قوات روسية تنتشر في الوعر مع خروج الدفعة الأخيرة من مهجريه

نحو 3 آلاف شخص يغادرون اليوم إلى إدلب

صورة وزعتها وكالة «سانا» التابعة للنظام لمهجّرين من حي الوعر في حمص أمس (إ.ب.أ)
صورة وزعتها وكالة «سانا» التابعة للنظام لمهجّرين من حي الوعر في حمص أمس (إ.ب.أ)
TT

قوات روسية تنتشر في الوعر مع خروج الدفعة الأخيرة من مهجريه

صورة وزعتها وكالة «سانا» التابعة للنظام لمهجّرين من حي الوعر في حمص أمس (إ.ب.أ)
صورة وزعتها وكالة «سانا» التابعة للنظام لمهجّرين من حي الوعر في حمص أمس (إ.ب.أ)

بدأت الشرطة العسكرية الروسية بالانتشار، يوم أمس، في أجزاء من حي الوعر، بمدينة حمص السورية. ويتوقع أن تخرج الدفعة الأخيرة من المهجّرين اليوم السبت بعدما كانت قد وصلت يوم أمس الدفعة الـ11 إلى ريف محافظة حمص الشمالي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أشار إلى أن عملية الخروج اليوم ستكون على دفعتين، تنطلق إحداهما نحو إدلب، فيما تنطلق الأخرى نحو جرابلس بريف محافظة حلب الشمالي.
ومن جهة ثانية، ذكرت «شبكة شام» أنه من المتوقع انتهاء عملية الإخلاء بشكل كامل خلال 36 ساعة بعدما كان قد خرج أول من أمس القسم الأول من الدفعة الأخيرة باتجاه الريف الشمالي لمحافظة حمص وضمّت قرابة 600 شخص بينهم 35 عائلة، ودخلت عصر أمس «الحافلات الخضراء» لإخراج القسم الثاني من الدفعة الأخيرة نحو مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا في ريف حلب الشمالي، البالغ عددهم قرابة 3500 شخص.
كذلك ستدخل الحافلات مرة ثالثة خلال الساعات المقبلة لإخراج قرابة 3000 شخص، وهو القسم الثالث والأخير من الدفعة الأخيرة باتجاه مدينة إدلب، وبعدها سيعلن حي الوعر فارغاً تماماً من معارضي النظام.
جدير بالذكر أن حي الوعر الذي كان محاصراً هو آخر معاقل المعارضة في حمص. ولقد تعرض لحملة عسكرية عنيفة بالقصف بين شهري فبراير (شباط) ومارس إلى أن تم التوصل إلى اتفاق «مصالحة قسرية» على غرار مناطق سوريا أخرى قضى بخروج المعارضين وتسوية أوضاع من يريد البقاء. ولقد انتشرت القوات الروسية في شوارع ومبانٍ موجودة في منطقتين صغيرتين في الحي بحسب «المرصد». هذا، وتابع «المرصد» أن مهام هذه القوات تتلخص في مراقبة تنفيذ مراحل الاتفاق بدقة، وضمان التزام الأطراف بها، ومعالجة الخروق، والإشراف على عودة الأهالي والمهجرين، وكذلك عودة المهجرين الموجودين حالياً في الحي إلى منازلهم في أحياء حمص الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، حماية الأهالي والممتلكات العامة والخاصة، وتأمين المنشآت العامة، والإشراف على سير عمليات التسوية، والاشتراك باللجنة المُشكلة لذلك مع القوات الحكومية، ومراقبتها، ومنع اعتقال الشباب ومراقبة معابر الحي وتأمينها، والتأكد من خلو الحي من الأسلحة والمقاتلين بنهاية الاتفاق، وينص الاتفاق أيضاً على منع قوات الدفاع الوطني والميليشيات الشيعية وغيرها من الدخول للحي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.