38 % زيادة متوقعة في محصول الحبوب التونسي

مناطق الشمال الممطر تساهم بنسبة 75 % من الإنتاج

38 % زيادة متوقعة في محصول الحبوب التونسي
TT

38 % زيادة متوقعة في محصول الحبوب التونسي

38 % زيادة متوقعة في محصول الحبوب التونسي

توقعت وزارة الفلاحة التونسية والموارد المائية والصيد البحري أن يبلغ محصول الحبوب للموسم الفلاحي 2016 - 2017 نحو 17.86 مليون قنطار من القمح والشعير، مسجلا بذلك نسبة زيادة قاربت 38 في المائة، إذ إن صابة (محصول) الموسم المنقضي استقرت في حدود 12.87 مليون قنطار، وهي صابة كانت أقل من التقديرات الحكومية الأولية التي حددتها بنحو 14 مليون قنطار.
ويُنتظر انطلاق موسم الحصاد بصفة رسمية سواء بالنسبة للقمح أو الشعير، منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل، وعادة ما يعطي وزير الفلاحة التونسي إشارة الانطلاق من إحدى مناطق الإنتاج المهمة على غرار ولاية - محافظة - باجة أو الكاف أو سليانة.
وتتوزع كميات إنتاج الحبوب بين القمح الصلب الذي يقدر الإنتاج المتوقع بنحو 9.952 مليون قنطار مقابل 8.119 مليون قنطار في الموسم الماضي، أما القمح اللين فإن التوقعات تشير إلى أن الإنتاج سيكون في حدود 1.710 مليون قنطار.
ومن المتوقع أن يكون إنتاج الشعير في حدود 5.898 مليون قنطار مقابل 3.276 مليون قنطار خلال الموسم الفارط.
وفي بعض المواسم الجيدة، تجاوز الإنتاج التونسي من الحبوب حدود 22 مليون قنطار، وتضطر تونس لسد الثغرة المسجلة على مستوى الإنتاج من خلال التوريد خاصة من بلدان الاتحاد الأوروبي المجاورة، وتقدر الحاجيات المحلية من الحبوب بنحو 30 مليون قنطار، وهو ما يعني أن تونس ستستورد أكثر من 12 مليون قنطار من الحبوب بالنظر إلى الصابة المتوقعة خلال هذا الموسم.
وتساهم ولايات - محافظات - الشمال في إنتاج الحبوب بنحو 13.401 مليون قنطار، أي بنسبة 75 في المائة من الإنتاج الإجمالي، وما يزال معدل مردود الهكتار الواحد مقدرا بنحو 18 قنطار، وهو معدل ضعيف ومرتبط بالخصوص بالعوامل المناخية ومدى تساقط الأمطار في كل موسم.
وتُقدر مساهمة ولايات - محافظات - الوسط والجنوب بـ4.460 مليون قنطار، وهو ما يمثل نحو 25 في المائة من الإنتاج التونسي من الحبوب، إلا أن معدل الإنتاج في الهكتار الواحد ينخفض إلى حدود 13 قنطارا في الهكتار، ويأتي معظم الإنتاج من المساحات السقوية (المروية بمياه النهر).
ولتشجيع الفلاحين التونسيين على الحرص على جمع الصابة، ضبط ديوان الحبوب (هيكل حكومي) مختلف الأسعار عند الإنتاج، وفرض القبول لدى المصالح الحكومية، وحدد سعر القنطار الواحد من القمح الصلب بـ75 دينارا تونسيا (نحو 30 دولارا أميركيا).
أما القمح اللين فقد حدد سعر القبول بـ54 دينارا تونسيا (نحو 21 دولارا) للقنطار الواحد، وتنخفض التسعيرة بالنسبة للشعير إلى 50 دينارا للقنطار الواحد (20 دولارا).
ووفق خبراء في المجال الفلاحي، تفقد تونس نسبة تقارب 10 في المائة من الصابة موسميا قبل مواعيد الاستهلاك، وهي نسبة مرتفعة، وتُسجل نتيجة استعمال نوعية رديئة من الأكياس، وطرق تخزين تقليدية غالبا ما تكون نتائجها وخيمة على الصابة.
وفي هذا الشأن، تنظم وكالة الإرشاد الفلاحي (وكالة حكومية) حصص إرشاد وتكوين لفائدة الفلاحين بهدف اختيار البذور الممتازة، ومحاولة جمع الصابة وخزنها في ظروف ملائمة حتى لا تضطر لتعويض نسب الإتلاف عبر التوريد بالعملة الصعبة من الخارج.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.