الجماعات البيئية تدرج الكوالا على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض في أستراليا

حيوان الكوالا (بي بي سي)
حيوان الكوالا (بي بي سي)
TT

الجماعات البيئية تدرج الكوالا على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض في أستراليا

حيوان الكوالا (بي بي سي)
حيوان الكوالا (بي بي سي)

حذرت جماعات معنية بالحياة البرية اليوم (الجمعة) من أن تخفيف القوانين المتعلقة بقطع الأشجار يهدد حيوانات الكوالا بالانقراض في ولاية «كوينزلاند» الأسترالية.
وفي تقرير جديد صدر بالتزامن مع اليوم العالمي للأنواع المهددة بالانقراض، قال الصندوق العالمي للطبيعة إن تجريف المواطن الطبيعية يجبر حيوانات الكوالا للبحث عن مواطن جديدة، مما يؤدي غالبا إلى نفوق تلك الحيوانات على الطرق بالولاية.
وتراجعت تلك الحيوانات بنسبة نحو 80 في المائة في الفترة من عام 1996 حتى عام 2014 على ساحل كوالا وهي منطقة تبلغ مساحتها 375 كيلومترا مربعا جنوب شرقي مدينة بريسبان، عاصمة ولاية كوينزلاند، والتي تضم واحدا من أكبر أعداد حيوانات الكوالا في أستراليا.
وقالت المجموعة المعنية بالحياة البرية إن معدل التراجع هناك وفي مناطق أخرى سيؤدي إلى انقراض محلي لبعض من تلك الحيوانات خلال بضعة أجيال من حيوانات الكوالا، التي تعيش لمدة تتراوح ما بين ست وثماني سنوات.
وضعت أستراليا حيوان الكوالا على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض في أجزاء من البلاد بعد تناقص أعداد الحيوان بصورة كبيرة.
وبحسب وزير البيئة الأسترالي، توني بيرك، فإن أعداد الكوالا في كوينزلاند ونيوساوث ويلز والمناطق المحيطة بالعاصمة الأسترالية أصبحت الآن معرضة للتناقص.
ومن المعروف أن الكوالا يعد، إلى جانب الكانغرو، من بين العلامات المميزة لقارة أستراليا.
الكوالا أو الكوال الرمادي، هو نوع من فصيلة الدببة الجرابية. لكن، يصنفه العلماء في أستراليا من ذوات الجراب مثل الكانغرو.
الحيوان ذو الجراب المفتوح من جهة الخلف، يتواجد في أستراليا. تعيش الكوالا على الأشجار عادة حيث تتعلق على الأغصان بواسطة أظافرها الطويلة والقوية.
تعتاش على ورق شجرة الصمغ وورق أشجار أويكالبتوس أي الكينا، وتلد جراءها ناقصة النمو، فتتركها في جرابها فترة ستة أشهر لاستكمال نموها.
دب الكوالا معرض للانقراض بسبب كثرة صيده للحصول على فرائه الجميل والثمين، مما دفع إلى وضع صيده تحت طائلة المحاسبة والعقوبة.
يشرح الباحث ماثيو غروذر، أن الحاجة ماسة لزراعة المزيد من أشجار الاوكاليبتوس الغضّة التي تقي هذا الحيوان من الحر الشديد وتؤمن له مصدرا للتغذية.
وقد تابع الباحث 40 دب كوالا عبر الأقمار الصناعيّة على مدى ثلاث سنوات في عدد من الولايات جنوب أستراليا لدراسة مواطنهم وطرق تغذيتهم. ولاحظ أن دب الكوالا يلجأ إلى أشجار الاوكاليبتوس خلال النهار، ليحتمي من الحر الشديد وحرائق الغابات ويتغذى من أوراقها خلال الليل.
يعتقد أن موجة الحر الشديد التي ضربت أستراليا في العام 2009 قضت على ثلث دببة الكوالا.



«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.