تحوم الشكوك حول مستقبل المديرين الفنيين واللاعبين في الأندية الثلاثة التي هبطت بالفعل من الدوري الإنجليزي الممتاز هال سيتي ووميدلزبره وسندرلاند، لكن الإعانات المالية التي تحصل عليها تلك الفرق تجعل هدفها الأول هو الصعود للدوري الممتاز مرة أخرى. الـ«غارديان» تلقي الضوء هنا على بعض القضايا التي ستواجه هذه الأندية الثلاثة بعد الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى... هل سيستمر المدير الفني مع الفريق الموسم المقبل؟ أي أن اللاعبين سيسعى النادي للإبقاء عليهم؟ وهل هناك فرصة لبقائهم؟ هل سيترك ذلك فريقا قادرا على الصعود للدوري الممتاز مرة أخرى؟ هل سيكون لدى النادي أموال ينفقها على تدعيم صفوفه؟
* هال سيتي هل سيستمر المدير الفني مع الفريق؟
من غير المرجح أن يستمر ماركو سيلفا مديرا فنيا لهال سيتي خلال الموسم المقبل، بسبب امتلاكه لسجل تدريبي مثير للإعجاب في كل من البرتغال واليونان، فضلا عن قيادته لهال سيتي للحصول على 21 نقطة في 17 مباراة تولى خلالها قيادة الفريق، وهو ما يجعله محط أنظار كثير من الأندية الأوروبية، التي يأتي على رأسها ساوثهامبتون وواتفورد ووستهام يونايتد في إنجلترا، بالإضافة إلى إنترميلان الإيطالي وبورتو البرتغالي.
وسوف يلتقي المدير الفني البرتغالي بملاك نادي هال سيتي خلال الأسبوع الحالي لمناقشة مستقبله مع النادي، وذلك قبل المباراة الأخيرة للفريق على ملعبه أمام توتنهام هوتسبير غدا. وقد تعاقد سيلفا (39 عاما) مع هال سيتي بعقد يمتد لستة أشهر في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع وجود بند يسمح له بالبقاء لـ12 شهرا إضافية، لكن يبدو أن هذا البند لن يتم تفعيله على الأرجح.
* فرصة بقاء بعض اللاعبين
تألق هاري ماغواير في مركز قلب الدفاع وحصل على جائزة أفضل لاعب في هال سيتي خلال الموسم الحالي، وهو ما جعله محط أنظار كثير من الأندية، لعل أبرزها نادي نيوكاسيل يونايتد بقيادة مديره الفني رفائيل بينيتيز. وتشير تقارير إلى أن اللاعب يماطل في توقيع عقد جديد للبقاء مع هال سيتي. وقد يرحل سام كلوكاس - الذي قدم أداء لافتا للغاية في خط وسط الفريق جعله مرشحا بقوة للانضمام لصفوف المنتخب الإنجليزي الأول - مع حارس مرمى الفريق السويسري إيلدين جاكوبوفيتش والظهير الأيسر الاسكوتلندي أندرو روبرتسون. ويرغب ليفربول منذ فترة في التعاقد مع روبرتسون ويبدو أن الوقت قد حان لكي يحصل المدير الفني لليفربول يورغن كلوب على خدمات اللاعب. ويتوقف الأمر كثيرا على هوية المدير الفني الذي سيقود الفريق الموسم المقبل، لكن لا أحد يتوقع أن يستمر ماغواير أو روبرتسون مع الفريق.
* إمكانية الصعود مرة أخرى
بالتأكيد لا، فقد باع هال سيتي أفضل لاعبين بالفريق، وهما جناحه الاسكوتلندي روبرت سنودغراس إلى وستهام ولاعب خط الوسط جاك ليفرمور إلى ويست بروميتش ألبيون مقابل 20 مليون جنيه إسترليني في يناير الماضي، علاوة على أن الثمانية لاعبين الذين تعاقد معهم النادي في عهد سيلفا كان من بينهم خمسة لاعبين على سبيل الإعارة. وبعد عودة اللاعبين المعارين إلى أنديتهم الأصلية، سيصبح النادي أكثر ضعفا مما كان عليه.
