أنهى موناكو هيمنة باريس سان جيرمان على لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم وتوج بطلا لأول مرة منذ 17 عاما والثامنة في تاريخه قبل مباراة واحدة من نهاية الموسم.
وضمن موناكو اللقب فوزه الصعب على ضيفه سانت إتيان 2 - صفر في مباراة مؤجلة من المرحلة الحادية والثلاثين مساء أول من أمس، ووضع حدا لهيمنة سان جيرمان التي استمرت أربع سنوات.
وكان موناكو، الذي رفع حصيلته خلال الموسم المثير إلى 104 أهداف، في حاجة إلى التعادل فقط لكنه حسم اللقب بشكل رائع بفضل هدفي كيليان مبابي وفالير جيرمان ليرفع رصيده إلى 92 نقطة بفارق ست نقاط عن سان جيرمان.
وخاض موناكو موسما استثنائيا فبلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا حيث خرج على يد يوفنتوس الإيطالي (صفر - 2 ذهابا و1 - 2 إيابا)، ونصف نهائي كأس فرنسا حيث خسر أمام سان جيرمان صفر - 5. ونهائي كأس الرابطة وخسر أمام فريق العاصمة أيضا 1 - 4.
وبنى فريق المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم نجاحه على خط هجوم ناري يضم الفرنسي الواعد مبابي والعائد إلى التألق راداميل فالكاو وبرناردو سيلفا والدولي الفرنسي توماس ليمار.
وأضاف لاعب الوسط فابينيو والثنائي الموهوب جبريل سيديبي وبنيامين ميندي الكثير من القوة إلى الخط الأمامي ليتفوق موناكو على باقي منافسيه ومن بينهم سان جيرمان.
ويضعهم هذا اللقب في المركز الثالث في قائمة الأكثر فوزا بالدوري الفرنسي (في عصر الاحتراف) برصيد ثمانية ألقاب بالتساوي مع نانت خلف سان جيرمان (10) وأولمبيك مرسيليا (9).
ويقدم جارديم صورة المدرب «المثقف» بإعجابه بعالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران والأديب الإنجليزي روديار كيبلينغ.
ويدرك المدرب البرتغالي، 42 عاما، أن في اللعبة الأكثر شعبية في العالم: «كل شيء يجري بسرعة»، إلا أنه تمكن من فرض إيقاعه الهادئ والصبور، وحقق النتيجة المرجوة بإحراز لقب الدوري للمرة الأولى منذ 17 عاما.
وفي أعقاب الخسارة المذلة (صفر - 4) أمام نيس في سبتمبر (أيلول)، لجأ جارديم في مؤتمره الصحافي إلى أبيات من قصيدة لكيبليغ تحمل عنوان «ستكون رجلا يا ابني»، وفيها وصايا أبوية بالحفاظ على الشجاعة والهدوء، ما سيمكن الابن من التفوق والفوز بعد الخسارة.
وتعرض جارديم للانتقاد مرارا في البرامج التلفزيونية الساخرة على خلفية إصراره على التحدث بالفرنسية بلكنته البرتغالية، إلا أن ذلك لم يثنه عن خياره. كما أنه اختار مقابلة مع صحيفة «ليكيب» الرياضية، ليكشف مدى تأثره بالفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي موران.
وقال: «عشقت دراسات إدغار موران، وعلاقته مع تعقيدات العالم. في مواجهة الفشل، لا يبحث عن تبسيط الأمور وتوجيه أصابع الاتهام إلى نقص في مكان ما. لديه نظرة متناغمة إلى الحياة».
ولقيت تلك التصريحات صداها لدى موران الذي قال: «عملي يثير الاهتمام في مجال التعليم، الشركات، الطب... لكنها المرة الأولى التي يذكرني فيها مدرب كرة قدم كبير».
ولد جارديم في فنزويلا قبل أن تعود عائلته إلى ماديرا البرتغالية التي يتحدر منها أيضا مدربون ولاعبون أبرزهم كريستيانو رونالدو، ودرس الرياضة في الجامعة، وأصبح فيها من المعجبين بالتحليل المتقاطع لكرة القدم.
في هذه الجزيرة أيضا، بدأ جارديم مسيرته التدريبية عن عمر 27 عاما، كمساعد للمدير الفني لنادي كاماتشا. وحتى اليوم، لا يزال جارديم بعيدا بعض الشيء عن الأضواء الإعلامية، وينظر إلى كرة القدم كلعبة قبل أي شيء آخر، ويعتمد فيها أسلوب تفكير مركز طوال الوقت.
ولقيت خطط جارديم صداها في موناكو ونجح مع لاعبون غالبيتهم من الشباب الذين باتوا في سن مبكرة قادرين على المنافسة على مستوى عال.
وقال جارديم: «هيمن سان جيرمان على البطولة وكان الأمر منطقيا لكننا تمكنا من انتزاع الفوز ولو لمرة واحدة منه وهو إنجاز كبير. الآن حان وقت الاحتفال».
عبقرية جارديم تقود موناكو للتتويج بطلا للدوري الفرنسي
أنهى هيمنة سان جيرمان على اللقب وصنع جيلاً من الشباب الرائع
عبقرية جارديم تقود موناكو للتتويج بطلا للدوري الفرنسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة