعز، والساحل الغربي لليمن في ظل تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واستعادتها عددا من المواقع.
وبحسب مصادر ميدانية فإن قوات الجيش الوطني تقدمت إلى مواقع الميليشيات الانقلابية جنوب منطقة الهاملي، ومدخل منطقة النجيبية، شمال معسكر خالد بن الوليد في مديرية موزع بنحو خمسة كيلومترات، وجنوب منطقة الهاملي. وتمكنت من التقدم في منطقة الكدحة بمديرية المعافر، وسيطرت على مناطق درخاف وقرية هوب الراعي وقرية القطنة.
وأعلن محور تعز العسكري مقتل قيادي حوثي في غارة جوية لغارات التحالف، وقال إن القيادي شهاب العزي العشملي، المكنى «أبو حرب العشملي»، قتل إلى جانب عناصر تابعة للميليشيات الانقلابية إثر غارة لغارات التحالف التي استهدفت دورية عسكرية كان على متنها أمام محكمة البرح، غرب تعز، أول من أمس.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.