القوات العراقية تضيق الخناق على «داعش» في الموصل

عناصر من القوات العراقية في الموصل (أ.ف.ب)
عناصر من القوات العراقية في الموصل (أ.ف.ب)
TT
20

القوات العراقية تضيق الخناق على «داعش» في الموصل

عناصر من القوات العراقية في الموصل (أ.ف.ب)
عناصر من القوات العراقية في الموصل (أ.ف.ب)

سجلت القوات العراقية، اليوم (الاثنين)، تقدما ملحوظا في أحياء يسيطر عليها تنظيم "داعش" الارهابي في الموصل، في إطار سعيها لإخراج عناصر التنظيم المتمركزين في جامع رئيسي قبل شهر رمضان.
وبعد سبعة أشهر من بدء الحملة لاستعادة الموصل تحاصر القوات المسلحين في الركن الشمالي الغربي من المدينة حيث تقع المدينة
القديمة التاريخية وجامع النوري الكبير الذي يرفع التنظيم المتطرف رايته عليه منذ يونيو (حزيران) 2014.
وقال الملازم أول نوفل الضاري لوكالة أنباء (رويترز) في منزل تحول إلى قاعدة مؤقتة في حي الإصلاح الزراعي الغربي الذي استعادته القوات العراقية قبل ثلاثة أيام "لو استمرينا بالتقدم بهذه السرعة فإننا نستطيع أن ننهي الأمر خلال أيام". مضيفا "هذه أنفاسهم الأخيرة إنهم محاصرون بشكل كامل". وقال إن قوة الدفع بيد قوات جهاز مكافحة الإرهاب رغم المقاومة التي يبديها مسلحو التنظيم في آخر معاقلهم بالعراق. وتابع "لو حاصرت قطة داخل غرفة فإنها ستخدشك".
ويقول قادة عسكريون ومسؤولون من المخابرات إنهم يستهدفون استعادة الجامع قبل شهر رمضان الذي يبدأ قرب نهاية شهر مايو (أيار) الحالي حتى إذا بقيت جيوب تحت سيطرة المتطرفين.
من جانبه، قال الفريق الركن عثمان الغانمي رئيس أركان الجيش العراقي في تسجيل مصور وزعته وزارة الدفاع "تقدمنا بجبهة واسعة أذهل العدو وإن شاء الله سننتصر قبل رمضان ونعلن تحرير الموصل وأهل الموصل من دنس داعش".
وكان الفريق الغانمي يتحدث خلال زيارة لخطوط القتال في غرب الموصل.
ويقول المسؤولون إن الجامع الذي أعلن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" منه الخلافة على أراض في سوريا والعراق له قيمة رمزية واستراتيجية.
وقال الجندي فارس صلال في منزل آخر في حي الإصلاح الزراعي حيث يتردد صدى إطلاق نيران مدفعية متقطع "كلما ازداد الحصار حولهم أصبحوا يقاتلون بضراوة. ليس لديهم مكان يلجأون اليه".
وتجمع الذباب على البقايا المتفحمة لجثة أحد مقاتلي التنظيم قرب دراجة نارية في شارع بالحي.
وفي مرأب منزل آخر وقفت سيارة مصفحة زرعت بها قنبلة انفجرت في هجوم انتحاري.
وفي حي العريبي القريب الذي تسيطر عليه جزئيا القوات العراقية رأى مراسل الوكالة جثة قناص من أعضاء التنظيم في غرفة أطفال
بالطابق العلوي لأحد المنازل.
وقالت القوات العراقية التي تستخدم المنزل كموقع خارجي لها إن القناص كان يستهدف القوات المتقدمة.
ويرد المتطرفون الذين تقل أعدادهم كثيرا عن أعداد القوات العراقية بتفجيرات انتحارية بسيارات ملغومة ونيران قناصة زرعوهم وسط مئات الىلاف من المدنيين.
وسقط العديد من السكان المحليين قتلى بسبب القصف المكثف فيما قلت بشدة الإمدادات الحيوية واضطر بعض المدنيين لأكل الأعشاب للبقاء على قيد الحياة.
وقالت الحكومة العراقية الأسبوع الماضي إن عدد الفارين من الموصل زاد لأكثر من مثليه ليبلغ نحو عشرة آلاف شخص يوميا.



استهداف أميركي للحوثيين في خطوط التماس مع الجيش اليمني

3- دخان تسببت به غارة أميركية في العاصمة صنعاء (رويترز)
3- دخان تسببت به غارة أميركية في العاصمة صنعاء (رويترز)
TT
20

استهداف أميركي للحوثيين في خطوط التماس مع الجيش اليمني

3- دخان تسببت به غارة أميركية في العاصمة صنعاء (رويترز)
3- دخان تسببت به غارة أميركية في العاصمة صنعاء (رويترز)

يضاعف الطيران العسكري الأميركي غاراته على تحصينات الحوثيين وتجمعاتهم في خطوط التماس مع القوات الحكومية، بالتزامن مع تكثيف الجماعة لزراعة الألغام في مدينة الحديدة ووسط التجمعات السكانية ترقباً لعملية عسكرية برية تتوقع أن تخطط القوات الحكومية لتنفيذها بالتنسيق مع الجيش الأميركي.

وعلى مدى 3 أيام استهدفت المقاتلات الأميركية بسلسلة من الغارات تحصينات الجماعة الحوثية وتجمعاتها على خطوط التماس في مناطق البقعة والسقف والغويرق جنوب وغرب مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة الساحلية الغربية، وسُمِع دوي انفجارات ضخمة عقب الغارات، في الوقت الذي كانت ترسل فيه الجماعة تعزيزات إضافية إلى خطوط التماس، وفق مصادر حكومية.

