المشهد: ما هو الفيلم العربي؟

المشهد: ما هو الفيلم العربي؟
TT

المشهد: ما هو الفيلم العربي؟

المشهد: ما هو الفيلم العربي؟

* عندما انتقل المخرج البريطاني ألفرد هيتشكوك إلى هوليوود سنة 1939 ليبدأ فيها مشوار حياته في عاصمة السينما، لم يكترث أحد لوصف أفلامه التي تبعت هذه النقلة، بدءاً من فيلم «ربيكا» في العام التالي، بأنها بريطانية.
* الإسباني لوي بونويل أمضى فترة طويلة (من الثلاثينات أيضاً) في المكسيك ولم تعتبر أفلامه هناك إسبانية. الفرنسي جان رنوار والألماني ف. مورناو والبريطاني جون بورمان وسواهم الكثيرون كلهم حققوا أفلامهم خارج أوطانهم ولم تصنّـف تلك الأفلام تبعاً لهوية المخرج. كذلك لا جوزف لوزاي ولا جول داسين (وكلاهما أميركي فر من أميركا المكارثية إلى أوروبا) اعتبرت أفلامه أميركية لأنه أميركي الولادة. ولا أفلام رومان بولانسكي التي صوّرها في أميركا أميركية ولا تلك التي حققها في بريطانيا فرنسية أو العكس.
* رأسمال الآتي من شركة الإنتاج (أو شركة الإنتاج التي توفر غالب التكلفة) هو الذي يحدد هوية الفيلم ولا شيء آخر. لذلك عندما يُـقال: إن هذا الفيلم لبناني أو تونسي أو جزائري أو من أي بلد عربي آخر، هو فيلم عربي تبعاً لمخرجه فإن ذلك خطأ فادح فالفيلم ينتمي لمن دفع فيه كل أو غالبية رأس المال.
* من هذا المنطلق، الفيلمان الذي ردد الإعلام العربي بأنهما عربيان ليسا تماماً كذلك. فيلم كوثر بن هنية «الجمال والكلاب» هو من بيت إنتاجي تونسي بالفعل استقبل تمويلاً إضافيا من السويد، بينما فيلم «حتى تعود الطيور» (أو «طبيعة الزمن» كما عنوان ثان له) لمخرجه الجزائري كريم موسوي فرنسي الإنتاج (جعلته ممكناً شركة فرنسية اسمها Les Film Pelléase
* لذا، الطبل والزمر العربيان بوجود أفلام «عربية» في مهرجان «كان» غير مبرر وأساساً غير صحيح. ولم يكن صحيحاً في الماضي ولا يستحق لنا أن نفرح كثيراً عندما يتم تمثيلنا بفيلم أو - مجازياً - باثنين بعد أكثر من بعد أكثر من 130 سنة على تقديم الفيلم الأول في العالم، ولا من بعد مرور 70 سنة على تأسيس مهرجان «كان».
* طبعاً مبروك للمواهب العربية التي انطلقت خلال العقدين الماضيين شرقاً وغرباً وحققت أفلاماً مدعومة من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة (القليل منها) وبلجيكا والسويد أو الدنمارك، لكن هذا لا يجب أن يغير من طبيعة الأشياء. الفيلم يُـكنى بتمويله وليس بمخرجه أو بموضوعه أو بلغته المحكية. نقطة على السطر.



إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».