* إمكانية تدعيم الصفوف
لا أحد يعرف على وجه التحديد، حيث سيحصل هال سيتي على إعانات مالية بعد هبوطه من الدوري الإنجليزي الممتاز تصل إلى 47 مليون جنيه إسترليني الموسم المقبل و38 مليون جنيه إسترليني في موسم 2018 - 2019 (ولأن الفريق استمر في الدوري الإنجليزي الممتاز لأكثر من موسم فمن المقرر أن يحصل على دفعة ثالثة بقيمة 17 مليون جنيه إسترليني في موسم 2019 - 2020). وعلاوة على ذلك، قد يجمع النادي نحو 30 مليون جنيه إسترليني من بيع اللاعبين. لكن لا أحد يعرف المقابل المادي الذي ستخصصه عائلة علام المالكة للنادي للتعاقد مع لاعبين جدد. ويسعى ملاك النادي، الذين حققوا أرباحا تصل إلى 7.7 مليون جنيه إسترليني من بيع اللاعبين خلال الموسم الحالي، لبيع النادي، لكن المفاوضات – خاصة مع مؤسسات صينية – قد انهارت. ويتعين علينا أن نتذكر أن هذا النادي لم يكن لديه سوى تسعة لاعبين فقط جاهزين للتدريب في معسكر الإعداد الموسم الماضي في أستراليا.
* ميدلزبره هل سيستمر المدير الفني مع الفريق؟
بالتأكيد لا، فقد تولى ستيف أجنو قيادة الفريق في مارس (آذار) الماضي بشكل مؤقت، عقب رحيل مدربه الإسباني إيتور كارانكا عن الفريق، ولم يحقق الفوز سوى في مباراة واحدة خلال عشر مباريات قاد خلالها الفريق. وفي حوار إذاعي في نهاية الأسبوع، لَمّح رئيس النادي ستيف جيبسون إلى حدوث تغييرات إدارية في النادي، يعتقد أنه سيكون من بينها المدير الفني. وهناك كثير من الأسماء المرشحة لقيادة الفريق الموسم المقبل، من بينها نيغيل بيرسون وآلان بارديو وغاري مونك وراين غيغز، بالإضافة إلى ديفيد واجنر في حال فشله في الصعود مع هوديرسفيلد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. ويُعتقد ألا يرحل أجنو عن وميدلزبره، ويُتوَقّع أن يعود إلى منصبه القديم كمساعد للمدير الفني.
* فرصة بقاء بعض اللاعبين
يسعى مدافع الفريق بين جيبسون للانتقال إلى نادٍ جماهيري كبير، وتشير تقارير إلى أن هناك عرضا للاعب بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني. وفي أعقاب تأكد هبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز، قال جيبسون، وهو نجل شقيق مالك النادي، إنه يرغب في البقاء، لكن يعتقد أن هذا كلام عاطفي ويبدو من غير المرجح حدوثه. وسوف يرحل حارس مرمى الفريق الإسباني فيكتور فالديز، كما سيعود حارس المرمى الأميركي براد غوزان إلى الولايات المتحدة، وسيعود اللاعبان المعاران المهاجم الإسباني ألفارو نيغريدو والمدافع الإنجليزي كالوم تشامبرس إلى فالنسيا وآرسنال على الترتيب.
* إمكانية الصعود مرة أخرى
يتعين على الفريق تدعيم صفوفه ببعض الصفقات، لكن دعونا نتفق على أن النادي لديه الإمكانيات التي تؤهله للعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى. ويؤمن رئيس النادي بذلك جيدا، حيث قال في نهاية الأسبوع الماضي: «المكان الوحيد الذي أسعى للوجود به هو الدوري الإنجليزي الممتاز. نحن في وضع مالي جيد، ومن المفترض أن يكون لدينا موارد أكبر خلال الموسم المقبل من أي نادٍ آخر في دوري الدرجة الأولى. نحن نسعى للحصول على لقب دوري الدرجة الأولى والصعود إلى الدوري الممتاز. نحن نملك قواماً من اللاعبين نعتقد أنه قادر على إنجاز تلك المهمة، وكل ما نحتاج إليه هو إضافة بعض السرعة على الأداء، ويتعين على لاعبي الفريق المدافع جورج فريند والمدافع البرازيلي فابيو دا سيلفا والمدافع الإسباني داني أيالا وأدم كلايتون ولاعب خط الوسط آدم فورشاو، ولاعب خط الوسط غرانت ليدبيتر والجناح ستيوارت داونينغ، والمهاجم باتريك بامفورد والمهاجم الفرنسي رودي غيستيد، أن يقدموا أداء قوياً، الموسم المقبل، من أجل مساعدة الفريق على العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى.