واستهدفت الغارات مراكز قيادة وسيطرة ومخازن أسلحة ومنصات لإطلاق الصواريخ واجتماعات لقيادات الجماعة في مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب (شرق العاصمة صنعاء)، إلى جانب استهداف مواقع تمركزها وتحصيناتها.

1- صورة نشرها الجيش الأميركي لاستهداف موقع حوثي في مجزر بمحافظة مأرب (سنتكوم)
1- صورة نشرها الجيش الأميركي لاستهداف موقع حوثي في مجزر بمحافظة مأرب (سنتكوم)

في الأطراف الشمالية للمحافظة بالقرب من محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء)، ومخازن الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ والمسيرات في مركز الجوف ومنطقة اليتمة.

‏وذكرت مصادر يمنية أن الجماعة الحوثية نشرت أسلحة وذخائر متطورة في مديرية مجزر شمالي غرب محافظة مأرب وامتداداتها القريبة، واستطاعت منذ بدء سريان الهدنة الأممية، قبل 3 أعوام، تطوير شبكة أنفاق وتحصينات وإنشاء مخابئ لتخزين ونشر صواريخ باليستية وذخائر دفاع جوي وطائرات مسيرة.

كما عملت الجماعة على تأمين تموضع منصات ثابتة ومُتنقلة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، أسفل الجبال والمرتفعات وفي الوديان، ونشرت أنظمة توجيه وتقنية مراقبة ومحطات اتصالات ورادارات.

2- لقطة من مقطع فيديو نشره ترمب لتجمع حوثي قبل استهدافه في محافظة الحديدة (إكس)
2- لقطة من مقطع فيديو نشره ترمب لتجمع حوثي قبل استهدافه في محافظة الحديدة (إكس)

أوردت منصة «ديفانس لاين» المعنية بالشؤون الأمنية والعسكرية في اليمن، عن مصادر، أن الحوثيين نقلوا خلال الفترة الماضية قطعاً حربية وأسلحة ثقيلة، تضم دبابات ومدفعية، ومعدات أشغال عسكرية إلى خطوط التماس، ضمن استعداداتهم لجولات جديدة من الحرب، والسعي للسيطرة على مدينة مأرب، مركز ثقل الحكومة الشرعية وتمركز القوات، والوصول إلى مناطق إنتاج الغاز والنفط شرق المدينة.

وبحسب هذه المصادر، استخدمت الجماعة مديرية مجزر ومناطق قريبة منها لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بعيدة المدى باتجاه البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، واستفادت من المساحات الصحراوية والوديان في تنفيذ مثل هذه العمليات، وتحصنت في المغارات والكهوف وعبثت بالمواقع الأثرية الواسعة في منطقة براقش، أثناء تخزين الأسلحة والذخائر فيها.

ألغام ورقابة

يأتي هذا التحول في طبيعة الأهداف التي اختارها الجيش الأميركي متزامناً مع تأكيد مصادر حكومية أن الجماعة الحوثية شرعت في زراعة الألغام في مدينة الحديدة وفي محيط موانئها، مبررة ذلك بوجود خطة حكومية لمهاجمة المدينة وانتزاعها من سيطرتهم باستغلال الضربات الأميركية.

4- أسلحة متطورة تستخدم في ضرب مخابئ الحوثيين (سنتكوم)
4- أسلحة متطورة تستخدم في ضرب مخابئ الحوثيين (سنتكوم)

وبينت المصادر أن إعادة زراعة الألغام وسط التجمعات السكانية وبالقرب من المنشآت الاقتصادية المدنية يجري تحت علم بعثة المراقبة الأممية في المحافظة، وبعد جهود كبيرة بذلت طوال السنوات الماضية لانتزاع الألغام التي تمت زراعتها في السابق.

وعلى الرغم من مرور 3 أعوام على الهدنة وانحسار العمليات القتالية الكبرى؛ فإنها أخفقت في وضع حدّ للخسائر البشرية بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي زرعها الحوثيون بكثافة وعشوائية في أغلب المناطق التي وصلوا إليها أو سيطروا عليها، بما في ذلك المنازل والمزارع؛ خصوصاً في محافظة الحديدة التي وصلت القوات الحكومية إلى قرب مينائها الرئيسي في عام 2018.

وطبقاً لمركز التعامل مع الألغام في اليمن، يحتل هذا البلد المرتبة الثالثة عالمياً من حيث أعداد ضحايا الألغام، التي بلغت 9500 ضحية من المدنيين منذ مارس (آذار) 2015م، جُلهم من النساء والأطفال، بينما يعاني أغلب الناجين من الألغام من إعاقات مختلفة، خاصة بتر الأطراف، ويحتاجون إلى رعاية شاملة ومستدامة.

5- أحد ضحايا الألغام الحوثية في محافظة الحديدة (إعلام محلي)
5- أحد ضحايا الألغام الحوثية في محافظة الحديدة (إعلام محلي)

وأصدرت الجماعة الحوثية تعميماً يحظر على المحال التجارية في العاصمة صنعاء، ربط كاميرات المراقبة بالأجهزة المتصلة بالإنترنت، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب، ووجهت أقسام الشرطة بتحذير أصحاب المحال من خرق هذا القرار، وتوعدت بمعاقبة مَن يخالف ذلك.

ويأتي هذا الإجراء بعد منع السكان من الحديث عبر الهاتف أو الرسائل النصية أو عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي عن المواقع التي استهدفتها الضربات الأميركية، أو أعداد الضحايا، زاعمة أن ذلك يوفر للجانب الأميركي معلومات تساعده على ملاحقة المطلوبين ومعرفة أقاربهم وتتبع تحركاتهم.