ضجة وسط شرطة إسرائيل بعد تسريب معلومات عن فساد نتنياهو

الحكومة تريد إخضاع 1600 ضابط للتحقيق لمعرفة المسؤولين عن الفضيحة

ضجة وسط شرطة إسرائيل بعد تسريب معلومات عن فساد نتنياهو
TT

ضجة وسط شرطة إسرائيل بعد تسريب معلومات عن فساد نتنياهو

ضجة وسط شرطة إسرائيل بعد تسريب معلومات عن فساد نتنياهو

تسود ضجة كبيرة وحالة من الغليان في قيادة الشرطة الإسرائيلية هذه الأيام؛ وذلك بسبب قرار بعض الأوساط داخل حزب الليكود الحاكم بالانتقام من جهاز التحقيق في قضايا الفساد، وتسريب معلومات إلى الإعلام حول التحقيقات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال أحد كبار الضباط إن هناك محاولة وقحة ومهينة للمساس بهذا الجهاز الحساس، بغرض ثنيه عن مساره في الحفاظ على القانون.
وكان ديفيد أمسالم، رئيس لجنة الداخلية التابعة للكنيست (البرلمان)، وعضو الكنيست من الليكود، قد طالب بسن قانون يلزم كل ضباط قسم التحقيقات في الشرطة (نحو 1600 ضابط)، بالخضوع لتحقيق على جهاز فحص الكذب (البوليغراف) بهدف فحص مدى صدقهم في عدد من القضايا، وأهمها معرفة من يسرب المعلومات من التحقيق، ومن قام بممارسة الفساد بنفسه، ومن نفذ في حياته مخالفات يمكن إدخالها في باب التحرش الجنسي. وقد اعتبر الضباط هذه المبادرة مهينة، وقالوا إنه تم خلال السنوات الأخيرة اكتشاف عدد غير قليل من فضائح الفساد والتحرش الجنسي داخل الشرطة، لكن المتورطين فيها استقالوا أو أقيلوا من الجهاز. وقد اتخذت قيادة الشرطة قرارات صارمة لتطبيق أنظمة جديدة، شملت تحقيقات مع ضباط كبار، وفي بعض الحالات طالت هذه التحقيقات ضباط جهاز البوليغراف لكشف الكذب.
لكن الحديث عن فحص دقيق داخل جهاز فحص الكذب أثار عاصفة في جهاز الشرطة الآن أوسع مما كان متوقعاً، وخصوصاً في أعقاب مبادرة في الكنيست لسن قانون يقضي بإخضاع جميع ضباط قسم التحقيقات في الشرطة لجهاز البوليغراف. وقد رد النائب أمسالم قائلاً إنه «من أجل الحفاظ على شرطة إسرائيل، يكون من الصواب إخضاع ضباط التحقيقات للبوليغراف مرة كل 3 سنوات... ولو كنت المفتش العام للشرطة، لكنت بادرت إلى هذا الأمر لأنه يهدف إلى الحفاظ على الشرطة... أعتقد أن هذا القانون سيعزز صورة ومصداقية الشرطة بشكل أفضل».
وردت مصادر في الشرطة على أمسالم بالقول إنه «لا يمكن التشكيك في جميع العاملين داخل الجهاز... ولا يوجد سبب لأن يخضع جميع ضباط التحقيقات لذلك».
ويأمل ضباط الشرطة أن يعمل غلعاد إردان، وزير الأمن الداخلي، من أجل التوصل إلى تسوية تمنع سن مشروع القانون بصيغته الحالية من جهة، وتتفق مع مطالب أمسالم من الجهة الأخرى. وحذر ضباط كبار من أنه في حل عدم التوصل إلى حل فإنهم سيطالبون بسحب مشروع القانون وإجراء تحقيقات بوليغراف للضباط بشكل احتجاجي. وبدأت هذه العاصفة في أعقاب تعبير المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، روني الشيخ، وإردان عن رغبتهم في تحسين صورة الشرطة، المتدهورة جداً في الرأي العام الإسرائيلي. ويشمل تحقيق البوليغراف مع ضباط الشرطة أسئلة حول تحرش جنسي وعلاقات رومانسية ممنوعة، واستغلال المنصب، وإقامة علاقة مع زعماء منظمات إجرامية. لكن لا أحد يرى أن هناك علاقة بين طرح مشروع القانون هذا، وبين تحقيقات الشرطة الجنائية ضد نتنياهو، بشبهة تورطه في قضايا فساد. وتتسرب معلومات من هذه التحقيقات إلى وسائل الإعلام بشكل متواصل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».