* إمكانية تدعيم الصفوف
بالتأكيد، فالنادي في وضع مالي جيد بالفعل، وسوف يحصل على 47 مليون جنيه إسترليني كدعم بعد هبوطه لدوري الدرجة الأولى، وهو ما سيمكِّنه من تدعيم صفوفه بلاعبين جدد.
سندرلاند هل سيستمر المدير الفني مع الفريق؟
لا يزال الوضع غير واضح حتى الآن. ورغم أن معظم جمهور سندرلاند قد عبر عن رغبته في رحيل المدير الفني للفريق ديفيد مويز، فقد أعلن مالك النادي إليس شورت عن دعمه الكامل للمدير الفني الاسكوتلندي. وأعرب مويز عن رغبته في البقاء بشرط منحه الأموال اللازمة للتعاقد مع لاعبين جدد وإعادة هيكلة الفريق الموسم المقبل. وسوف يعقد اجتماع خلال الأسبوع المقبل بين مويز وشورت لمناقشة الأمور المتعلقة بالفريق. وفي حال بقاء مويز في النادي في ظل العداء الذي يكنّه له جمهور النادي، فسيكون بحاجة إلى تحقيق نتائج إيجابية في أسرع وقت ممكن لامتصاص حالة الغضب ولتمكينه من البقاء في النادي على المدى البعيد.
فرصة بقاء بعض اللاعبين
يقدم حارس مرمى الفريق جوردان بيكفورد أداء رائعا ويلعب بقدميه بشكل جيد، وهناك رغبة أكيدة من نادي إيفرتون للحصول على خدماته. وأعلن سندرلاند عن استعداده لبيع اللاعب نظير 30 مليون جنيه إسترليني، لكن من المتوقع أن تتم الصفقة بمبلغ أقل من ذلك. ومن غير المتوقع أن يستمر بيكفورد مع النادي، وينطبق الأمر نفسه على المهاجم جيرمين ديفو (34 عاماً)، الذي يتضمن عقده شرطاً يسمح له بالرحيل مجاناً خلال هذا الصيف. وتلقى المدافع الإيفواري لامين كونيه عرضا بقيمة 18 مليون جنيه إسترليني من نادي إيفرتون الصيف الماضي، ومن المرجح أن يرحل هو الآخر. وينطبق الأمر نفسه أيضاً على المهاجم الإيطالي فابيو بوريني وحارس المرمى الإيطالي فيتو مانوني ولاعب خط الوسط الفرنسي وهبي الخزري. وسوف يعود ثلاثة لاعبين يلعبون للنادي على سبيل الإعارة إلى أنديتهم، في حين سيرحل أربعة لاعبين على الأقل من السبعة لاعبين الذين تنتهي عقودهم، ولعل أبرزهم بالطبع هو قلب الدفاع الألماني يان كيرشوف.
إمكانية الصعود مرة أخرى
بالطبع لا، وسوف يواجه الفريق في حال استمراره بالشكل الحالي صعوبة كبيرة في دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل، وهو ما دفع المدير الفني للفريق ديفيد مويز لرهن بقائه في النادي على تدعيم صفوف الفريق بقوة. ورغم أن النادي يمتلك فريقا جيدا تحت 23 عاما، فإن مويز يؤمن بأن هؤلاء اللاعبين غير قادرين على خوض المنافسات القوية في دوري الدرجة الأولى واللعب من أجل الصعود مرة أخرى إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
إمكانية تدعيم الصفوف
سوف يحصل النادي على إعانات مالية خلال السنوات الثلاث المقبلة، تبدأ بـ47 مليون جنيه إسترليني الموسم القادم، علاوة على أن هناك شرطا في عقود جميع لاعبي الفريق - باستثناء لاعب خط الوسط جاك رودويل الذي يحصل على 60 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا - يخفض رواتبهم بنسبة 40 في المائة بصورة تلقائية في حال هبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز. ورغم ذلك، ما زالت ديون النادي تصل لنحو 110 ملايين جنيه إسترليني. وكان سندرلاند يدفع رواتب سنوية للاعبيه تصل إلى 84 مليون جنيه إسترليني، ليأتي ضمن قائمة أول عشرة أندية في الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث رواتب اللاعبين. ورغم تقليل الرواتب بعد الهبوط، فإنها ستكون مرتفعة أيضاً مقارنة برواتب اللاعبين في دوري الدرجة الأولى. وكان الملياردير الأميركي إليس شورت ينفق من أمواله الخاصة على الفريق خلال السنوات الأخيرة، لكنه لم يعد يريد الاستمرار في ذلك ويسعى لبيع النادي.