الميليشيات تقصف عشوائياً قرى الضالع وتفجر منازل الموالين للشرعية

حملة تشريد للسكان في مريس... وتعزيزات للجيش الوطني في ميدي

عناصر مسلحة من ميليشيات الحوثي في صنعاء (رويترز)
عناصر مسلحة من ميليشيات الحوثي في صنعاء (رويترز)
TT

الميليشيات تقصف عشوائياً قرى الضالع وتفجر منازل الموالين للشرعية

عناصر مسلحة من ميليشيات الحوثي في صنعاء (رويترز)
عناصر مسلحة من ميليشيات الحوثي في صنعاء (رويترز)

أقدمت ميليشيات الحوثي وصالح، مساء أمس، بعد اقتحامها منطقتي العزلة والربيعتين شرق مديرية جبن إلى الشمال من محافظة الضالع بتفجير منزل الشيخ القبلي الموالي للشرعية عبد الحميد العمري، بعد إفلاته من عمليات الاختطاف المتكررة، كما قاموا بحملة اختطافات للمواطنين ممن تبقوا ولم يغادروا منازلهم وسط تبادل القصف المدفعي بين الطرفين.
وفي المحافظة ذاتها (الضالع) وتحديدا في جبهات مريس وجبن ودمت شمال المحافظة، لقي ثلاثة من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح، بينهم مسؤول المدفعية بمديرية دمت، أمس، مقتلهم وجرح آخرون بقصف مدفعي لقوات الجيش الوطني اليمني، بحسب ما أفادت به مصادر عسكرية بمعسكر مريس، وذلك أثناء استهدافها تجمعات كبيرة للميليشيات بمنطقة المظاريف بمديرية دمت شمالا.
وشهدت جبهات العزلة ومريس مواجهات عنيفة بين ميليشيا الحوثيين وصالح من جهة وقوات الشرعية والمقاومة الموالية لها من جهة ثانية مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 20 من الميليشيات بينهم قيادات ميدانية في دمت، وذلك بعد هدوء حذر سادته تلك المناطق من سابق.
وخلال الساعات الـ48 الماضية، شنت ميليشيات الحوثي وصالح قصفا عشوائيا عنيفا بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على منطقتي العزلة والربيعتين شرق مديرية جبن، أعقب ذلك تمكن الانقلابيين من اقتحام المنطقة وسط نزوح وتشريد للسكان المدنيين والأهالي جراء الاستهداف العشوائي المتعمد للميليشيات لكل شيء يتحرك داخل المنطقة. وأكدت مصادر محلية مطلعة وشهود عيان لـ«الشرق الأوسط» ارتكاب الميليشيات جرائم ضد السكان المدنيين جراء القصف العشوائي للمنطقة بالأسلحة الثقيلة، حيث قامت الميليشيات عقب موجة النزوح الكاملة للأهالي من المنطقة بعمليات نهب لممتلكات الأهالي واقتحام المنازل وأخذ السيارات والعبث بها بطريقة انتقامية بشعة.
وتأتي تلك التطورات، بعد مواجهات عنيفة خاضها أهالي العزلة والربيعيتين، شرق جبن، خلال اليومين الماضين، عبر تصديهم لحملة اختطافات نفذتها الميليشيات بحق عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية المناهضة لها، مما تسبب بمواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح 20 عنصرا من الميليشيات بينهم عدد من قادة الحوثيين بالمنطقة.
في سياق متصل، دفعت قوات الجيش الوطني المدعومة بالمقاومة الشعبية والتحالف العربي، بتعزيزات عسكرية إضافية إلى مدينة ميدي في محافظة حجة شمال غربي البلاد، في حين تواصل القصف المدفعي والمواجهات العنيفة في عدد من جبهات القتال. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «تعزيزات عسكرية جديدة لقوات الجيش وصلت إلى مدينة ميدي، تزامنا مع القصف المدفعي العنيف لقوات الجيش على مواقع الميليشيات الموجودة غرب المحافظة». ويأتي ذلك مع التحليق المكثف والمستمر لمقاتلات التحالف العربي في سماء المدينة، فيما استهدفت غارات جوية مواقع متفرقة للميليشيات الانقلابية في مدينة حرض الحدودية مع المملكة العربية السعودية، كما استهدفت الغارات تجمعات في منطقة المسيلة غرب المدينة، مع غارات أخرى استهدفت مواقع متفرقة في منطقة الجر في مديرية عبس. وتسعى قوات الجيش الوطني والمقاومة إلى استعادة سيطرتها على عبس التي زرعت الميليشيات آلاف الألغام على سواحلها.
إلى ذلك، قالت مصادر قبلية في محافظة الجوف إن قوات الجيش الوطني صدت هجوما عنيفا ومحاولة تسلل للميليشيات نحو مواقع في مزارع الورشات غرب مزوية في المتون. وأضافت أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من صد الهجوم وأجبرت المهاجمين على التراجع بعد تكبيدهم خسائر في الأرواح والمعدات. وفي البيضاء، بوسط البلاد، شنت ميليشيات الحوثي وصالح قصفا عنيفا على القرى والمناطق السكنية في مديرية الزاهر. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات استهدفت بالمدفعية والدبابات مناطق الغول والمحصن في المديرية بشكل عشوائي. كما ألحق القصف أضرارا مادية بكثير من المنازل ومدرسة الغول، مع حالة الخوف والهلع التي في أوساط السكان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.