مرض الخرف المرتبط مباشرة بـ«ألزهايمر»، يؤدي إلى ضمور مستمر في الخلايا العصبية في الدماغ، حتى تدميرها الكامل. ويميز بالأساس كبار السن، على الرغم من أن المرض قد يحدث أيضا في سن أصغر.
هو داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم.
عادة ما يخلط الناس بين ألزهايمر والخرف، ويظنون أنهما مسمى لمرض واحد، لكن هذا غير صحيح. فالخرف مصطلح عام يصف مجموعة من الاضطرابات التي تحصل لدى الشخص، وتشمل تراجع وظيفتين على الأقل من وظائف المخ، كالذاكرة واللغة. أما ألزهايمر فهو أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا.
وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية، أو قد يصاب بالهلوسة، أو بحالة من حالات الجنون المؤقت. ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير، إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام إلى آخر. كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلى أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة.
الخرف أكثر قسوة من السرطان
من المتوقع أن يصبح الخرف أكبر قاتل في بريطانيا، حيث يحذر الخبراء من أن عدد الوفيات الناجمة عن هذه الحالة ستتفوق على أعداد وفيات مرضى السرطان بحلول عام 2040.
ويقدر هذا الرقم إلى أربعة أضعاف تقريبا، حيث يصبح السكان المسنون أكثر عرضة لظروف مثل مرض ألزهايمر. ويقتل السرطان حاليا أكثر من ضعف الأشخاص الذين يموتون من الخرف كل عام. لكن باحثين من كلية كينغز في لندن يتوقعون أن الخرف سيزحف في غضون 25 عاما لاصطياد نحو 219.409 ضحية كل عام.
وتظهر الأرقام أن الخرف سيسبب عددا أكبرا من الوفيات، مقارنة بأمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي. ويطالب الأطباء القيمون على هذه الدراسة، هيئة الصحة الوطنية بأن «تتصرف الآن» لتوفير الرعاية الملطفة للمرضى المسنين.
تشير الأستاذة إيرين هيغنسون، مديرة معهد سيسيلي سوندرز في كلية كينغز، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، إلى أن مرضَي السرطان والخرف يزدادان بشكل دائم في العالم، وبخاصة في بريطانيا، وتقول: «يزداد الخرف بشكل أسرع، ويرجع ذلك جزئيا إلى شيخوخة السكان، وقلة الأدوية والعلاجات المتخصصة بهكذا حالات». ويشرح روب بيرلي من جمعية «ألزهايمر»: «من المقرر أن يكون الخرف أكبر قاتل في القرن الحادي والعشرين. وهو السبب الوحيد للوفاة الذي لا يمكننا علاجه أو منعه أو إبطاءه».
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة بمك مديسين، قام خبراء بتحليل إحصاءات الوفيات في إنجلترا وويلز بين عامي 2006 و2014.
خلصت الدراسة إلى أن أرقام وفيات السرطان سترتفع من 143.638 إلى 208.636 حالة وفاة بحلول عام 2040.
ولكن معدل وفيات الخرف ستتجاوز هذا الرقم، فمن المتوقع ارتفاعها من 59.199 إلى 219.409 خلال الفترة ذاتها.
إن ارتفاع الوفيات الناجمة عن هذه الحالة ينذر بارتفاع عدد الناس الذين يحتاجون إلى رعاية صحية خاصة. ويحتاج حاليا نحو 75 في المائة من الناس في أيامهم الأخيرة إلى الرعاية التلطيفية، لكن هذا الرقم سيصل إلى 90 في المائة بحلول عام 2040، حيث إن معركة المسنين صعبة ومعقدة، وغالبا ما تشمل الخرف والسرطان في الوقت نفسه.
عوامل الخطورة المرتبطة بالخرف
• العمر؛ فمعظم حالات ألزهايمر تحدث عند عمر 65 أو أكثر، ونصف الذين يبلغون من العمر 85 عاما أو أكثر يصابون بألزهايمر.
• الجينات؛ فبعض الأشخاص لديهم تغيرات جينية نادرة، وهؤلاء يصابون بألزهايمر في الأربعينات أو الخمسينات من العمر.
• وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض، مثل الأب أو الأخ.
• النساء أكثر عرضة لأزهايمر من الرجال؛ وذلك لأنهن عادة يعشن عمرا أطول.
• معاناة الشخص من الضعف الإدراكي المعتدل (mild cognitive impairment) قد تزيد احتمال إصابته بالخرف وألزهايمر.
• التعرض لإصابة في الرأس.
• الكسل.
• التدخين المستمر والمفرط.
• ارتفاع متتالٍ بضغط الدم.