برانديلي: العنف جعل من إيطاليا دولة غير متحضرة

مدرب المنتخب الكروي يطالب باتخاذ إجراءات حازمة للقضاء على الظاهرة المهددة للملاعب الإيطالية

العنف حضر بقوة في نهائي كأس إيطاليا
العنف حضر بقوة في نهائي كأس إيطاليا
TT

برانديلي: العنف جعل من إيطاليا دولة غير متحضرة

العنف حضر بقوة في نهائي كأس إيطاليا
العنف حضر بقوة في نهائي كأس إيطاليا

دفعت حوادث العنف التي شهدتها المباراة النهائية لبطولة كأس إيطاليا تشيزاري برانديلي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي، إلى القول بأن بلاده لم تصبح أمة متحضرة حتى الآن. وقال برانديلي خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «هذه المشكلة تخص حكومة البلاد وليس كرة القدم، إذا أرادنا أن نصبح أمة متحضرة يجب علينا أن نجعل الجماهير التي تذهب لمشاهدة مثل تلك المناسبات الرياضية تستمتع بها بهدوء وحماس في إطار طبيعة مباريات كرة القدم لا أكثر».
وشهدت المباراة النهائية لبطولة كأس إيطاليا لكرة القدم حوادث عنف أسفرت عن وقوع ثلاثة جرحى. وأضاف برانديلي أنه يجب النظر إلى الوسائل التي لجأت إليها الدول الأخرى لحل مشكلة العنف بشكل نهائي، وقال: «يجب علينا تطبيق النموذج الإنجليزي، علينا أن نتعامل مع الموقف في إيطاليا بمثل الطريقة التي تعاملوا بها مع روابط المشجعين المسماة (هوليغانز) في إنجلترا، لا يمكن أن نتصرف كما لو كان شيئا لم يحدث. وأشار المدير الفني الإيطالي: «أطفال اليوم هم جماهير المستقبل، تابعنا جميعا بكل أسف يوم السبت الماضي كيف كان الأطفال يغادرون الملعب بصحبة آبائهم بعد نهاية شوط المباراة الأول، نحن في موقف شديد التعقيد، يجب علينا أن نفعل شيئا للخروج من هذه الأزمة».
ولمح برانديلي إلى أنه لا يعلم ما إذا كان منع الجماهير التي تشتهر بالعنف من دخول الملاعب مدى الحياة، كما اقترح وزير الداخلية الإيطالي، سيحل المشكلة القائمة أم لا. وقال: «أنا لست في موقع تحليل كل الاقتراحات، ما قصدته هو البحث عن الطريقة التي اتبعها الآخرون في حل هذه المشكلة، من المحتمل أن يكون لديهم مشكلات أكبر من تلك التي نعانيها، علينا أن نرى ما قاموا به لحل هذا الأمر لنطبقه نحن أيضا». واختتم برانديلي الذي يرى أن تخفيض عدد فرق الدوري الإيطالي الممتاز فكرة جيدة، قائلا: «إذا واصلنا انتهاج هذا العنف في المباريات الأوروبية، سنتعرض للعقوبات ولن نتمكن من اللعب، ولذلك يجب علينا أن نكون أذكياء ونعاقب أنفسنا بأيدينا».
وبعيدا عن العنف الذي يجتاح الملاعب الإيطالية، قلل برانديلي من أهمية نظرية الاستحواذ التي يطبقها الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لبايرن ميونيخ، في حين أنه من ناحية أخرى أشاد بطريقة لعب ريال مدريد تحت قيادة مواطنه كارلو أنشيلوتي. وقال برانديلي: «الكرة الجميلة لا تتجزأ، ولا يجوز انتقاد استراتيجية الصدمة (طريقة لعب إيطالية تعتمد على الدفاع المتكتل والهجوم المباغت)، فالكرة الجيدة يمكن أن تلعب بطرق مختلفة». وأضاف برانديلي مدافعا عن الخطة الفنية التي انتهجها كارلو أنشيلوتي أمام بايرن ميونيخ الألماني في مباراتي الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، والتي أسفرت عن فوز الفريق الملكي بخمسة أهداف نظيفة في مجموع المباراتين «الخطأ الشائع في عالم كرة القدم هو الفصل بين طرق اللعب المختلفة».
وكان بيب غوارديولا قد أشار بعد هزيمة فريقه في ذهاب الدور قبل النهائي أمام ريال مدريد بهدف نظيف إلى أن فريقه تحكم بشكل كامل في تلك المباراة رغم خسارته.
ولكنه عاد إلى الاعتراف بحدوث أخطاء فنية من جانبه في مباراة الإياب، التي انتهت بهزيمة البايرن بأربعة أهداف نظيفة على ملعب أليانز أرينا، حيث أشار إلى أن المشكلة تركزت في أن لاعبيه لم يستحوذوا على الكرة بالقدر الكافي، ولم يكن لديهم فكرة عما الذي يجب عليهم فعله عند امتلاك الكرة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».