أعلن الجيش الوطني الليبي أن قواته تصدت أمس لمحاولة هجوم مفاجئة شنتها ميلشيات مسلحة بعضها محسوب على حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، للسيطرة على قاعدة براك الشاطئ التي تقع على بعد 700 كيلومتر جنوب العاصمة الليبية طرابلس.
وقال العقيد أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الليبي، إن قوات الجيش ممثلة في اللواء 12 تمكنت من هزيمة الميلشيات وتكبيدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، موضحا أن ما يسمى ميلشيات «القوة الثالثة»، و«سرايا الدفاع عن بنغازي» استغلت الهدنة المعلن عنها سابقاً في محاولة فاشلة للسيطرة على القاعدة، على حد قوله.
وأكد مصدر إعلامي باللواء 12 صحة هذه المعلومات، مشيرا إلى أن قواته تصدت لهجوم الميلشيات، فيما تحدثت مصادر عسكرية عن سقوط خمسة قتلى من الجيش على الأقل خلال هذه المعارك.
ونقلت قناة «النبأ» التلفزيونية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين عن مصادر في ميلشيات القوة الثالثة، أن «هذه الميلشيات نجحت في إزالة السواتر والعوائق المحيطة بالقاعدة الجوية في عملية عسكرية ناجحة وغنمت آليات عسكرية وأسلحة متوسطة من قوات الجيش في محيط القاعدة».
وادعى مصدر بالقوة الثالثة المكلفة حماية الجنوب أن قواتهم والكتائب الداعمة لها، سيطرت على القاعدة بالكامل. لكن قوات الجيش الوطني الليبي نفت في المقابل هذه المزاعم، وقالت إنها أحبطت الهجوم وأسرت عددا من ميلشيات القوة المهاجمة.
وطبقا لما رواه أحد ضباط الجيش، فإن الجماعات الإرهابية استغلت مشاركة سرية من اللواء 12 التابع للقيادة العامة للجيش الوطني في الاحتفالات التي تمت أول من أمس بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على انطلاق عملية الكرامة العسكرية لتحرير بنغازي، وشنت هجوما مباغتا. وأضاف محمد فرج بوخزام على صحفته الرسمية على موقع «فيسبوك» أنه تم بفضل الله دحر الجماعات الإرهابية وتكبيدها خسائر في الأرواح والعتاد واغتنام كثير من الآليات، وتمت السيطرة على عدد من البوابات ما بعد قاعدة براك الشاطئ.
وكانت وزارة الدفاع التابعة لحكومة السراج، قد أعلنت خلال الشهر الماضي عن عملية عسكرية لتحرير قاعدة براك الشاطئ، بالإضافة إلى قاعدة تمنهنت الجوية، شمال شرقي مدينة سبها على بعد 750 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس. ورد الجيش الوطني بقيادة حفتر بإطلاق عملية عسكرية مماثلة تحمل اسم الرمال المتحركة لاستعادة السيطرة على كامل مناطق الجنوب الليبي.
من جهة أخرى، أكد الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب الجيش المصري، مجددا حرص الدولة المصرية على دعم مصالح الأشقاء الليبيين، ودعم المساعي الرامية إلى الحفاظ على وحدة الدولة الليبية وسلامتها الإقليمية، معرباً عن ثقته في قدرة المؤسسات الفاعلة في ليبيا على التوافق وبناء دولة ديمقراطية حديثة، ترتكز على أسس من الثوابت الوطنية الليبية.
وطبقا لبيان للمتحدث العسكري للجيش المصري، فإن حجازي شارك على رأس وفد عسكري في احتفال الجيش الوطني الليبي بالذكرى الثالثة لانطلاق عملية الكرامة التي استهدفت تحرير المناطق الليبية من التنظيمات والميليشيات الإرهابية المسلحة، موضحا أن مراسم استقبال رسمية أجريت للفريق حجازي بمقر قيادة حفتر، أعقبها لقاء حضره عدد من كبار القادة من الجانبين، حيث قدم حجازي التهنئة للجيش الليبي بمناسبة الذكرى الثالثة لعملية الكرامة، كما تناول اللقاء تطورات الأوضاع على الساحتين الداخلية والخارجية في ظل الظروف والتحديات الراهنة التي تشهدها ليبيا والمنطقة، وتنسيق الجهود والتعاون العسكري المشترك لإحكام السيطرة الأمنية وتأمين الحدود، بالإضافة إلى التدابير والإجراءات اللازمة لمنع محاولات التسلل والتهريب عبر الحدود بين البلدين.
من جانبه، ثمن المشير حفتر الدور المصري الداعم للجيش الوطني الليبي، والتعاون مع القوات المسلحة المصرية لنقل وتبادل الخبرات والتدريب في كثير من المجالات، إضافة إلى الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، والقضاء على الإرهاب انطلاقا من العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
من جانبه، أكد الفريق حجازي اعتزازه بالقواسم المشتركة والروابط الممتدة بين البلدين، معرباً عن تطلعه إلى دورهم الفاعل في تحقيق وحدة الصف الليبي ودعم الجهود المبذولة للقضاء على الإرهاب والحفاظ على وحدة وسلامة الدولة الليبية.
وأوضح البيان أن الزيارة تأتي استمرارا لجهود مصر الداعمة للجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب، واستكمالا للدور المصري في إيجاد حلول سياسية للأزمة الليبية تقوم على توافق ليبي - ليبي حتى تنعم ليبيا بالاستقرار والأمن.
وثار أمس جدل حول تغيب المستشار صالح عقيلة، رئيس مجلس النواب الليبي الموالي لحفتر، عن المشاركة في الاحتفالات الرسمية بمناسبة مرور ثلاث سنوات على عملية الكرامة لتحرير بنغازي من قبضة المتطرفين.
ورغم أن صالح حضر إلى مقر الكلية العسكرية في توكرة حيث أقيم العرض العسكري الأول من نوعه منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، فإنه تغيب عن المنصة الرئيسية التي جلس فيها عبد الله الثني، رئيس الحكومة، وبعض وزرائه، إلى جانب عدد من أعضاء البرلمان وقادة الجيش.
وفسرت مصادر ليبية غياب رئيس البرلمان المعترف به دوليا عن حضور الاحتفال بأنه علامة على وجود خلافات بينه وبين القائد العام للجيش الوطني المشير حفتر. وفى غياب أي توضيح رسمي لمبررات تغيبه، رددت مصادر غير رسمية معلومات عن حصول جدل بين الحرس المرافق لعقيلة مع الجهات الأمنية المسؤولة عن تأمين احتفالات الكلية العسكرية في توكرة.
إلى ذلك، من المنتظر أن يشهد مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم الثلاثاء المقبل اجتماعا للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية (الرباعية الليبية).
وقالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيسه، فيديريكا موغيريني، في بيان صحافي، إن هذا سيكون ثاني اجتماع للجنة الرباعية حول ليبيا، مشيرة إلى أنه سيقوم بمتابعة الاجتماع الذي استضافته الجامعة العربية في القاهرة في شهر مارس (آذار) الماضي.
الجيش الليبي يحبط هجوماً لميليشيات في الجنوب
جدل حول غياب رئيس البرلمان عن احتفال حفتر بعملية الكرامة
الجيش الليبي يحبط هجوماً لميليشيات في الجنوب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة