عباس: إنهاء الاحتلال يمهد لتطبيق المبادرة العربية

المسؤولون الفلسطينيون يأملون في دعم ترمب لحل الدولتين

عباس في المؤتمر الصحافي المشترك مع مودي بمقر رئاسة الوزراء في نيودلهي أمس (أ.ف.ب)
عباس في المؤتمر الصحافي المشترك مع مودي بمقر رئاسة الوزراء في نيودلهي أمس (أ.ف.ب)
TT

عباس: إنهاء الاحتلال يمهد لتطبيق المبادرة العربية

عباس في المؤتمر الصحافي المشترك مع مودي بمقر رئاسة الوزراء في نيودلهي أمس (أ.ف.ب)
عباس في المؤتمر الصحافي المشترك مع مودي بمقر رئاسة الوزراء في نيودلهي أمس (أ.ف.ب)

اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي كمدخل لتطبيق مبادرة السلام العربية قائلا «إن إنهاء الاحتلال لبلادنا هو الذي سيمهد الطريق أمام تطبيق مبادرة السلام العربية، الأمر الذي سيساعد الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف في منطقتنا والعالم».
وأضاف عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي، ماريندرا مودي في مقر رئاسة الوزراء في العاصمة نيودلهي «إن خيارنا هو حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل لتعيشا في أمن وسلام وحسن جوار».
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل»الشرق الإوسط» ان الرئيس عباس تعمد التأكيد على أن إنهاء الاحتلال يجب أن يتم أولا قبل إقامة الدول العربية علاقات مع اسرائيل، وليس العكس، أي البدء في تطبيع العلاقات من أجل اإهاء الاحتلال.
وأضافت المصادر موضحة أن «الرئيس عباس أراد التأكيد على أنه يرفض أي تعديلات على مبادرة السلام العربية، أو أي مبادرات جديدة لفتح علاقات بين اسرائيل والدول العربية قبل انهاء الاحتلال».
وبحسب المصادر فإن الرئيس عباس لا يمانع بهكذا علاقات، لكنه يريدها نتيجة لإنهاء الاحتلال، وهو من ضمن زعماء يؤيدون فتح علاقات عربية مع اسرائيل بعد إقامة الدولة الفلسطينية، ولكن ليس قبل ذلك.
وطالما قال عباس إن المبادرة العربية ستتيح لاسرائيل إقامة العلاقات مع 57 دولة عربية واسلامية، لكن على اسرائيل قبولها كما هي، بما يشمل الانسحاب الإسرائيلي من أراضي 67 واقامة الدولة الفلسطينية.
وجاء حديث عباس في الهند وسط تسريبات عن رغبة جهات اقليمية في إدخال تعديلات على المبادرة العربية بما يسمح بتحسين العلاقات مع اسرائيل مقابل خطوات اسرائيلية نحو السلام.
وينتظر عباس لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترمب في بيت لحم في الـ 23 من الشهر الجاري بعد يوم من زيارته لاسرائيل، ولقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارة يأمل الفلسطينيون أنها ستساهم في دفع عملية السلام.
وقال عباس إنه اتفق مع ترمب حين التقاه منذ أسبوعين في البيت الأبيض «على التعاون البناء من أجل التوصل إلى صفقة سلام تاريخية تنهي الصراع بيننا وبين الإسرائيليين»،
مشددا على أنه يدعم الجهد الأميركي والروسي، وكل جهد دولي لتحقيق السلام وإنهاء الارهاب في المنطقة، «الذي ندينه أياً كان شكله ومصدره، وندعم كل جهد دولي وإقليمي لاجتثاثه».
ويأمل عباس في الحصول على دعم ترمب بشأن حل الدولتين، وهو الحل الذي يتبناه الفلسطينيون والعرب كذلك.
وقبل أيام من زيارة ترمب للمنطقة، قال حسام زملط، المبعوث الفلسطيني إلى الولايات المتحدة، إن أي مسعى جديد للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن يرتكز إلى حل الدولتين، ورحب بتعهد ترمب بالسعي إلى تحقيق ما وصفه بالاتفاق النهائي، لكنه أصر على أن أي اتفاق نهائي يجب أن يرضي الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولة له. وقال زملط في كلمة أمام المركز العربي في واشنطن إن أفضل سبيل للسلام هو تحقيق حل الدولتين، مؤكدا أن الإدارة الأميركية لم تقدم حتى الآن أي خطة فعلية لإحياء المفاوضات.
ولم يكشف ترمب بعد عن إستراتيجية شاملة حول كيفية استئناف المحادثات المتوقفة منذ وقت طويل.
وأضاف زملط أن الفلسطينيين مقتنعون برغبة ترامب في إبرام سلام، لكنهم يروون أيضا بأن نهجه ليس واضحا. وهذا الغموض في توجه ترمب ليس قصرا على الفلسطينيين وحسب، بل إيضا في اسرائيل، إذ قال مسؤولون اسرائيليون إن تل أبيب تحاول الحصول على فهم أفضل إذا ما كان ترمب يحمل مبادرات خلال زيارته القادمة أو لا، وما هي طبيعة المبادرات ان وجدت.
ويتوقع المسؤولون الاسرائيليون بأن ترمب لا يمتلك حتى اللحظة أي مبادرات او خطط لتحريك عملية السلام، على الرغم من حماسته وإصراره على إحداث اختراق في ملف السلام وطموحه بالتوصل الى صفقة تاريخية في هذا الشأن.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».